هل يجوز إفطار رمضان لمجرد الخوف من الإصابة بكورونا؟ (فيديو)

إجمالي عدد المصابين بكورونا في مصر حتى اليوم الثلاثاء تجاوز 10 آلاف حالة

هل يمكن أن يكون صيام شهر رمضان لهذا العام اختياريا في ظل تفشي الكورونا؟ مع تزايد المخاوف من مخاطر فيروس كورونا بات هذا السؤال مطروحا وبقوة على رجال الفتوى.

فهل  يمكن لمن يخشى على نفسه المرض الإفطار وتعويض ذلك وهل عليه إفطار صائم؟
وعن ذلك يجيب الدكتور خالد حنفي -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث -و رئيس لجنة الفتوى بألمانيا، في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا: فرض الله تعالى صيام شهر رمضان على كل مسلم صحيح مقيم فقال تعالى”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.

 

وقررت السنّة النبويّة أن الصيام ركن من أركان الإسلام وذلك في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” متفق عليه.

والأصل أن يصوم كل مسلم شهر رمضان كاملا رجلا كان أو امرأة، باستثناء من رخّص لهم الشرع في الفطر كالمريض والمسافر ومن يقاس عليهما، ولا يجوز الفطر بمجرد الخوف أو حصول القلق خاصة أنه قد ثبت علميًا بالرجوع إلى الأطباء المختصين أنه لا علاقة بين الصيام وبين الإصابة بفيروس كورونا، بل ثبت بالبحوث الطبيبة الموثقة القائمة على التجربة والرصد أن الصيام يقوي المناعة

وقد رفض الدكتور-يوهان غيساكي-البروفيسور بمعهد كارولينسكا بالسويد والمختص في الأمراض المعدية وعلم الأوبئة، المعلومة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من أن جفاف الحلق يعرض صاحبه للإصابة بكورونا وهو ما يتعارض مع الصيام، وقال غيساكي “إن العكس هو الصحيح؛ لأن الرطوبة هي التي توفّر البيئة المناسبة لاحتضان الأغشية المخاطية لفيروس كورونا، وأن خطر انتقال العدوى ينخفض عند الصوم”.

والمسلم لا اختيار له في التكليفات الشرعية إذا كان قادرًا عليها، بل من مقاصد تلك التكليفات تحرير المسلم من أهوائه واختياراته كما قال الإمام الشاطبي في الموافقات “المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلّف عن داعية هواه؛ حتى يكون عبداً لله اختياراً  كما هو عبد الله اضطراراً”

وأحكام الشرع لا تناط بما لا ينضبط كالخوف أو القلق، وإنما تناط بما ينضبط لهذا رخّص الشرع في الفطر للمسافر المعلوم سفره بمدة محددة يُعدُّ قاطعها مسافرا شرعا سواء وقعت له المشقة بالسفر أو لم تقع؛ لأن المشقة لا تنضبط والسفر منضبط. ولا يجوز للمسلم أن يفطر دون رخصة شرعية، كما يَحرم على من رُخِّص له في الفطر أن يصوم كالمريض الذي يضره الصوم بقول الطبيب، لأنه يلقي بنفسه إلى التهلكة.

المصدر : الجزيرة مباشر