قصة نجاح “نيوتن غزة” من بين الأنقاض.. شاهد ماذا ابتكر (فيديو)

هنا في غزة العزة هذا القطاع المكلوم، حوّل الفتى الفلسطيني حسام العطار -الصغير الجسم والسنّ الكبير العقل والقلب- بصيص الأمل إلى شمس كاملة أنارت أيامه المظلمة، وبعثت الحياة إلى قلوب أهله ومن حوله من النازحين.

حسام العطار الملقب “نيوتن غزة”، تيمنًا بالعالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، أحد أبرز رواد الثورة العلمية في القرن الـ17، استطاع توليد الكهرباء من طاقة الرياح، مستخدمًا مراوح هوائية قديمة وما بلغته يده من أدوات مساعدة بسيطة أخذها من أنقاض المنازل.

ونجح الفتى العبقري صاحب الأعوام الخمسة عشر، في إضاءة عتمة المخيم الذي يقيم فيه مع عائلته بمدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، بعدما فروا إليه هربًا من هول وابل نيران الاحتلال في بيت لاهيا شمالي القطاع، مسقط رأسه.

ويقول العطار لمراسل الأناضول: “لقبني النازحون داخل المخيم بنيوتن غزة، تقديرًا لدوري في إضاءة المخيم”.

وأضاف أنه استلهم فكرة توليد الطاقة من طاحونة الهواء بعد مرور 20 يومًا من انقطاع الكهرباء وعدم توفر أي مصدر للطاقة.

حاول حسام ثلاث مرات لإنجاح الفكرة، وتشغيل الإنارة في المكان، ولم تقف أفكاره عند هذا الحد، بل يعمل حاليا على تطوير المشروع وإيجاد وسائل بديلة تمكنه من تخزين الطاقة واستخدامها في أوقات انعدام الرياح، في ظل افتقار الأسواق لبطاريات تخزين الطاقة.

أفكار هذا المبدع الصغير لم تكن وليدة اللحظة، فقد استطاع قبل اندلاع الحرب -بإمكانات بسيطة- ابتكار ضوء يعمل تحت الماء و”سحاب أمان أوتوماتيكي” لإغلاق الأبواب عن بعد بشكل لا سلكي، إضافة إلى مروحة لتبريد الأجواء الحارة صيفًا.

رغم الملمات والأهوال والموت الذي يحدق بالعطار وأقرانه وبمن حوله من مئات آلاف النازحين، ارتسمت على محياه ابتسامة لازمته طوال اللقاء، ولمعت عيناه بالأمل والإصرار على البقاء وتحدي الصعاب، وكأن لسان حاله يقول للعالم خذلتمونا ولكننا لم ولن نرضخ ولن تنكسر عزيمة هذه الأمة الصابرة.

المصدر : الأناضول