أرخص من الطبيعية لكن ماذا عن فوائدها الغذائية؟ اللحوم الاصطناعية تسود العالم في 2050

تُزرع الخلايا الجذعية بعد جمعها، في مفاعل حيوي بسعة 1200 لتر، حيث تتكاثر بفضل الإمداد بالفيتامينات والعناصر الغذائية المختلفة (أرشيفية)

خاض الطاهي الفرنسي برونو مينار تجربة فريدة في سنغافورة، حيث تنتشر بالمطاعم والمحلات اللحوم المصنوعة من الخلايا الجذعية في المختبر.

وقال مينار إنه كان يتوقع أن يأكل “قطعا من البلاستيك” في حين أنه لحم حقيقي، وأعقب “طعمها مثل الدواجن”.

وعملت شركة (إيت جاست) لمدة 4 سنوات في المختبر على تصميم هذه اللحوم الاصطناعية، عبر تطوير الخلايا الجذعية للدجاج المأخوذة عن طريق الخزعة.

وتُزرع الخلايا الجذعية بعد جمعها في مفاعل حيوي بسعة 1200 لتر، حيث تتكاثر بفضل الإمداد بالفيتامينات والعناصر الغذائية المختلفة.

وتتيح العملية تصنيع لحم الدجاج فقط وليس إنتاج الحيوان نفسه، وفي غضون 14 يوما تصبح بضعة كيلوغرامات من اللحوم الاصطناعية جاهزة للاستهلاك.

ويختصر المُصنعون بذلك مدة تربية الدواجن وتجهيزها لتصبح صالحة للأكل بـ3 مرات أقل.

منافسة شرسة

وقالت شبكة (راديو كندا) إن الشركة رفضت الكشف عن تكلفة إنتاج هذه اللحوم الاصطناعية.

وأفادت بأنها وسيلة لتلبية الطلب العالمي على اللحوم، وأن الإقبال عليها سيزيد بنسبة 70% بحلول عام 2050، مع الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة (إيت جاست) جوش تيتريك “نحن بحاجة إلى إنشاء 250 ألف لتر من المفاعلات الحيوية، وإنتاج 15 مليون طن من اللحوم لكل مصنع سنويا، في ذلك الوقت، ستكون اللحوم الاصطناعية أرخص من اللحوم التقليدية”.

لحم دجاج مصنع في المختبر (رويترز)

وتعمل نحو 60 شركة في سنغافورة بمشروعات اللحوم الاصطناعية التي تتنوع بين الأسماك ولحوم البقر والدجاج، ويستثمر العديد من عمالقة الأغذية مبالغ كبيرة في هذه العملية.

وتصنع الشركة قطعا خاصة بالقلي وصدور الدجاج، بينما تستهدف أنواعا أخرى من اللحوم، كما تعد بتطوير المنتج مشددة على عدم إضافة أي مواد في اللحوم.

جانب أخلاقي

تثير اللحوم المصنوعة في المختبر إشكاليات أخلاقية، إذ تستخدم بعض الشركات هرمونات النمو ومصل عجل الجنين وسيطا للاستزراع، وهو ما يُعد قاسيا لأنه يتطلب ذبح الأبقار الحاملات.

من جانبه، لا يزال الطب يشكك في القيمة الغذائية وفوائد اللحوم الاصطناعية، وأوصى مدير الوقاية بمعهد مونتريال للقلب مارتن جونو، بنظام غذائي أكثر ثراء بالنباتات وتناول كميات أقل من اللحوم.

وتنتظر شركة (إيت جاست) الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، لتصنيع منتجها هناك.

المصدر : الجزيرة مباشر