مقال بـ”نيويورك تايمز”: إسرائيل تسقط في الهاوية ولن تكسب حرب غزة لتلك الأسباب

دعا الكاتب الإسرائيلي الشهير ديفيد غروسمان، الولايات المتحدة والدول المؤثرة في العالم إلى الدفع باتجاه حل الدولتين كما أدان قتل الفلسطينيين الأبرياء وانتقد أولئك الذين يدعون إلى تدمير إسرائيل.

وقال غروسمان في مقال له نُشر الجمعة بصحيفة (نيويورك تايمز) تحت عنوان (إسرائيل تسقط في الهاوية)، إن الهوية التكوينية لمصير إسرائيل تغيّرت بعد أحداث 7 من أكتوبر/تشرين الأول وإن إسرائيل ذلك اليوم لم تتعرض فقط لضربة موجعة أبانت ضعفها، بل إن وجودها أصبح على المحك.

وأضاف “بعد مرور ما يقرب من 5 أشهر، فإن إسرائيل ما زالت تشعر بالخوف والصدمة والغضب والحزن والإذلال والانتقام.. وكل هذا الجرح المتدفق يقودنا إلى الهاوية”.

“تصدّعات مثيرة”

واستحضر غروسمان أن المجتمع الإسرائيلي عانى قبل 9 أشهر من “طوفان الأقصى” من “تصدّعات مثيرة”، حيث كانت الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، تحاول فرض سلسلة من الخطوات التشريعية المصممة لإضعاف سلطة المحكمة العليا بشدة، وبالتالي “توجيه ضربة قاتلة للطابع الديمقراطي لإسرائيل”.

وأضاف أن خروج آلاف الإسرائيليين إلى الشارع على مدى أشهر قاد المجتمع الإسرائيلي إلى حالة من الاستقطاب، تم القفز خلالها على الخلافات الأيديولوجية وتطوّر المشهد إلى حالة من الكراهية والعنف، إلى درجة تم الحديث فيها عن تقسيم البلاد إلى شعبين منفصلين، وفق تعبيره.

وأخذًا بهذا الوضع، تساءل غروسمان “عندما تنتهي هذه الحرب الطويلة القاسية، كيف يمكننا أن نوقع معاهدة سلام مع مثل هذا العدو؟ وما هو الخيار الذي لدينا؟” ليجيب بأنه على إسرائيل أولًا أن تكون شجاعة وتعترف بأنها قتلت آلاف الأطفال ودمّرت الكثير من الأسر الفلسطينية.

“إسرائيل لن تكسب الحرب”

واعترف غروسمان أيضًا بأن إسرائيل لا يمكنها أن تكسب هذه الحرب الدائرة في غزة، كما أنه لا يمكنها أن تبقى قوة احتلال إلى ما لا نهاية.

وقال في النهاية سيتم إجبار الطرفين على قبول حل الدولتين، الذي قد يفتح المجال أمام انتخابات ديمقراطية في فلسطين ووصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى السلطة.

وخلص غروسمان إلى القول إن هذا هو الوقت المناسب لتجاوز السياسيات الفاشلة والإقرار بأن الأمر يتعلق بلحظة نادرة لتجاوز صدمة 7 من أكتوبر/تشرين الأول والسعي لإعادة تشكيل الواقع وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.