الأكبر منذ عقود.. إضراب طواقم الإسعاف في بريطانيا يُحدث ارتباكا واسعا بالمستشفيات

ارتباك واسع في المستشفيات بسبب إضراب طواقم الإسعاف (رويترز)

دخل الآلاف من طواقم الإسعاف في إنجلترا وويلز، الأربعاء، إضرابًا عن العمل هو الأكبر منذ ثلاثين عامًا، الأمر الذي سبّب ارتباكًا واسعًا في مستشفيات هيئة الخدمة الصحية.

وبدأ عمال الإسعاف في بريطانيا إضرابًا لمدة يوم واحد يوم، حيث تبادلت النقابات والحكومة الاتهامات بإلقاء اللوم على تعريض الأرواح للخطر.

ودخل سائقو سيارات الإسعاف والمسعفون وموظفو الدعم إضرابًا في تسع شركات لسيارات الإسعاف، وذلك للمطالبة بزيادة الأجور.

وعلى الرغم من الإضراب، فإن سيارات الإسعاف ستستجيب للحالات الحرجة المهددة للحياة فقط.

وأعلنت الحكومة البريطانية الاستعانة بنحو 750 من أفراد الجيش لقيادة سيارات الإسعاف لتغطية العجز في سائقيها والمسعفين خلال الإضراب.

كما أصدر مسؤولو هيئة الخدمة الصحية تعليمات للمستشفيات بإخلاء الأسرّة، بهدف إتاحتها بسرعة للمرضى في حالات حرجة، الذين سينقلهم الإسعاف حتى تتمكن تلك الطواقم القليلة العاملة من الاستجابة للمزيد من المكالمات.

الحيطة والحذر

وطالب مسؤولو الهيئة المواطنين بتوخّي الحيطة والحذر حتى لا يضطروا إلى دخول أقسام الطوارئ بالمستشفيات خلال فترة الإضراب.

ووجّه وزير الصحة البريطاني ستيف باركلي انتقادات شديدة للنقابات العمالية الممثلة لطواقم الإسعاف، قائلًا إنها اختارت “إيذاء المرضى” بدخولها في الإضراب. وتابع “سيكون النظام تحت ضغط شديد للغاية اليوم”.

من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال جلسة بمجلس العموم (البرلمان) أمس الثلاثاء، تمسّكه بموقفه إزاء رفع الأجور للعمال المضربين عن العمل، لافتًا إلى أن أفضل طريقة لمساعدة العمال هي خفض التضخم.

من جهتها، انتقدت رئيسة اتحاد النقابات العمالية (يونايت) شارون غراهام، في تصريح اليوم، رئيس الوزراء لعدم تجاوبه مع مطالب طواقم الإسعاف، كما ألقت باللائمة على الحكومة في حدوث الأزمة.

مزيد من الإضرابات

ويأتي إضراب طواقم الإسعاف بعد يوم من إضراب كوادر التمريض في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، الذين يطالبون بزيادة الأجور بنسبة 19%، وذلك في أكبر إضراب من نوعه في تاريخ الخدمات الصحية بالبلاد.

ويؤكد مسؤولو الحكومة أن مطالب الطواقم الصحية بزيادة الأجور لا يمكن تلبيتها، وذلك بعد أن قامت جهة مستقلة بإقرار الزيادة التي يجب منحها للطواقم الصحية.

وتتركز معظم المطالب التي شهدتها بعض القطاعات الحيوية في بريطانيا على زيادة الأجور في مواجهة تضخم تجاوز 11%، مدفوعًا بالارتفاع الحاد في أسعار الطاقة لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

ومن المقرر أن تُضرب طواقم سيارات الإسعاف مرة أخرى في 28 ديسمبر/كانون الأول، كما يخطط موظفو السكك الحديدية والجوازات وعمال البريد للإضراب خلال موسم عطلة عيد الميلاد. وتُظهر استطلاعات الرأي مستوى عاليًا من الدعم الشعبي للعمال.

المصدر : وكالات