تبدأ اليوم.. ماذا نعرف عن انتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة في إيران؟

يتوجه الناخبون في إيران، اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة.

ويحق لأكثر من 62 مليون إيراني المشاركة في الانتخابات، التي ستجرى عبر نحو 59 ألف مركز اقتراع موزعة على 28 ولاية.

وينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 290 عضوًا، لدورة مدتها 4 سنوات في اقتراع من دورة واحدة، من بينهم 30 عضوًا عن العاصمة طهران، التي تعد أكبر دائرة انتخابية في البلاد.

كما يختار الناخبون أعضاء مجلس خبراء القيادة، وهو هيئة مؤلفة من 88 عضوًا من علماء الدين ينتخبون لدورة مدتها 8 سنوات بالاقتراع العام المباشر، ويقوم المجلس باختيار المرشد الأعلى ويشرف على عمله ويملك صلاحية إقالته.

ومما يزيد من أهمية انتخابات مجلس الخبراء، قضية خلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي سيبلغ من العمر 85 عامًا في شهر إبريل/نيسان المقبل.

ويتنافس في الانتخابات البرلمانية 15200 مرشح وافق مجلس صيانة الدستور على ترشحهم، فيما رفض في المقابل ترشيحات أكثر من 30 ألفًا آخرين.

ومن بين الذين تم رفض ترشحهم في الانتخابات، شخصيات معروفة في مقدمتها الرئيس السابق حسن روحاني (2013 ـ 2021) الذي أُبطل ترشيحه لمجلس الخبراء رغم أنه عضو فيه منذ 24 عامًا.

وتجري الانتخابات في ظل العديد من السياقات الداخلية والإقليمية والدولية، منها تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خارجيًا وغلاء المعيشة وارتفاع نسبة التضخم (نحو 50%) داخليًا.

وهناك مخاوف من تراجع نسب المشاركة في الانتخابات، خاصة أن هذه النسب تراجعت بالفعل من 64.2% عام 2012 إلى 42.57% في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2020.

ومن شأن نتائج هذه الانتخابات أن تكشف عن حجم مختلف التيارات السياسية، المحافظة والإصلاحية سواء في البرلمان أو في مجلس خبراء القيادة، خاصة وأن المحافظين يهيمنون على السلطات كلها منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسًا عام 2021.

القوائم الأساسية

يشارك التيار الأصولي في الانتخابات بعدد من القوائم الأساسية، يأتي على رأسها القائمة الموحدة لحزب مجلس ائتلاف القوى الثورية وحزب الاستدامة برئاسة رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، وهي القائمة الأصولية الأهم في طهران.

وأدى عدم توافق مجموعة من التيار الحاكم مع قاليباف ومجلس الائتلاف إلى الإعلان عن قائمة انتخابية ثانية تحت عنوان “التحالف الشعبي للقوى الثورية الإسلامية (الأمناء)”، يرأسها حميد رسائي.

أما القائمة الانتخابية الثالثة فهي مرتبطة باليمين التقليدي، الذي يقوده محمد علي مهدي كرماني، وقدم مرشحيه تحت عنوان “مجلس الوحدة الأصولية”، ويترأس قائمته الانتخابية منوشهر متكي، وزير خارجية حكومة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد.

وفي المقابل أعلنت الأحزاب الإصلاحية عدم مشاركتها بقائمة للمقاعد الـ30 في انتخابات البرلمان الثاني عشر في طهران، وهو ما دفع نائب رئيس البرلمان العاشر علي مطهري للإعلان عن قائمة تضم 30 مرشحًا تحت عنوان “صوت الشعب”، وأعلنت 3 أحزاب إصلاحية، إضافة إلى حزب الاعتدال المقرب من الرئيس السابق حسن روحاني، دعمها لقائمة مطهري.

مجلس خبراء القيادة

أنشئ المجلس عام 1979، ويَنتخب المرشدَ الأعلى ويحق له خلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته أو فقد مؤهلًا من مؤهلات اختياره، ولا يجوز التصويت في البرلمان على أي نوع من التعديلات الدستورية قبل أن تصدر توصية من مجلس الخبراء بذلك الشأن، وتلزم توصياته وقراراته سائر أجهزة الدولة.

تم تعيين أول مجلس خبراء في عام 1979، وكان يتكون من 70 عضوًا قاموا بمراجعة مسودات الدستور قبل طرحه في استفتاء شعبي.

وفي عام 1982 ارتفع عدد أعضاء المجلس إلى 83 عضوًا بسبب زيادة عدد سكان البلاد.

ولا توجد امرأة بين أعضاء المجلس، وغالبيتهم من رجال الدين.

وتقوم كل محافظة من محافظات إيران الـ28 باختيار ممثل لها في مجلس الخبراء، فإذا زاد عدد سكانها على المليون يحق لها انتخاب ممثل إضافي عن كل 500 ألف شخص، ولمحافظة العاصمة طهران أكبر عدد من النواب داخل المجلس بواقع 16 نائبًا.

والرئيس الحالي للمجلس هو آية الله أحمد جنتي الذي تم انتخابه عام 2016.