شاهد: بالودان يحرق مجددا نسخة من القرآن ويسيء إلى النبي محمد في الدنمارك.. أنقرة ترد وكوبنهاغن تعلق
أحرق راسموس بالودان زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد في العاصمة كوبنهاغن، وسط حماية من الشرطة، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع.
وأفاد شهود عيان أن بالودان، الذي يحمل الجنسية السويدية أيضًا، حرق المصحف أمام مسجد تابع لـ”جمعية الجالية الإسلامية” عقب انتهاء صلاة الجمعة في حي دورثيفج، بحماية الشرطة التي أحاطت المكان.
وحاول بالودان استفزاز المسلمين المنصرفين من “صلاة الجمعة” عبر الإساءة إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، لكن المصلين تصرفوا بهدوء وابتعدوا عن المكان.
واتخذت الشرطة الدنماركية تدابير أمنية مشددة في محيط المسجد، وأغلقت الشارع أمام المرور.
وظهر عدد من الشبان المسلمين وهم يحملون المياه وأنابيب مستخدمة في إطفاء الحرائق، لكن الشرطة وجهت إليهم التحذيرات.
ورفع القائمون على المسجد التكبيرات بمكبرات الصوت خلال حديث بالودان في الخارج.
وغادر بالودان المنطقة بحراسة الشرطة بعد مكوثه فيها نحو 40 دقيقة.
🔴 SON DAKİKA: Rasmus Paludan, Danimarka’da cuma namazı vakti bir caminin karşısında polis eşliğinde Kur’an yaktı. Cami hoparlöründen Paludan’a karşılık olarak tekbir getirildi. pic.twitter.com/V3yPJkgeRX
— Daily Islamist (@dailyislamist) January 27, 2023
ونقلت وكالة الأناضول عن خالد الصبيحي أحد المتطوعين في المسجد قوله إن هذه الحادثة ليست الأولى، وإن المسلمين في المنطقة اعتادوا عليها.
وأشار إلى أن بالودان مارس هذه الاستفزازات أمام العديد من مساجد الدنمارك منذ أكثر من عامين.
وأمس الخميس، أعلن بالودان أنه سيحرق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد في الدنمارك وقرب السفارتين التركية والروسية، وأن السلطات سمحت له بذلك.
أنقرة تدين
وأدانت وزارة الخارجية التركية بشدة سماح السلطات الدنماركية بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة تركيا ومقابل مسجد، في كوبنهاغن تحت حماية الشرطة.
وقالت الوزارة في بيان “ندين بأشد العبارات السماح بتكرار جريمة الكراهية التي ارتكبت ضد كتابنا المقدس القرآن الكريم في السويد مرة أخرى اليوم في مدينة كوبنهاغن الدنماركية من قبل الدجال نفسه المعادي للإسلام”.
ولفتت إلى أن عدم منع هذا “العمل الدنيء” الذي ارتكب في الدنمارك هذه المرة بعد السويد وهولندا، رغم كل تحذيرات تركيا، يدعو للقلق من حيث “كشف الأبعاد الخطيرة التي وصل إليها التعصب الديني والكراهية في أوربا من خلال استغلال أجواء الحرية المزعومة”.
#Islamophobia knows no boundaries in #Europe !
Heinous attacks on our religion Islam & our Holy Book Quran can never cast a shadow on their sanctity. These hate crimes degrade those who commit or allow them.
Seeds of hatred you sow will eventually poison your societies.
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) January 27, 2023
وأضافت “التسامح مع مثل هذه الأفعال الشنيعة التي تؤذي مشاعر ملايين الناس في أوربا يهدد ممارسة العيش المشترك في سلام، ويحرض على الاعتداءات العنصرية والمعادية للأجانب والإسلام التي تحدث كل يوم في بقعة من أوربا”.
وذكّرت الخارجية التركية الحكومات “التي تقف متفرجة حيال هذه الأفعال التي تهمش المسلمين الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوربي” بمسؤولياتها، ودعتها إلى عدم البقاء مكتوفة الأيدي تجاه الدوس على القيم العالمية التي تتشدق بها، بحسب البيان.
علاقات جيدة
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن قوله “للدنمارك علاقات جيدة مع تركيا، وهذه القضية لن تغير ذلك”.
وأضاف “مهمتنا الآن هي التحدث إلى تركيا حول الظروف في الدنمارك في ظل ديمقراطيتنا المنفتحة، ومن منطلق أن هناك فرقًا بين الدنمارك كدولة وشعبنا كذلك وبين الأفراد الذين لديهم آراء متباينة بشدة”.
وفي 21 يناير/كانون الثاني الجاري، أحرق بالودان مصحفًا قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، تحت حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي شخص منه أثناء ارتكابه هذا العمل.
وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءة ضجة في العالم الإسلامي، وعدّتها تركيا “عملًا استفزازيًا” من “جرائم الكراهية”، وألغت زيارة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة.
والاثنين، وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى السويد بألا تنتظر دعم أنقرة فيما يخص عضويتها في الناتو، طالما أنها لا تحترم المعتقدات الإسلامية.
وقال أردوغان عقب اجتماع للحكومة في أنقرة إن “هذا الفعل القبيح” في السويد (حرق نسخة من القرآن) هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس وعلى رأسهم المسلمون.
وأضاف: “القرآن الكريم الذي يحفظه ربنا لن يتضرر أبدًا إذا أحرقت نسخة منه من قبل أحد بقايا الصليبيين، ونعلم أنه منذ الحملات الصليبية تساوي أوربا بين مفهومي الإسلام والأتراك، ونحن فخورون بهذه المساواة”.