“يصورون تعذيبنا عبر تيك توك”.. شهادات صادمة لمعتقلين من غزة بعد الإفراج عنهم

شاحنة تابعة للجيش الإسرائيلي تحمل معتقلين فلسطينيين عراة في قطاع غزة (رويترز)

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قيام الجيش الإسرائيلي بإحضار مدنيين إسرائيليين إلى المراكز والسجون التي يستخدمها لاحتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، بغرض تمكينهم من مشاهدة جرائم التعذيب التي تُمارَس ضدهم.

وتلقى المرصد الأورومتوسطي شهادات صادمة من أسرى ومعتقلين فلسطينيين أُفرج عنهم حديثًا من مركز احتجاز في منطقة “زيكيم” على الحدود الشمالية من قطاع غزة، وآخر تابع لسجن “النقب” جنوبي إسرائيل، أفادوا فيها بأن الجيش الإسرائيلي استدعى مدنيين إسرائيليين يتراوح عددهم في المجموعة الواحدة من 10 إلى 20 شخصًا، سمح لهم بمشاهدتهم وتصويرهم أثناء قيام جنود الاحتلال بصب الماء الساخن على رؤوسهم، وضربهم بالهراوات المعدنية وعصي الكهرباء، وهم مجردون من الملابس، بالتوازي مع تلقيهم شتائم وإهانات لفظية وتهديدات باللغة العربية.

وقال الفلسطيني عمر أبو مدللة (43 عامًا) لفريق الأورومتوسطي “تم اعتقالي من الحاجز المقام بالقرب من دوار الكويت الذي يفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى ضمن حملة اعتقالات عشوائية كانت تتم بناءً على هيئة الأشخاص وأشكالهم، وقد تعرضت لتعذيب وتنكيل خلال الاعتقال الذي استمر 52 يومًا”.

وأشار إلى أن جنودًا إسرائيليين “جلبوا مدنيين ليشاهدوا تعذيبنا ونحن عراة”، مضيفًا “كانوا يقولون لنا: هؤلاء مخربو حماس الذين قتلوكم واغتصبوا نساءكم في 7 أكتوبر، في حين كان المدنيون الإسرائيليون يصورون ما نتعرض له عبر هواتفهم المحمولة، وكانوا يسخرون منا”.

وتابع “حدث هذا الأمر 5 مرات أثناء احتجازي، مرة في ‘بركسات زيكيم’ وكنا معصوبي الأعين، غير أن أحد المعتقلين الذي كان يتحدث العبرية أبلغنا بأن الجنود كانوا يتحدثون إلى مدنيين إسرائيليين ويدَّعون أننا مقاتلون تم القبض علينا، ورغم محاولته التوضيح لهم أننا مدنيون وليس لنا علاقة بأي أنشطة عسكرية، فإن ذلك لم يُجدِ نفعًا. وتكرر الأمر ذاته أربع مرات أخرى في مركز الاعتقال في النقب، وقد شاهدتهم بعيني في هذه المرات لأننا لم نكن معصوبي الأعين”.

كما أفاد المواطن “ض.ح” (42 عامًا) للأورومتوسطي “خلال فترة اعتقالي، كان يتم إحضار مدنيين إسرائيليين لمشاهدة التنكيل والتعذيب الذي كنا نتعرض له، وكانوا أحيانًا يُحضرون كلابهم معهم للنباح علينا، ويقومون بتصويرنا بهواتفهم الخاصة من خلال تطبيقات وسائل التواصل خاصة تيك توك، وكان الجنود أنفسهم يفعلون الشيء ذاته، ويقومون بتصويرنا من خلال تيك توك”.

المصدر : الجزيرة مباشر