معهد أبحاث الحج.. تقزيم مقصود وتوصيات مهمشة

حجاج فوق جبل الرجمة بأرض عرفة

يعد موسم الحج واحدًا من أكبر الملفات التي تديرها الحكومة السعودية، على مستوى الركيزة الدينية، والمسؤولية السياسية، والأعباء الإدارية.

ويتطلب العمل في استقبال الحجاج وإسكانهم ونقلهم وإدارة حشودهم، جهودًا بحثية ضخمة، فكان هذا مبررًا كافيًا لتأسيس معهد مختص بأبحاث الحج والعمرة.

انطلق معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، سنة 1401 هجرية، بقرار من مجلس الوزراء، تحت مسمى مركز أبحاث الحج، ليكون جهة استشارية فنية للجنة الحج العليا وللجهات العاملة في مجال شئون الحج، وظلت توصياته حبيسة الأدراج.

مهام المعهد
  • بحسب الموقع الرسمي للمعهد، فإن مهامه تتركز في إجراء الدراسات والبحوث العلمية لتيسير أداء المناسك، وتقديم خدمات أفضل لحجاج وعمار بيت الله الحرام، وذلك من خلال دراسة الأوضاع الراهنة.
  • أيضًا، جمع البيانات والمعلومات المفصلة عن مختلف جوانب ومراحل الحج والعمرة والزيارة، ومتطلبات واحتياجات الحجاج والمعتمرين والزوار، وما يقدم لهم من خدمات ومرافق.
  • بحسب بعض العاملين في المعهد، تجنح الحكومة السعودية لتجاهل توصيات المعهد لمواجهة بعض الكوارث المتوقعة وتلجأ إليها بعد حدوثها.
  • من الأمثلة على ذلك أن المعهد اقترح إنشاء خيام مضادة للحريق بمشعر منى، قبل سنوات طويلة من اندلاع كارثة حريق منى سنة 1417 هجرية.
  • تسبب ذلك الحريق في التهام النيران لأكثر من 70 ألف خيمة، ووفاة 343 حاجًا، وجرح أكثر من 1500 آخرين، ما دفع الحكومة لتنفيذ المقترح في العام الذي يليه مباشرة بعد كلفة باهظة في الأرواح والممتلكات.

 

  • أيضًا تشير بعض المصادر إلى أن مشروع توسعة المطاف بالمسجد الحرام الذي أعده المعهد، كان سيسمح بسعة استيعابية أكبر من التوسعة الأخيرة.
  • لكن القيادة السعودية تجاوزت المقترح العلمي لصالح مقترح آخر لوزير التعليم العالي في حينه الدكتور خالد العنقري والعضو في اللجنة المشرفة على المعهد في حينه، دون إبداء أسباب.
  • رغم النجاحات الكبيرة التي حققها المعهد من خلال توفير دراسات وحلول علمية لتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة، فإن المعهد يعاني بحسب منتسبين فيه للإهمال والتجاهل، وعدم إتاحة الفرصة الكاملة أمام الكفاءات العلمية السعودية لكي تقول كلمتها العلمية في شؤون الحج والعمرة.
  • المعهد بوضعه القائم حاليًا، يعد بمثابة كنز علمي ضائع، خاصة مع وجود إنجازات بحثية ضخمة تخضع برامج تطبيقها في النهاية لمزاج المسؤول الذي لا يُسأل عما يفعل، والذي تعد رغباته أنفذ في الواقع من الأبحاث العلمية وتوصيات الخبراء.
  • يشار إلى أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة يتبع لجامعة أم القرى، وتشرف عليه لجنة مكونة من وزير الداخلية ووزير الحج ووزير التعليم.
  • يفترض أن يكون هذا المعهد هو المؤسسة العلمية الوحيدة التي تعمل على تطوير وتحسين جودة الخدمات للملايين من الحجاج والمعتمرين.
محطات مهمة في تاريخ المعهد
  • في موسم حج سنة 1403هجرية، تم تطبيق قرار منع دخول السيارات الصغيرة للمشاعر بناءً على توصيات المركز.
  • موسم حج عام 1403، تم البدء في الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي بتأسيس مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، حيث تمت الاستفادة من لحوم 113 ألف رأس.
  • في موسم حج سنة 1410، تم تخصيص طرق مظللة للمشاة بناءً على توصيات المركز.
  • عام 1414، تم تطوير طرق المشاة بناءً على توصيات مركز أبحاث الحج.
  • في موسم حج سنة 1415، تم توحيد اتجاه السير عل جسر الجمرات العلوي بعد إعادة بناء وتنظيم الجزء الشرقي من الجسر بناءً على توصيات المركز.
  • موسم حج عام 1416، تم تطبيق تجربة محدودة للنقل بالحافلات الترددية، عرفات – مزدلفة، حيث كانت بتصميم وتخطيط وتشغيل المركز.
  • في موسم حج سنة 1417، تم التوسع في تجربة النقل بالحافلات الترددية لتشمل مرحلة مزدلفة – منى، بعد استكمال عدد من التجهيزات في الطرق والجسور والمواقف.
المصدر : الجزيرة مباشر