“سفاح إسرائيل”.. وفاة أميتسور كوهين مرتكب مذبحة الجنود المصريين خلال حرب 1948

ظهر كوهين في لقاء تلفزيوني سابق متفاخرًا بما ارتكبه من جرائم (هآرتس الإسرائيلية)

قالت صحيفة (هآرتس) العبرية إن الضابط الإسرائيلي الشهير أميتسور كوهين، أبرز مرتكبي المذابح ضد الجنود المصريين خلال حرب عام 1948، توفي أمس السبت، عن عمر ناهز 96 عامًا.

وشارك كوهين، بحسب الصحيفة، في حرب 1948 بمدفع رشاش، وقتل مئات الجنود العرب، مستشهدًا بموقف لوَّح فيه مجموعة من الجنود العرب والمصريين بالراية البيضاء (علامة على الاستسلام)، لكن على الرغم من ذلك قام بقتلهم بمدفعه الرشاش وما كان بحوزته من قنابل يدوية.

وظهر كوهين في لقاء تلفزيوني سابق متفاخرًا بما ارتكبه من “جرائم”، قائلًا “لم أتذكر عدد العرب الذين قتلتهم عام 1948، لم أحسب العدد مطلقًا، فقد كنت قاتلًا، ولم آخذ أي أسرى، بل كنت أقتل الأسرى أنفسهم”.

لحظات أصبح فيها “حيوانًا”

وأضاف المقاتل السابق بلواء الإسكندروني الإسرائيلي، في فيلم (طنطورة) الوثائقي الإسرائيلي الذي بُث في وقت سابق عام 2022، وأثار ضجة كبيرة لما يتضمنه من حقائق تدين قوات الاحتلال “هناك لحظات تصبح فيها حيوانًا. كنت قاتلًا، لم آخذ أسرى، لقد كان لدي مدفع رشاش به 250 رصاصة قمت بإفراغها جميعًا في أجساد المصريين والعرب”.

ووُلد الضابط الإسرائيلي أميتسور كوهين بمستوطنة “بنيامينا” في حيفا عام 1927 لوالده أهارون وأمه مريم، وكان أحد مؤسسي المستوطنة.

وفي عام 1946، انضم إلى حركة “ليحي” السرية الصهيونية لمقاومة العرب وإبادتهم، إذ قال “كنت مستعدًّا لذلك، أن أقتل دون قلق”.

ومن أولى العمليات التي شارك فيها، إعادة بندقية كان العرب قد سحبوها من حارس مستوطنة نام أثناء حراسته، وانضم كوهين إلى مجموعة ذهبت إلى قرية عربية قريبة لاستعادة السلاح، وكان أحدهم مجهزًا بمسدس، وحمل براعم وفلفلًا أسود لإبعاد كلاب الشرطة البريطانية، وعندما وصلوا إلى المكان، صادفوا “عربيًّا مسنًّا” فضربه على رأسه حتى مات.

وبعد هذه العملية، شارك في قصف السكك الحديدية لتعطيل أنشطة الجيش البريطاني في فلسطين. وفي يوليو/تموز عام 1947، دمّر جسر السكة الحديد فوق “ناحال تانينيم” بالقرب من “بنيامينا” جزئيًّا، وكانت تلك السكة تربط بين مدينة حيفا الفلسطينية الساحلية والقاهرة.

وفي مارس/آذار عام 1948، تلقت عصابات “الهاغاناه” معلومات عن قطار من مصر كان من المفترض أن يصل إلى حيفا مع متطوعين مصريين مسلحين مختبئين في عرباته، وكان من المفترض أن يساعدوا العرب في معركة المدينة، ولكن الضابط الإسرائيلي وأصدقاءه فجّروا هذا القطار أيضًا.

و”الهاغاناه” منظمة عسكرية إسرائيلية، مارست دورًا كبيرًا في تأسيس ما بات يُعرف بدولة إسرائيل عام 1948، وارتكبت في سبيل ذلك أعمالًا إرهابية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين، وشكلت النواة الأولى للجيش الإسرائيلي الرسمي.

وفي عمل آخر، شارك كوهين في تفجير دار سينما كان يستخدمها الجيش البريطاني بالقرب من مستوطنة “برديس حنا” في حيفا خلال حرب 1948.

ووفقًا لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن النكبة الفلسطينية شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون، حيث شرّدت قسرًا وبالقوة نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.

ونفّذت العصابات الصهيونية في النكبة أكثر من 70 مجزرة للفلسطينيين، ليُقدَّر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفًا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد نحو 200 ألف فلسطيني.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة هآرتس الاسرائيلية + مواقع التواصل