مرتضى منصور يهزم إعلام المصريين!

“ولأن قناة نادي الزمالك مملوكة لشركة إعلام المصريين وتدار بمعرفته، فقد كان متوقعا وقوع الصدام بين مرتضى منصور وإدارة القناة، خاصة وأن مرتضى بدا من اللحظة الأولى ساعيا إلى السيطرة

 

برحيل عزمي مجاهد عضو مجلس إدارة الزمالك وسكرتير اتحاد الكرة السابق، والذي توفى مؤخرا متأثرا بفيروس كورونا، لم يبق للسيسي مؤديون وداعمون من الأسماء المعروفة بالوسط الرياضي إلا مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، فقبل أن يغّيب الموت عزمي مجاهد، كان السيسي قد غيب الكثيرين من داعميه الأقوياء بالوسط الرياضي أصحاب الأسماء الرنانة مستعيضا عنهم ببعض الشخصيات النكرات الذين لا يملكون تاريخا يؤهلهم لمواقعهم التي يشغلونها الآن مثل: أشرف صبحي وزير الرياضة، وعمرو الجنايني رئيس اتحاد الكرة، فقد تم إقصاء طاهر أبوزيد نجم الأهلي السابق مبكرا من منصبه كوزير للرياضة، وبعده أقصي خالد عبد العزيز رئيس نادي الصيد السابق من نفس المنصب، والآن يتم إقصاء هاني أبو ريدة عضو الاتحادين الدولي والأفريقي حاليا ورئيس الاتحاد المصري سابقا.. أما مرتضى منصور فما زال السيسي يحافظ على وجوده رغم المطالب العديدة – الجماهيرية والرسمية – بإبعاده من الوسط الرياضي.

نعم مرتضى منصور خادم مطيع ومنفذ جيد للتعليمات والمهام، خاصة فيما يتعلق بدوره في شغل الرأي العام بقضايا جدلية لا أصل لها، أو باغتياله المعنوي للشخصيات التي يريد النظام الانتقام منها أو إسقاط هيبتها أمام الناس، حيث يتم إطلاق مرتضى عليها لينهش في أعراضها وسمعتها وأخلاقها ويروج عنها الشائعات والاتهامات الباطلة، فيهدمها ويسقطها أمام الرأي العام.. لكن هذا الدور لا يشغل النظام، فالنظام لديه من الجرأة والبجاحة على فعل ما هو أسوأ من ذلك دون الحاجة لمرتضى أو أمثاله، غاية الأمر أن مرتضى لم يحن بعد وقت التخلص منه، أو ربما يحظى بإعجاب وحب السيسي نفسه كما يشاع في الوسط الرياضي والسياسي بمصر.

معركة إعلام المصريين

شخصيا أميل إلى تصديق الاعتقاد الثاني وهو أن حب السيسي لمرتضى والإعجاب به وبأدائه التمثيلي على الفضائيات ومهارته في الهجوم على خصومه، هو ما يجعل السيسي يحافظ عليه ويرفض الاستجابة للضغوط التي يتعرض لها للتخلص من مرتضى وإبعاده من الوسط الرياضي، ولعل ذلك هو ما مكن مرتضى من النصر في كل معاركه التي خاضها مؤخرا، وأكبرها وأحدثها معركته العنيفة مع إعلام المصريين، تلك المعركة التي كان من الممكن أن تطيح بمرتضى وتنهي وجوده تماما من اللحظة الأولى، لولا أنه يأوي إلى ركن شديد، خاصة وأن خصمه الذي هو إعلام المصريين مملوك لأكبر جهاز أمني وسيادي في الدولة وهو المخابرات الحربية، ولا يستطيع أحد الوقوف في وجهه والتصدي له، إلا إذا كان مسنودا من جهة أكبر.

ولأن قناة نادي الزمالك مملوكة لشركة إعلام المصريين وتدار بمعرفته، فقد كان متوقعا وقوع الصدام بين مرتضى منصور وإدارة القناة، خاصة وأن مرتضى بدا منذ اللحظة الأولى ساعيا إلى السيطرة على القناة وإدارتها من خلاله، باعتبارها تحمل اسم النادي وتتحدث عنه، ومن ثم فمجلس إدارة النادي هو من يجب أن يضع سياستها التحريرية بما يناسب رؤية المجلس، لكن هذا الأمر لم يرض مسؤولي إعلام المصريين الذين يرون أنهم أصحاب القناة الأصليون وهم المنوط بهم وضع السياسيات ورسم الخطط وتعيين المذيعين والموظفين، ولم يتوقف الخلاف عند هذا الأمر، بل وصل إلى تحجيم مرتضى نفسه داخل القناة، بمنعه من الظهور بالقناة، بل وتحديد مداخلاته التليفونية والتي كانت مفتوحة لمرتضى في البدايات فكان يجري مداخلة على الأقل يوميا تلامس مدتها الساعة تقريبا، فيما تم تحديدها لاحقا بحيث لا تزيد عن مداخلة واحدة أسبوعية ولا تزيد مدتها عن عشر دقائق، ثم تطور الأمر بعد ذلك بمنعه من الظهور تماما..

وبعد أن بدا مرتضى مستسلما لهذا الوضع، وظن الجميع أن مرتضى لن يعود لقناة الزمالك، فوجئ الناس بأنه يعود مرة أخرى، بل بدا وكأنه عائد على أسنة الرماح، ظهر ذلك جليا في تصريحاته القوية ومن مدة مداخلاته التي زادت عن الخمسين دقيقة، بل وإعلانه عن مجموعة من القرارات المتعلقة بالقناة، في إشارة لا تخطئها العين، بانتصاره الساحق على إعلام المصريين.

دعم لا محدود لمرتضى  

ثمة مواقف أخرى سابقة لما حدث في قناة الزمالك، تشير إلى الدعم غير المحدود الذي يلقاه مرتضى منصور من السيسي شخصيا، لعل أبرزها وأوضحها على الإطلاق هو رفض مجلس الشعب الموافقة على طلب النائب العام برفع الحصانة عنه للتحقيق معه في العديد من البلاغات المقدمة ضده باعتباره عضوا بمجلس الشعب، وهي البلاغات التي وصلت إلى ما يزيد عن المائة بلاغ، معظمها متعلق بقضايا فساد مالي وإداري مقدمة من هاني العتال عضو مجلس الزمالك السابق، وممدوح عباس رئيس النادي السابق، وبعضها متعلق بقضايا سب وقذف مقدمة من محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، وقد تقدم النائب العام بطلب رفع الحصانة عن مرتضى أكثر من مرة، لكن وفي كل مرة يرفض البرلمان الموافقة على الطلب بدعوى أن البلاغات المقدمة ضد مرتضى منصور بلاغات كيدية، هنالك تأكد الجميع أن القوة التي يعتمد عليها مرتضى فوق العدالة والقانون، وهو ما أصاب كل خصوم مرتضى باليأس في أن يلحق به أي عقاب أو مساءلة قانونية في ظل وجود السيسي!

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه