أكثر من 700 مستوطن يقتحمون الأقصى وسط تعزيزات أمنية بالقدس

اقتحامات الأقصى (منصات فلسطينية)

واصل مئات المستوطنين الإسرائيليين، الخميس، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي وسط حراسة شرطية مشددة.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن 723 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات صباح اليوم، ويتوقع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد خلال فترة ما بعد الظهر.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال أجبرت فتاة على الخروج من المسجد الأقصى المبارك، كما اقتحمت المسجد القبلي بالمسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية في محيطه وفي البلدة القديمة، ومنعت من هم دون سن خمسين عاما من دخول المسجد.

وعادة ما تتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.

ودعت جماعات يمينية متطرفة إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد بمناسبة ما يعرف بـ”عيد العرش” اليهودي الذي بدأ يوم الاثنين ويستمر أسبوعًا.

تعزيزات أمنية في القدس

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الخميس، تعزيز قواتها في مدينة القدس الشرقية بعد مواجهات ليلية مع فلسطينيين في عدد من أحياء المدينة، بحسب بيان أمني وشهود عيان ومقاطع فيديو على منصات فلسطينية.

وقال شهود عيان لوكالة الأناضول التركية إن مواجهات اندلعت في ساعات الليل بين فلسطينيين والشرطة في أحياء مخيم شعفاط وعناتا والصوانة والطور والعيسوية وبيت حنينا وصور باهر وسلوان.

وأفادوا بأن المحتجين الفلسطينيين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة بعد اقتحامها للأحياء الفلسطينية وإطلاقها قنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل الصوتية.

ولم تُسجل إصابات فلسطينية في المواجهات، وقد أعلنت الشرطة إصابة اثنين من عناصرها واعتقال 32 فلسطينيا خلال 24 ساعة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها اعتقلت 9 فلسطينيين خلال ساعات الليل بعد أن اعتقلت 23 آخرين في ساعات نهار الأربعاء.

وأضافت أن “هذه التوقيفات تنضم إلى عشرات من المشتبه فيهم الذين ألقت القبض عليهم قوات الشرطة في القدس خلال الأيام الأخيرة، ومن المتوقع المزيد من التوقيفات”.

وأفادت بأنه “اندلعت في ساعات المساء (الأربعاء) اضطرابات عنيفة في عدد كبير من أحياء وقرى القدس الشرقية ومحيطها”، موضحة أن هذه الاضطرابات شملت “إلقاء زجاجات حارقة وحجارة وإطلاق ألعاب نارية وحرق حاويات قمامة وإطارات وإغلاق طرق”، وأنه تم التعامل معها وتفريقها من قبل عناصر الشرطة وحرس الحدود.

وأفادت بأنه “خلال الاضطرابات في العيسوية أصيب ضابطا شرطة بجروح طفيفة وتم نقلهما لتلقي العلاج”.

وأضافت أنه “جرى تقييم للوضع بمشاركة جميع القادة بهدف التخطيط لاستمرار النشاط والاستعدادات الميدانية في الأيام المقبلة، وتقرر تعزيز النشاط في القدس الشرقية واستخدام جميع الوحدات والوسائل المختلفة للتعامل مع المواجهات”.

وفي يوم الأربعاء، شهدت القدس المحتلة إضرابا تجاريا وإغلاقا للمؤسسات التعليمية، تضامنًا مع الفلسطينيين في مخيم شعفاط وأحياء عناتا ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام، التي تفرض الشرطة الإسرائيلية قيودا مشددة على تحركات سكانها منذ مساء السبت.

وتقول الشرطة إنها تبحث عن فلسطيني تعتقد أنه أطلق النار يوم السبت على القوات الإسرائيلية عند حاجز مخيم شعفاط العسكري شمالي القدس الشرقية، مما أدى إلى مقتل مجندة وإصابة عنصرَي أمن بجروح، إصابة أحدهما خطيرة.

إدانة منظمة التعاون الإسلامي

من جانبها أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة اقتحامات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وممارستهم طقوسا تلمودية في باحاته، إضافة إلى إغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.

كما أدانت المنظمة “مواصلة الإجراءات التعسفية وجريمة العقاب الجماعي التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين لا سيما في مدينة القدس المحتلة، معتبرة هذا التصعيد الخطير انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد من أجل وضع حدّ لهذه الانتهاكات، وإلزام إسرائيل باحترام حرمة الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

المصدر : الأناضول + وسائل إعلام فلسطينية