الشركات الإعلامية الامريكية .. والسيطرة على العقول

حذاء روبرت مردوخ تم التقط صورة له في أثناء حديثه في مؤتمر عام 2014. وكالات

تمتلك أمريكا أكبر ترسانة إعلامية في العالم من (محطات تلفزيونية ووكالات إخبارية وإذاعات وصحف ومجلات..الخ) ، حيث تتركز ملكية 90% من وسائل الإعلام الامريكية في أيدي 6 مجموعات إعلامية فقط، فهي تسيطر على ما يشاهده ويسمعه ويقرأه المواطن الأمريكي والأجنبي معا، وفي كل يوم. وهذه المجموعات الاعلامية تهيمن عليها شركات متنوعة تعمل بـ (المال، النفط، السلاح، المعلومات ..الخ) .

ولعل أمريكا اليوم هي سوق تصنيع الإعلام وتحرير الأخبار وإنتاج الأفلام وتطويع المجتمع حول خيار يخدم مصالح هذه الشركات. فهي تمتلك 700 محطة تلفزيونية، وما يقارب من 6700 محطة إذاعية، و150 صحيفة يومية، وصناعة سينما تنتج حوالي 200 فيلم سنوياً، مملوكة لأفراد قلائل، أصبحوا يشكلون العقل الأمريكي وعقل مواطني دول العالم.

المواطن الأمريكي يشاهد العالم عبر التلفاز والإذاعة والمسرح والسينما والمطالعة 3400 ساعة تقريبا أي بمعدل (8-9) ساعات يومياً

ولكي تنجلي الصورة أمامنا أكثر، لا بد لنا أن نتعرف على ماهية هذه الشركات العملاقة وإمكانياتها، وحجم انتشارها والشركات الفرعية التابعة لها، وذلك فيما يلي:

وارنر ميديا

تعتبر ثالث أكبر الشبكات التلفزيونية والسينما وإنتاج برامج الترفيه في العالم من حيث الإيرادات.

ومن بين الشركات التابعة لها هي : شبكات التلفزيون (CNN – BO – WB)، وأيضا (استوديوهات وارنر برذرز) السينمائية .

و”مجموعة تايم للنشر”: أشهر اصداراتها مجلات  (TIME  –  Life  –  People  –  Fortune ) .

نيوز كورب

تعتبر من أكبر الشركات الإعلامية في العالم، ولديها عشرات المؤسسات الإعلامية في أستراليا وأمريكا اللاتينية وأوربا وكندا وأمريكا، وغيرها. ويعتبر الإمبراطور الإعلامي روبرت ميردوخ أكبر مساهم فيها.

وتشمل أصولها أكثر من 800 شركة في أكثر من 50 بلدا في العالم، تشمل أكثر من (175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها صحف (ذا تايمز -الصنداي تايمز -ذا صن – وول ستريت جورنال) .

يتبع لها “شبكة تليفزيون فوكس نيوز”، كما تمتلك 39% من أسهم شركة “بي سكاي بي” الإعلامية.

والت ديزني

هي أكبر شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم ، تمتلك إحدى عشرة حديقة ملاهي، وشبكة قنوات ديزني وشبكة (ESPN) .

مقر شركة ديزني الرئيسي يقع في” إستديوهات والت ديزني” في بربانك، كاليفورنيا .

ومن أشهر إنتاجاتها الحديثة فيلم “Avatar” وفيلم “Brave” .

كما تمتلك مدن الملاهي “ديزني لاند” الشهيرة في أمريكا وباريس وهونغ كونغ والصين .

وتمتلك شركة فوكس للقرن الحادي والعشرين السينمائية قي هوليوود. ولديها 30 محطة إذاعية حول العالم

فياكوم، يديرها قطب الإعلام سامنر ريدستون. وتمتلك شبكة قنوات تلفزيونية أبرزها: ( MTV – BET  CMT ).

وفي مجال الإنتاج السينمائي لديها عدة شركات كـ “MTV films” و “Viacom International”

كما ان لديها 23 محطة ووحدة إنتاج تلفزيوني، ومن أشهرها: ذا موفي تشانيل.

سي بي إس

شبكة كولومبيا للبث (CBS): تعتبر من كبرى الشبكات التلفزيونية في امريكا، وأبرز قنواتها هي: (CBS News – CBS sport – Show Time) .

وفي مجال الإنتاج السينمائي تمتلك الشبكة شركات مثل: (CBS studios – CBS films)، وأنتجت أفلامًا شهيرة “كسلسلة الرجل العنكبوت وشفرة دافينشي”. ويدير الشركة امبراطور الإعلام  “سامنر ريدستون”  .

كومكاست

هي أكبر شركة للبث اللاسلكي والتلفزيون الكبلي في العالم (حسب الإيرادات). وهي ثاني أكبر شركة لخدمة التلفاز، وأكبر مزود خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة .

وهي صاحبة شركة “NBC” التليفزيونية الشهيرة . وتمتلك “ستوديو يونيفرسال” .

ويدير كومكاست رجل الأعمال “برايان روبرت” .

الخلاصة

وفقا لبعض الدراسات الاعلامية –التي أجريت في السنوات القليلة الماضية إان “وكالات الأنباء الأمريكية تتحكم بـ80% من الصور المبثوثة، وتنتج أو تبث 57 % من الأفلام السينمائية في العالم، وتزود وكالة “الاسوشيتدبرس” أكثر من 590 محطة إذاعية وتلفزيونية بأخبارها، وأن المواطن الأمريكي يشاهد العالم عبر التلفاز والإذاعة والمسرح والسينما والمطالعة 3400 ساعة تقريبا أي بمعدل (8-9) ساعات يومياً” .

وختاما، استطاعت الدوائر السياسية وصناع القرار في أمريكا، ومن ورائهم الشركات الداعمة لهؤلاء السياسيين، توظيف المنظومة الإعلامية الأمريكية وتوسيع دورها في الدعاية السياسية، وتنفيذ السياسات  لتحقيق الأهداف والغايات الإستراتيجية ذات التوجه السياسي والاقتصادي والعسكري، وتسويق المفاهيم والمصطلحات الإعلامية ذات المنحى السياسي العسكري ولعل أبرزها “الحروب الاستباقية” والحرب العالمية على الإرهاب.