مرتضى منصور والقطري أبو سنيدة

“لا أحد يعلم من هو الذي أشار على مرتضى منصور باختيار إسم أبوسنيدة ليكون هو ضابط المخابرات القطري الذي سيبني عليه كل أساطيره، ويبدو أن مخترع الإسم هو شخصية خليجية وليس مصرية

 

خدمة تسلية مجانية يقدمها نظام السيسي لشعوب وأنظمة الدول التي يعاديها.. فمجموعة الأراجوزات التي يستخدمها ويسخر لها كل الإعلام المصري، ويوظفها في الحرب على أعدائه وخصومه بالدول الأخرى، هي وسيلة تخدم ذلك العدو أكثر مما تضره، فهي تهديهم فقرة يومية من الكوميديا المفرطة التي تنسيهم همومهم وتزيل عنهم متابعهم، وتجدد نشاطهم لعمل اليوم التالي، بل إنها تزيد ثقة المواطن بحاكمه في ظل الافتراءات الخيالية التي يطلقها هؤلاء المهرجون والتي يصعب على الأطفال القصر تصديقها؟!!

مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك هو كبير هذه الفرقة وزعيمها الأول، وهو أكثر من يستخدمه نظام السيسي في الهجوم على الخصوم، وبالرغم من الحماسة والعصبية التي يبدو عليها مرتضى في كل لقاءاته التليفزيونية المخصصة للهجوم على الدول الأعداء – إسرائيل ليست منهم – إلا أنه أكثر من يضحك الخصوم ويسليهم!!

وأطرف ما يدعيه مرتضى في معاركه الوهمية هذه الأيام، هو أنه يحارب دولا وليس أشخاصا، فهو كثيرا ما ينسى الهدف الرئيسي من المعركة وهي سب الخصوم والإشادة بالسيسي ونظامه، فيذهب إلى أن ينسب مشاكله وأزماته الشخصية إلى المخططات التي تحيكها ضده أجهزة مخابرات تلك الدول، وكان أخر تلك الادعاءات هو اتهامه لضابط مخابرات قطري يدعى أبوسنيدة، مؤكدا أنه وراء الفيديوهين الأخيرين اللذين تم تسريبهما، أحدهما المتعلق بفضيحة الشذوذ الجنسي، والأخر الذي يسب فيه محمود الخطيب رئيس الأهلي واللاعب محمود كهربا بألفاظ خارجة، ويسخر فيه أيضا من الدولة المصرية ويقول إن البلد “مفيهاش راجل”، ففي الفيديو الأول يقول إن أبوسنيدة أعده في قبرص بالتنسيق مع بعض العملاء والخونة المصريين الذي يكرهونه ويحاربونه طمعا في السطو على منصبه بنادي الزمالك، والثاني يقول إن أبوسنيدة اشترى من أمريكا أجهزة متطورة للغاية قادرة على تقليد الأصوات بدقة عالية، فقام بتقليد صوته واستخدمه في سب الخطيب وكهربا ورجال الدولة المصرية، الطريف أن أبوسنيدة بعد كل فيديو يرسل له رسالة على الواتس يخبره فيها بأن خطته نجحت، وأنه أحدث في مصر الفتنة التي يعمل عليها ليل نهار.. ضابط مخابرات مخلص لعدوه!!

حقيقة أبو سنيدة

لا أحد يعلم من هو الذي أشار على مرتضى منصور باختيار إسم أبوسنيدة ليكون هو ضابط المخابرات  القطري الذي سيبني عليه كل أساطيره، ويبدو أن مخترع الإسم هو شخصية خليجية وليست مصرية، لسبب بسيط وهو أن أبوسنيدة لقب وليس إسما، وهو لقب يطلقه الخليجيون عموما على كل من اسمه راشد، تماما مثل عندنا في مصر نقول لمحمود أبو حنفي، ويوسف أبو الحجاج، وحسن أبو علي وهكذا، وحتى وإن افترضنا وجود هذا الإسم، وأنه بالفعل يوجد بالمخابرات القطرية ضابط اسمه أبو سنيدة، فهل من المعقول أن يكشف عن اسمه الحقيقي بكل هذه السهولة خاصة وأنه يؤدي مهمة يفترض أنها سرية، ثم وهذا هو المدهش أكثر، أبو سنيدة يتواصل مع مرتضى عبر رقم تليفون قطري عادي أعلنه مرتضى أكثر من مرة، وهو الذي يتم التواصل من خلاله عبر الواتس أب، ويبدو أنه فات على مرتضى أن العاملين بالأجهزة الأمنية الحساسة لا يتصلون من أرقام معلنة بل يتصلون من خلال تليفونات لا تظهر أرقامها للأخرين، الطريف هنا أنه عندما تقوم بالبحث عن اسم صاحب هذا الرقم على أي من التطبيقات المخصصة لإظهار أسماء أصحاب أرقام التليفونات، تجد أنه بإسم شخص غير عربي، يبدو أنه هندي أو بنغالي أو نيبالي، الأدهى هو أن مرتضى لم يقم ولو مرة بتسجيل مكالمة واحدة من عشرات المكالمات التي يتلقاها من أبو سنيدة حتى يفضح أمره أمام العالم..

أما الأكثر سخرية من كل ما سبق فهو المتعلق بالاتهامات التي يوجهها مرتضى لأبو سنيدة، فهو يقول إن المخابرات القطرية حصلت على أجهزة أمريكية متطورة قادرة على تقليد الأصوات وأنها قامت بتقليد صوته في الفيديو المسرب أخيرا،سنسلم بهذا الاتهام ونفترض أنه صحيح، لكن سنسأل لماذا لم تستعن مصر بمثل هذه الأجهزة وتفعل  مع قطر مثل ما تفعله معها؟! ولماذا لم تستخدم المخابرات القطرية تلك الأجهزة ضد شخصيات أهم وأكبر من مرتضى بالبلد كالسيسي مثلا أو عباس كامل مثلا؟!!

إهانة المخابرات المصرية

الغريب أن مرتضى يردد كل هذا الكذب دون أن يجد مسؤولا بالدولة يأمره بالكف عنه، وإذا كان بعض الحمقى ممن يطربون لسب مرتضى لقطر، فإن هناك الكثير من العقلاء ممن يرون أن ما يردده من كلام، يسئ إلى مصر  ويفيد قطر، خاصة إذا ما لاحظنا أن كل الاتهامات التي يوجهها لضابط المخابرات القطري أبو سنيدة تكشف عن عجز واضح للأجهزة الأمنية المصرية وعلى رأسها المخابرات في مواجهة اختراقات المخابرات القطرية للبلد، فمرتضى يهين المخابرات المصرية عندما يقول إن أبو سنيدة نجح في اختراق تليفوناته وأرسل من خلالها رسائل فيها شتائم وتهديدات بإسمه، هذا فضلا عن نجاح المخابرات القطرية في إعداد فيديوهات تسئ له وتهينه أمام أهل بيته والمجتمع المصري عامة ومنها الفيديو الفضيحة الشذوذ الجنسي، فمثل هذا الكلام لا يعني سوى شئ واحد، وهو فشل المخابرات المصرية!!  

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه