رجال دين يستنكرون الاقتحامات.. والأب مانويل مسلم للفلسطينيين: احموا الأقصى بأرواحكم وأجسادكم

المستوطنون يقتحمون الأقصى في حماية الشرطة الإسرائيلية (رويترز)

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية تركزت في الجزء الشرقي منه، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته تحت حراسة شرطة الاحتلال.

وتشهد القدس القديمة وبواباتها إجراءات عسكرية مشددة تتمثل في التفتيش الدقيق للمواطنين والمصلين والاعتداء عليهم. وكان الاحتلال قد شدد قيوده خلال اليومين الماضيين تزامنًا مع الاحتفال بما يسمى “رأس السنة العبرية”.

وأدان رجال دين مسلمون ومسيحيون ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المرابطين واعتقالهم واقتحامه من قِبل المستوطنين وعدم السماح للمسلمين بدخوله.

فمن ناحيته، دعا الأب مانويل مسلم -راعي كنيسة اللاتين في غزة سابقًا وعضو الهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات- إلى عصيان مدني في الأقصى، وقال عبر فيسبوك “أيها المسيحيون والمسلمون احموا الأقصى بأجسادكم وأرواحكم. إسرائيل ستبقى غزوة استعمارية حتى تبني الهيكل على تراب الأقصى، وإنْ بُنِيَ الهيكل فلا قدس للعرب، ولا فلسطين للعرب، بل ولا كرامة للعرب”.

وعُرف الأب مانويل بمقاومته للاحتلال ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن القدس وعن المقاومة الفلسطينية ورجالها، كما عُرف بمطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وهو صاحب الجملة المشهورة “إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا”، حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.

وتابع مسلم “إسرائيل تريد أن تمحو البناء ليصبح مسرى الرسول عقيدة في كتاب فقط لا بناء على الأرض يجسد العقيدة”، ووجه نداءه إلى الفلسطينيين قائلًا “شعوب العالم بعيدة عنكم فلا تنادوهم بل هبوا وامضوا وحدكم إلى القدس. الفلسطينيون هم رجال القدس والمرحلة العصيبة”.

وفي منشور سابق، دعا الأب مانويل المسيحيين في فلسطين التاريخية الى النفير لحماية الاقصى، وقال إن تدميره يعني تدمير الوجود المسيحي والإسلامي في القدس.

وأكد أن حماية المسيحي للمسجد الأقصى هو حماية لكنيستي القيامة والمهد، وبالتالي “حماية لوجودنا كعرب مسيحيين ومسلمين في فلسطين”. وتابع أن النفير لحماية الأقصى يعني أيضًا البقاء والثبات والوجود والتحدي.

وقال “إننا أمام هجمة على وجودنا منذ تأسيس الكيان الصهيوني في القدس، وإن الهجمة على المسجد الأقصى هي رمز للهجوم الذي أعد له ثيودور هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية بالقول (لو أتيح لي الاستيلاء على القدس سأدمر كل الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحين)” .

 

بدوره، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري لتلفزيون فلسطين “ما نشهده في المسجد الأقصى المبارك من قِبل الاحتلال هو نتاج تفكير حكومة الاحتلال منذ العام 1967، ومحاولتها فرض السيطرة الدائمة عليه، وهي تدرك أن له بعدًا دينيًّا كبيرًا لدى المسلمين، وتحاول الانقضاض عليه بزعم تاريخي ليس له بالواقع أي وجود”.

وأضاف “إسرائيل تحاول حرف البوصلة لتثبت رواياتها المزيفة، عبر الاعتداءات والممارسات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك”،.

ولفت إلى تحول منهجية الاعتداء عليه مؤخرًا لحالة من التغول الكبير والمدروس بمنهجين:

  • يتمثل الأول بدعم حكومة الاحتلال لمن يعتدي على المسجد الأقصى المبارك ويقوم باقتحامه بحماية جيش الاحتلال.
  • الآخر إحداث تغيير زماني ومكاني، وأن يصبح للمستوطنين زمان مخصص لهم لدخول المسجد دون وجود أي أحد من المسلمين.

بدوره، أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية عبد الغني هندي أن حكومة الاحتلال “تدعو للكراهية وخطاب الإرهاب وعدم السلام بشكل واضح، وكأنها تقول لنا بلسان حالها إننا لا نعبأ لا بمقدسات ولا شخوص دينية”.

وزاد أن “المبدأ الذي أرسته إسرائيل يسمى الفاعلية، فمن يمارس الفعل على الأرض أصبح هو من يمتلك الشرعية الدولية والقانونية، دون النظر للعدل وإقامة الحقوق داخل الدول”.

وشدد على دور الشعوب الحرة والمثقفين وصناع الرأي والسياسة وممثلي المجتمع المدني والمعنيين بالحرية والديمقراطية، والحفاظ على حقوق الإنسان للحراك أمام هذه الممارسات الإسرائيلية المتكررة في المسجد الاقصى المبارك.

من ناحيته، أدان الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الأب عيسى مصلح استباحة المسجد الأقصى المبارك من قِبل المستوطنين وبدعم من حكومة الاحتلال، داعيًا العالم أجمع إلى الحراك أمام هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

وأكد قائلًا “إننا سنبقى مرابطين في القدس، ونقول للعالم أين الإنصاف والعدل والحق؟ فنحن بحاجة إلى أفعال وليس أقوالًا فقط”، معربًا عن أسفه حيال “تغييب العالم عن قضيتنا الفلسطينية العادلة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية