شاهد: طاحونة مائية تدور منذ 3 قرون

تخوض طاحونة مائية تاريخية يبلغ عمرها 300عام في منطقة “كافاكلي دره” بولاية موغلا جنوب غربي تركيا، صراع وجود وتحدٍ كبير ضد التطور التكنولوجي والآلات الحديثة الضخمة.

وأُنشئت الطاحونة قبل 3 قرون من الزمن، متحدية كذلك المثل التركي القديم القائل “عجلات الطواحين لا تدور بمياه منقولة”، إذ تم إنشاؤها بعد تمديد قنوات إلى جدول “غوك تيبه” في المنطقة، من أجل مده بالمياه.

وبسبب انخفاض منسوب المياه خلال أشهر الصيف، تتوقف الطاحونة عن العمل لفترة مؤقتة.

وتستقطب الطاحونة التي تحمل اسم “هويتو” وتقع في حي “جاتاك”، فضلا عن سكان القرية، الزبائن من عدد كبير من القرى المجاورة في المنطقة، إلى جانب زبائن من مناطق أخرى في موغلا.

وبفضل هذه المطحنة يحظى الأهالي المنطقة بفرصة طحن منتجاتهم من القمح والشعير والذرة بالطرق الطبيعية.

وقال مشغل الطاحونة صبري يلماظ، إنه ورث عن أجداده هذه المطحنة التي تعود إلى زمن الدولة العثمانية.

وأضاف أنه يسعى لكسب رزقه من خلال طحن الحبوب بالاستفادة من طاقة المياه الجارية في الجدول.

وأشار إلى أن أعمال الطاحونة القديمة تناقصت بسبب التطور التكنولوجي، لافتًا إلى أنه “بالرغم من وجود المطاحن الحديثة إلا أن هذه الطاحونة تنتج الطحين العضوي، ما يساهم في جذب الزبائن الذين يولون أهمية كبرى لصحتهم”.

وأردف “بالرغم من توجه الكثيرين نحو المطاحن الحديثة، لكن ما زال لدينا الكثير من الزبائن، فالطحين الذي ننتجه هنا يتمتع بجودة أكبر وهو صحي أكثر”.

وأكد على أنه يهدف إلى الحفاظ على الطاحونة لأنه ورثها عن والده وأجداده، إذ قال “أسعى لحماية القيم الثقافية لهذا الإرث التاريخي، وتوريثها للأجيال القادمة”.

ولفت يلماظ إلى أنه يطحن الكثير من الحبوب في المطحنة إلى جانب القمح والشعير، يأتي في مقدمتها البرغل والذرة وعلف الحيوانات.

وشدد على أنه يؤدي عمله بالطرق الطبيعية تماما دون الاستفادة من التطورات التكنولوجية في هذا المجال.

وأوضح في هذا الإطار قائلا “يعمل نظام الطاحونة بفضل قوة المياه، إذ تقوم المياه بتدوير حجر الطاحون البالغ وزنه حوالي طناً، ما يؤدي إلى تحويل الحبوب إلى طحين”.

وقال إن الطاحونة تجذب الزبائن من عدد كبير من القرى المجاورة في منطقة كافاكلي دره، فضلًا عن عدة مناطق أخرى في ولاية موغلا.

وفي ختام حديثه، أشار يلماظ إلى أن الطاحونة تعمل لغاية أواخر شهر مايو/أيار، موضحًا أن ري الفلاحين في المنطقة لمحصولاتهم وأراضيهم خلال فصل الصيف يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه وتوقف الطاحونة عن العمل.

المصدر : الأناضول