بعد وفاة عشرات الأطفال بينهم رضع.. طبيب يكشف مأساة دار “المايقوما” في السودان (فيديو)

خلّفت الأيام التي تلت اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، مأساة سودانية جديدة رصدتها وكالة رويترز بعد وفاة عشرات من الأطفال في “المايقوما” أكبر دار لرعاية الأيتام في الخرطوم وعموم السودان، وذلك بسبب سوء التغذية والجفاف الحاد.

وقال عبد الله آدم، الطبيب المتطوع بدار الأيتام “المايقوما”، إن الأطفال يعيشون ظروفا مأساوية صعبة، مما يثير مخاوف بشأن استمرار وقوع وفيات جديدة بينهم، بسبب انقطاع الكهرباء عن الدار إضافة إلى انقطاع الوصول إليهم جراء الاشتباكات الدائرة في البلاد منذ أكثر من 6 أسابيع.

وأضاف آدم خلال مشاركته في برنامج “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر، الثلاثاء، أنه لا يستطيع الوصول إلى الدار رغم أنه يسكن على مسافة قريبة جدّا من المقر بسبب الاشتباكات.

وأوضح أن الدار تحوي نحو 330 طفلا يواجهون مشكلات سوء التغذية والجفاف الحاد وعدم وجود العدد الكافي من الموظفين لرعايتهم.

وناشد آدم الطرفين المتصارعين وقف الاشتباكات والسماح بإجلاء الأطفال إلى مكان آمن، مشيرا إلى أن المنطقة التي تقع فيها الدار محاصَرة ولا يمكن الوصول إليها بسبب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأكد أن المخاوف تتصاعد بشأن مصير باقي الأطفال بعد وفاة ما لا يقل عن 50 طفلا بينهم 20 رضيعا.

وأضاف آدم “أطفال السودان باتوا في حاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية” بعد اندلاع الاشتباكات منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وبحسب رويترز، ذكرت شهادات وفاة الأطفال أنهم توفوا جميعا نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، كما تسببت الحمّى أو سوء التغذية في وفاتهم جميعا باستثناء حالة واحدة.

ولا تزال المنطقة خطرة. وفي مطلع الأسبوع الجاري، استهدفت الضربات الجوية والمدفعية المنطقة التي تقع فيها دار الأيتام، وفقا لما قالته الطبيبة عبير عبد الله للوكالة.

وتُعرف دار المايقوما للأيتام رسميا باسم دار رعاية الطفل اليتيم، وهي مبنى مؤلف من 3 طوابق في وسط الخرطوم، وتقع على مقربة من مناطق القتال.

وقال عاملون في الدار ومتطوعون إن وابلا من الرصاص أمطر المبنى. وقال أحد الأطباء إن الأطفال كانوا ينامون على الأرض في الأيام الأولى من القتال لإبعادهم عن النوافذ.

وأُسّست دار المايقوما في عام 1961، وتستقبل عادة مئات الأطفال سنويا، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية التي تدعم الدار.

المصدر : الجزيرة مباشر