لماذا يموت المصابون بكورونا؟ وما أهم عقّار للعلاج على الإطلاق؟

أود في هذا المقال القصير أن أنشر الأمل بين البشر، وذلك بعد شيوع الأنباء الكاذبة التي تؤكد أن الإصابة بفيروس كورونا تؤدي بالمريض في أغلب الأحيان إلى الوفاة، أو أنه لا يوجد علاج نهائي لمريض الكورونا.

أولًا الإصابة بفيروس كورونا (SARS – 2 – COVID 19) يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ولا ينتقل إلى الحيوان، ولا يُنقل من الحيوان، فالعدوى تتم بين شخص وآخر.

الأعراض: في بداية العدوى ترتفع درجة حرارة الجسم في أغلب الأحيان إلى مستويات متوسطة أي من 37.1 إلى 38.5 درجة مئوية مع الشعور بالتعب والإجهاد، ثم يبدأ السعال الجاف الذي يأتي من أعماق الجهاز التنفسي، ثم تصاب الشعيبات الهوائية بتورّم (تجمع مائي في الأنسجة الرابطة بين الخلايا) مما يؤدي إلى بداية الشعور بصعوبة في التنفّس، وبعد بضعة أيام تزداد هذه الصعوبات في التنفّس، وتتحسّن ببطء عند استخدام الأكسجين بضغط يسير للمساعدة على التنفس.

وعند الوصول إلى هذه النقطة فأمام المريض طريقان لا ثالث لهما، إما أن يُشفى بإذن الله، وإما أن يموت بإذن الله كذلك.

لماذا يموت؟

وهنا يأتي السؤال الكبير: لماذا يموت مريض الكورونا؟

والإجابة هي: يقوم فيروس كورونا بالانتشار في الشعيبات الهوائية، ويتكاثر داخل خلايا الجهاز التنفسي، وبالذات داخل الخلايا المحيطة بما يسمى الحجيرات الرئوية (Pulmonary Alveoli)، وهذه الحجيرات هي المسؤولة عن تبادل الغازات بين الدم والرئة، أي هناك يتخلص تيار الدم من كميات ثاني أوكسيد الكربون الزائدة (الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي داخل خلايا الجسم)، والتشبّع بغاز الأكسجين اللازم لتشغيل عمليات التمثيل الغذائي المستمرة من أجل استمرار حياة الإنسان.

ويقوم فيروس كورونا بعملية تخثير الدم في المناطق المحيطة بالحجيرات الرئوية، وتنشأ الآلاف من الجلطات الدموية الصغيرة جدًا جدًا، وتحتل المناطق التي يتم فيها تبادل الغازات بين تيار الدم وبين أنسجة الرئة، والنتيجة هي اختناق داخلي بطيء يؤدي -دون علاج- إلى الموت المحقّق.

كانت هذه خلاصة عملية نشوء المرض.

العلاج

الآن نأتي للعلاج: وأهم نقطة في العلاج هي الحيلولة دون إعطاء الفيروس فرصة لإنتاج الجلطات الدموية الصغيرة الحجم، أي إعطاء أدوية تزيد من سيولة الدم بدرجة كبيرة، ويقوم عقّار (Enoxaprain  Natrium، والاسم التجاري: Lovenox) 40 مليغرام، بمعدل حقنة واحدة تحت الجلد يوميًا بدءًا من أول لحظة تأكيد الإصابة بفيروس كورونا، وحتى التأكد من اختفاء الفيروس بنتيجة سلبية لفحص الـ(PCR)، وهذا هو أهم عقّار لعلاج الإصابة بمرض كورونا على الإطلاق.

يأتي معه عقّار آخر اسمه (Budesnoid، والاسم التجاري: Pulmicort Turbohalar 5.2 mg).

ويجب استخدام الدواء فورًا مع بداية السعال الذي يصاب به مريض الكورونا، وذلك بأخذ نفسين عميقين من البخاخ ثلاث مرات يوميًا.

ولتجنب الالتهابات الثنائية (أي الالتهابات البكتيرية التي تحدث نتيجة تورّم الشعيبات الهوائية)، يجب البدء فورًا في تناول العقّار (Azithromycin 500 mg) قرص واحد يوميًا لمدة ثلاثة أيام (يمكن أن تزيد إذا رأى الطبيب المعالج ذلك).

وإذا حدثت للمريض أعراض شديدة مثل السعال القوى أو فقدان حاسة الشم أو حاسة التذوق أو كليهما، فيجب على المريض تناول دواء الكورتيزون (Dexamethason 8mg) قرص واحد يوميًا لمدة ثلاثة أيام، أو أسبوع كحد أقصى.

أدعو الله القدير أن يجنبنا جميعًا هذا المرض والأمراض كلها.

ملاحظة: أنا طبيب، وعمري يزيد عن الـ60 عامًا، وقد تعرّضت للإصابة بالكورونا خلال شهر نوفمبر 2021، وشفاني الله، والحمد لله والمنة له سبحانه وتعالى.

المصدر : الجزيرة مباشر