ثلوج إسطنبول تثير عاصفة انتقادات بحق رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو ومطالبات باستقالته (فيديو)

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو

عاشت مدينة إسطنبول التركية خلال اليومين الماضيين حصارا لم تعهده منذ سنوات بعدما تراكمت الثلوج في الشوارع وفوق أسطح المنازل وزحفت إلي الأدوار الأرضية من المباني لتعصف برئيس بلديتها أكرم إمام أوغلو المنتمي حزب الشعب الجمهوري المعارض والذي انتخب عام 2019.

وضربت عاصفة ثلجية مدينة إسطنبول، مساء السبت، لتشتد وتيرتها يومي الأحد والإثنين.

وصنفت العاصفة بأنها “الأشد التي تضرب إسطنبول منذ نحو ٥٠ عاما” وتسببت في تكدس السيارات بالشوارع وانقطاع الطرق وإجبار عشرات المواطنين علي النوم في سيارتهم محاصرين وعالقين في الطرقات المتكدسة والمغلقة بفعل الثلوج.

وولّد هذا الوضع غير المعهود في إسطنبول سخطا وغضبا شعبيا عارما تجاه مسؤولي البلدية برئاسة أكرم إمام أوغلو الذي استفز المواطنين لاسيما العالقين في الشوارع ولا يجدون مأوى لهم من البرد والثلوج، بظهوره داخل مطعم للأسماك يتناول العشاء برفقة آخرين.

واشتد الغضب الشعبي مع كل تغريدة ينشرها أكرم إمام أوغلو يؤكد خلالها علي جاهزية إدارته وتمكنها من رفع الثلوج عن الطرقات بينما يعلن، في الوقت ذاته، والي إسطنبول (علي يرلي قايا) حظر خروج السيارات الخاصة إلى الشوارع في المدينة حتى ظهر الثلاثاء بسبب كثافة الثلوج.

ومنحت ولاية إسطنبول أيضا يوم أمس الثلاثاء إجازة إدارية للعاملين في الدولة لتقليل الكثافة المرورية المعطلة بفعل تراكم الثلوج وسوء الأحوال الجوية.

وبرر إمام أوغلو وجوده في مطعم للأسماك بينما تعصف الثلوج بالمدينة بأنه كان يأخذ “استراحة لمدة ساعة واحدة من عمل متواصل استمر 19 ساعة”.

واعتبر أن الهجوم عليه يأتي من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم علي خلفية خسارة الحزب الانتخابات في بلدية إسطنبول قبل 3 سنوات.

بيد أن الحملة المناهضة لإمام أوغلو شنها ناشطون من تيارات عدة علي مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا باستقالته.

ووصف ناشطون رئيس بلدية إسطنبول بأنه “كاذب” وتعمد البعض نشر مقاطع مصورة من الواقع تكشف زيف ما يعلنه إمام أوغلو عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

ويصر رئيس بلدية إسطنبول على عدم الاعتراف بأي تقصير في إدارة تلك الأزمة مشيرا إلى أن الثلوج لم تغلق طرق إسطنبول وحدها.

وقال علي تويتر، فجر الأربعاء “تساقط الثلوج لم يكن فقط في إسطنبول ولكن على البلد بأكمله. أغلق أيضا طريق أنقرة إسطنبول السريع”.

يشار إلى أن تلك العاصفة تسببت في توقف الرحلات لأول مرة في مطار إسطنبول منذ افتتاحه عام 2018 وإلغاء عشرات الرحلات الجوية.

ونشرت حسابات علي مواقع التواصل الاجتماعي تكدس المسافرين داخل قاعات المطار وافتراشهم الأرض لمحاصرة الثلوج جميع الطرق المؤدية من وإلي المطار.

وقال شهود عيان للجزيرة مباشر إن جرافات الثلوج المكلفة من بلدية إسطنبول كانت نفسها “سببا في حوادث عدة علي الطرق التي ردمت بالثلوج”.

وأضافوا أن العشرات “اضطروا لإبقاء سياراتهم وسط الطرقات المغلقة والتوجه لأقرب فنادق للاحتماء” لاسيما وأن انقطاع الطرق كان عند ظهر الإثنين، حيث كان الكثير من الأطفال برفقة عائلاتهم داخل السيارات.

ووجه إعلاميون انتقادات حادة لرئيس بلدية إسطنبول وقالوا إن المدينة تتمتع ببنية تحتية جيدة وأن ما حدث “لا يليق بها”.

واعتبر الإعلامي جان تاكلي ما شهدته إسطنبول خلال العاصفة الثلجية بأنه دليل علي “عدم الكفاءة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي