أمريكا تنتقد.. الصين تعلن موقفها من تسوية الأزمة الأوكرانية وتطور ميداني في باخموت

جندي أوكراني يراقب، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، في باخموت بمنطقة دونيتسك (رويترز)

دعت الصين اليوم الجمعة، موسكو وكييف إلى استئناف الحوار، وعبرت عن رفضها للجوء إلى السلاح النووي بأي حال، وذلك بعد عام كامل من الحرب الروسية الأوكرانية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في وثيقة من 12 نقطة بعنوان “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”، إنه “ينبغي لجميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.

لا للنووي

وفي هذه الوثيقة عبرت بيجين عن موقف واضح ضد أي استخدام للسلاح النووي بعد أن لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا بذلك، وقالت “ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية، وينبغي عدم خوض حروب نووية، كما ينبغي الوقوف ضد التهديد بالسلاح الذرّي أو اللجوء إليه”.

كما دعت البلدين إلى تجنب أي هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية، وقالت “ينبغي لأطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية”.

جنود أوكرانيون على جبهة باخموت (رويترز)

ردود

من جهته انتقد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الوثيقة، وقال إن “الحرب قد تنتهي غدا إذا أوقفت روسيا مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها”.

وأشار إلى أن “أوكرانيا لم تهاجم روسيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يهاجم روسيا، والولايات المتحدة لم تهاجم روسيا”، وتابع “كان من الممكن أن تتوقف الوثيقة عند النقطة الأولى، احترام سيادة جميع الدول”.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يريد مناقشة هذه الوثيقة مع بيجين، معتبرًا أن مشاركة الصين بشكل علني ودعوتها إلى الحوار، وهي الشريك الوثيق لموسكو، “إيجابية”.

وأضاف زيلينسكي “نود عقد اجتماع مع الصين، هذا في مصلحة أوكرانيا اليوم”، معتبرًا أن “الصين بدأت الحديث عن أوكرانيا وإرسال بعض الإشارات، وهذه نقطة إيجابية جدا”.

حصار باخموت

ميدانيًّا، أعلنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية اليوم الجمعة عبر جهازها الإعلامي، أنها سيطرت على بلدة بيرخيفكا الأوكرانية الواقعة شمال مدينة باخموت، وهي المدينة التي تسعى موسكو لاحتلالها منذ بضعة أشهر.

وكانت القوات الروسية قد أعلنت الأسبوع الماضي السيطرة على بلدة باراسكوفيفكا عند مدخل باخموت الشمالي، وتقع بيرخيفكا إلى جنوب غرب باراسكوفيفكا.

ويسعى الجيش الروسي ومجموعة فاغنر منذ أسابيع لمحاصرة باخموت وقد نجحا في قطع عدد من الطرق المهمة لتموين القوات الأوكرانية، وفي حال تأكدت السيطرة على بيرخيفكا فسيعني ذلك أن القوات الروسية بدأت تحكم كماشة على باخموت من جهة الشمال.

جنود أوكران أمام مبنى مدمر في باخموت (رويترز)

مساعدات عسكرية جديدة

على الجانب الآخر من المعركة، أعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس، أنها ستقدم لأوكرانيا حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض في تصريحات إعلامية إن “الولايات المتحدة تعلن اليوم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار”، ولم يذكر تفاصيل عن هذه الحزمة الجديدة.

ولفت المسؤول الذي رافق الرئيس جو بايدن في زيارته المفاجئة لكييف هذا الأسبوع إلى أن الإدارة الأمريكية تبحث باستمرار سبل “تزويد أوكرانيا بالأدوات التي تحتاج إليها للانتصار” على روسيا.

وأضاف أن بايدن وعد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما التقاه في كييف بـ”مزيد من المدفعية والمزيد من الذخيرة والمزيد من راجمات هايمارس”.

وراجمات هايمارس التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة هي قاذفات صواريخ مثبتة على مركبات مدرعة خفيفة تمتاز بدقّتها العالية وبسهولة تشغيلها.

وبعد أن حصلت القوات الأوكرانية على أول دفعة من هذه الراجمات قبل بضعة أشهر، أثبت هذا السلاح فعالية كبيرة في استهداف المواقع الخلفية للقوات الروسية.

المصدر : الفرنسية