في أوربا ..على أي مذهب يفطر الصائمون؟

في أوربا تعاني الجاليات الإسلامية من اختلاف مواقيت الصلاة بحسب المذاهب، خصوصا صلاتى المغرب والفجر خلال رمضان فكيف يمكن حساب ذلك؟

سؤال  طرحه جمهور الجزيرة مباشر ويجيب عليه الدكتور خالد حنفي-الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث -و رئيس لجنة الفتوى بألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا : الاختلاف في طريقة حساب مواقيت الصلاة في أوربا لا يرجع إلى اختلاف المذاهب فقط، وإنما يرجع إلى وجود فترة في العام تضطرب أو تنعدم فيها العلامات الشرعية لأوقات الصلاة.

ومع غياب هذه العلامات تأتي الاجتهادات ويقع الاختلاف ، ومن أسباب تعدد المواقيت كذلك غياب السلطة الملزمة للمسلمين في أوربا، فتتجه كل مؤسسة ويتجه كل تجمع للمسلمين إلى اختيار فقهي وطريقة للحساب تختلف عن غيرها.
ومن الأسباب عدم واقعية كثير من الحلول الفقهية والفلكية التي قدمت من اللجان المختلفة في السنوات الماضية، وليس هناك اختلاف في وقت المغرب حيث تتفق كل طرق الحساب على دخوله في لحظة واحدة وإنما الخلاف في وقت الفجر، والاختلاف في طريقة حساب وقت الفجر موجود حتى في العالم العربي والإسلامي لكنه لا يظهر لوجود السلطة التي تُلزم الناس باختيار مؤسستها الدينية.

وتابع رئيس لجنة الفتوي بألمانيا: شكَّل المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث لجنة فقهية فلكية بالتنسيق والتعاون مع رئاسة الشؤون الدينية التركية، وعدد من الهيئات والمراكز الإسلامية في أوربا للعمل على إخراج تقويم موحد يمنع أو يقلل من هذا الاختلاف. وقامت اللجنة بعمل رصد فلكي لوقت العشاء والفجر في أماكن مختلفة وسيخرج مشروع التقويم الموحد قريبا.

وعليه فالأصل أن يتبع كل مسلم المسجد الذي يصلي فيه عادة، فإن لم يكن له مسجد ،اختار طريقة حساب الفجر الأيسر عليه، وعلى المراكز والمؤسسات الإسلامية أن تبذل جهدها للتنسيق والتعاون لمنع أو تقليل الخلاف على الأقل في المدينة الواحدة.
وأيسر طريقة لحساب وقت الفجر والعشاء بحسب حنفي -هى طريقة مؤسسة الديتيب التابعة للشئون الدينية التركية، وقريب منها طريقة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا
حيث تعتمد الدرجة 12، وترجيح هذه الطريقة في الإمساك والصوم لثلاثة أسباب :-

  • الأول: أنه ما قررته الندوات التي عقدت لبحث الموضوع كندوة لجنة الفتوى بألمانيا حساب مواقيت الصلاة في ألمانيا ومدى إمكانية توحيد درجتها الحسابية والتى عقدت في الثاني عشر من شهر مارس/ آذار 2016، ومما جاء في توصياتها مسألة مواقيت الصلاة قابلة للاجتهاد، وفيها سعة فقهية تستوعب جميع الاجتهادات والدرجات المعمول بها في الوقت الحاضر بين الدرجة 19 والدرجة 12 وما قاربهما مع رعاية خطوط العرض والأيام التي تنعدم أو تضطرب فيها العلامات الشرعية. وهو ما أكدته الندوة التي عقدت بالمركز الإسلامي في آخن عام 2018،كما أوصت لجنة المواقيت في اجتماعها بمدينة ستراسبورغ (Strasbourg) في يوليو (تموز) 2019 المراكز والمؤسسات الإسلامية في أوربا باستمرار العمل بالنظم والمواقيت القائمة، وعدم إنكار جهة على أخرى حتى يصدر التقويم الموحد قريبا.
  • الثاني: أنه أيسر على الناس حيث يوسع عليهم الليل ويقصر عليهم النهار، خاصة وأن  شهر رمضان يأتي هذا العام مع اضطراب أو غياب لعلامات الفجر والعشاء في جزء كبير من الشهر حسب اختلاف المدن.
  • الثالث: أن النصوص الشرعية والنقول الفقهية والدلالات اللغوية تؤكد على مرونة وقت الفجر وعدم القطعية أو الحدّية فيه، كمعنى التبين فى آية الصيام، ومعاني: الفجر، والصبح، والإسفار والغلس لغة تدل على المرونة، لأنها تعود إلى نسبة الضوء قوة وظهورا وانتشارا،وكذلك تأخير النبي صلى الله عليه وسلم للسحور وصلاته الصبح بعده، وفعل الصحابة حيث أخروا السحور حتى تيقنوا من طلوع الفجر.
المصدر : الجزيرة مباشر