“جرحي مفتوح إلى أن أدفن ابني”.. وقفة في غزة تطالب باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال (فيديو)

المتحدث باسم الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء (عددهم 398): حاخامات متطرفون يطالبون بلف جثامين الشهداء في مقابر الأرقام بجلود الخنازير

وقف العشرات من أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال الإسرائيلي وممثلون عن الأسرى وحقوقيون، اليوم الاثنين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة للمطالبة باسترداد الجثامين تحت عنوان (لهم أسماء ولهم وطن).

وعبّرت أم الشهيد محمد عزمي علي فروانة عن ألمها بسبب حرمانها طيلة 17 عامًا من دفن ابنها، فيما يرفض الاحتلال منحها رقم قبر ابنها، قائلة إن “إسرائيل أرادت أن توجعنا بحرماننا جثامين أبنائنا، لكنها لا تزيدنا سوى صمود وفخر وعز”.

جرح مفتوح

وقالت الأم للجزيرة مباشر “أنا جرحي مفتوح إلى أن أدفن ابني”، مستطردة “لكني أقول لإسرائيل إنها إلى زوال وأننا سنجتمع بأبنائنا وأني قدمت دم ابني ليروي عطش أرض فلسطين”، وزادت “إن لزم الأمر سنقدم باقي أبنائنا وأحفادنا شهداء لتحرير القدس وفلسطين”.

وقال أحد ذوي الشهداء، إن جثمان أخيه الشهيد أنور محمد عطية سكر منفذ عملية بيت ليد الاستشهادية في 1995، التي أسفرت عن مقتل 33 جندي إسرائيلي و68 إصابة، محتجز منذ ذاك الحين (28 عامًا).

وأضاف لكاميرا الجزيرة مباشر، أن الجثمان محتجز في “مقابر الأرقام” وأن الأسرة لا تعرف عنه شيئًا، معبّرا عن ألمه لوفاة والديه وهما ينتظران استرداد جثمان أخيه.

وطالب شقيق الشهيد، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، حتى تتمكن أسرها من دفنها وزيارة قبورها.

“جلود الخنازير”

وقال منظمو الوقفة، إن 11 جثمانًا محتجزًا هم لأسرى استشهدوا في سجون الاحتلال بفعل التعذيب والإهمال الطبي والعزل الانفرادي ومنحهم لأدوية مجهولة.

وأفاد نشأت الوحيدي المتحدث باسم الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، أنهم قدموا للصليب الأحمر وعدد من المنظمات دولية لائحة تضم اسم 75 شهيدًا احتُجزت جثامينهم دون تلقي أي رد منذ سنة 2015.

وقال الوحيدي إن “عددًا من الحاخامات المتطرفين يطالبون بلف جثامين الشهداء في مقابر الأرقام بجلود الخنازير، ظنًّا منهم أن ذلك سيمنعهم من دخول الجنة”.

بالأسماء لا الأرقام

ودعا المتحدث، المجتمع الدولي للتحرك من أجل إعادة جثامين الشهداء لذويهم وهو حق يكفله القانون الدولي، ودفنهم بأسمائهم لا بأرقام يضعها لهم الاحتلال الإسرائيلي في مقابر تتعرض للانجراف بفعل السيول.

ونُظمت الوقفة، بدعوة من الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين والعرب، ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، بمشاركة مئات المواطنين من ذوي الشهداء والأسرى ومؤسسات تُعنى بشؤون الشهداء والأسرى والجرحى وممثلي القوى والفصائل.

وذكرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة والكشف عن مصير المفقودين، أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 398 شهيدًا، منهم 256 شهيدًا في ما يسمى “مقابر الأرقام”، وطالبت، الأحد، باسترداد الجثامين.

وأفادت اللجنة، في بيان بمناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، بأن الاحتلال يحتجز في الثلاجات جثامين 142 شهيدًا منذ عام 2015، من بينهم 14 طفلًا و5 نساء، و11 من الحركة الأسيرة.

مقابر الأرقام

وتَعُد سلطات الاحتلال جثامين الشهداء المحتجزين مجرد أرقام، إذ تخفي هوياتهم، بينما تُتهَم بسرقة أعضائهم، وهي السياسة التي تتبعها تل أبيب منذ عام 1948 في ما يُعرف بمقابر الأرقام، حسب بيان فلسطيني رسمي سابق.

وأفاد تقرير لوزارة الإعلام الفلسطينية في 2022، بأن الاحتلال يرفض إعطاء معلومات عن أماكن احتجاز أغلب الجثامين و”يستغل تلك الجثامين لسرقة أعضائها واستخدامها في معالجة مرضى إسرائيليين”.

المصدر : الجزيرة مباشر