آيات.. طفلة سورية تبحث عن “النور” بعدما أطفأ لغم عينها وشوّه ملامحها البريئة (فيديو)

أطفأ لغم النور من عين الطفلة السورية النازحة آيات، وخلّف ندوبًا على ملامحها البريئة ستبقى شاهدة على طفولتها القاسية ما لم تجد متطوعًا يُجري لها العملية.

انفجر لغم دبابة في وجه آيات التي كانت تمارس أبسط حقوقها باللعب واللهو وهي في عمر الـ13، في أراضٍ بمناطق إدلب مرّت منها الحرب، وتركت خلفها الدمار وأشياءً أخرى تحت الأرض.

تقول الطفلة للجزيرة مباشر بقهر لم تكن لتشعر به في سنها الصغيرة هذه لو أنها ولِدت في غير سوريا “راحت عيني ويدي وإصبعي”.

أول ما تحسرت عليه آيات هو مقعدها في المدرسة الذي حُرمت منه بسبب فقدان البصر، وقالت إنها لم تتمكن منذ الحادث من الذهاب إلى الفصل.

سُلبت آيات طفولتها وعينها ومنزلها وحياة بمتطلبات بسيطة يعيشها الأطفال عبر العالم، وفي خيمة بالية بمخيمات كفرعروق في الشمال السوري تعيش الطفلة مع إخوتها التسعة ووالدها.

تحوّل الخوف إلى هاجس عاشت معه الصغيرة أيامًا عصيبة بعد الحادث، وتقول للجزيرة مباشر إنها أصبحت تخاف أن تمشي على الأرض وتخشى أن ينفجر شيء في وجهها كما حصل معها أول مرة.

كل ما تتمناه آيات من هذه الحياة أن تبصر بعينها مرة أخرى حتى تعود إلى المدرسة مثل قريناتها، وتحتاج لذلك إلى عملية مكلفة.

تعاني الأسرة ظروفًا إنسانية صعبة جدًّا، إذ تعيش تحت وطأة الفقر المدقع، مثل حال باقي النازحين السوريين في المخيمات الذين يعافرون لأجل بعض الطعام والدفء.

قال والد آيات للجزيرة مباشر إنه فقد ابنيه الأكبر في الحرب، بينما يعيش في خيمته مع أطفاله العشرة الباقين دون معيل، وتساعد آيات والدها في إعداد الطعام لإخوتها الصغار والاعتناء بهم.

وكشف تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2022، أن ثلث المناطق المأهولة بالسكان في سوريا متأثرة بمخلفات الحرب، وأن الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن التلوث لا تزال مرتفعة.

ولم يتمكن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) خلال عمليات المسح والتطهير من تحديد النطاق الكامل للتلوث بمخلفات الذخائر العنقودية، مؤكدًا أنه واسع الانتشار بسبب الحرب المستمرة منذ 11 عامًا.

وسجّل التقرير الذي نشر في 2 سبتمبر/أيلول -وتشارك فيه دول ومنظمات عاملة في إزالة مخلفات الحرب برعاية الأمم المتحدة- زيادة بنسبة 23% في عدد الحوادث التي سببتها متفجرات من مخلفات الحرب عام 2022 مقارنة بعام 2020.

وسُجّلت هجمات بذخائر عنقودية في محافظات حلب وحماة وإدلب خلال عام 2020 وفي الربع الأول من عام 2021، كما شهدت 13 من محافظات البلاد الـ14 (جميعها باستثناء طرطوس) الاستخدام المستمر للذخائر العنقودية منذ عام 2012.

وأكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سوريا عددًا من ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية أكثر من ضحاياها في أي بلد من العالم، إذ بلغ 37 ضحية، موضحًا أنه أقل مما وقع عام 2020 الذي بلغ عدد الضحايا فيه 147، وأنه أدنى عدد تم تسجيله منذ عام 2012. وقد شكّل الأطفال ثلثَي عدد ضحايا الذخائر العنقودية عام 2021.

ولا تستهدف الذخائر العنقودية هدفًا محددًا، بل تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض إلى نحو 40% وفق الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقًا.

ووثّقت فِرق الدفاع المدني السوري استخدام نظام الأسد وروسيا أكثر من 11 نوعًا من القنابل العنقودية (وجميعها صناعة روسية) استهدفت مدارس وأسواقًا ومنازل لمدنيين.

وخلص التقرير إلى أن الجهود المبذولة لا تكفي لإزالة أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام المنتشرة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، وأنها ستبقى قابلة للانفجار لسنوات وربما لعقود مقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر