الأهلي.. ناد يعرف كيمياء البطولات

الأهلي والزمالك

على مدار مشواري المهني بالإعلام الرياضي الممتد لثلاثين عاما، لا أذكر أن مباراة للأهلي والزمالك شهدت الحالة نفسها التي شهدتها مباراتهما الأخيرة بنهائي دوري الأبطال التي أقيمت الجمعة الماضي ووصفت بقمة القرن وانتهت بفوز الأهلي 2 – 1، من ترقب واهتمام وتعبئة وشد عصبي وتسخين وتحريض وتهييج وتجييش واستقطاب!

فالحالة التي عاشتها تلك المباراة قبل إقامتها وأثناءها وبعدها لم تشهدها أية مباراة بين الناديين طوال تاريخهما، أو على الأقل في الثلاثين الأخيرة التي كنت مراقبا دائما فيها لكل المواجهات التي جمعتهما..

عدة أسباب يعلمها كثيرون وقفت وراء تلك الحالة، على رأسها بطبيعة الحال أن الفائز في هذه المباراة سيحصد لقبا هو الأهم والأغلى والأكبر في القارة الأفريقية وهو دوري الأبطال، كما أنه سيتأهل لأكبر بطولة عالمية وهي كأس العالم للأندية، كما أنه سيجنى مبلغا ماليا معتبرا 3.5 مليون دولار، بواقع 2.5 مليون مكافأته عن البطولة الأفريقية والمليون الأخر نظير المشاركة في كأس العالم، أضف إلى ذلك المكاسب المعنوية الأخرى والتي لا تقل أهمية، وهي أن هذا النهائي هو الأول في تاريخ القارة الأفريقية الذي يجمع بين ناديين من بلد واحد، ومن ثم هو الأول الذي يجمع بين الأهلي والزمالك، يضاف إلى ذلك الديباجة المعروفة والمحفوظة للجميع من أن المواجهة بين الأهلي والزمالك بطولة في حد ذاتها، ونتائجها تسجل في التاريخ.

وفوز الأهلي بهذه البطولة يرفع إجمالي بطولاته إلى 138 بطولة محلية ودولية، وهو في المرتبة الثانية عالميا خلف ريال مدريد الإسباني

ومثل أغلب المواجهات التي جمعت الفريقين كان الفوز من نصيب الأهلي ليضيف بذلك لقبه التاسع في البطولة وهو اللقب الذي غاب عنه لسبع سنوات متواصلة، فيما توقف رصيد الزمالك عند خمسة ألقاب فقط.. وعلى الرغم من أن المؤشرات السابقة للمباراة كانت ترشح وترجح الزمالك للفوز لما يضمه من مجموعة من اللاعبين يعدون الأفضل والأمهر بين كل أقرانهم من اللاعبين ليس في مصر فحسب بل ربما في القارة الأفريقية بأكملها، إلا أن المهارة شيء وتحقيق البطولات شيء أخر، فالأهلي ناد يعرف كيف يحقق البطولات خاصة الكبرى منها، وكم من بطولة حسمها الأهلي ولم يكن هو الأفضل فيها، إنما حسمها بالخبرة والاسم والمكانة والتوفيق والدراية بكيمياء البطولات.

وفوز الأهلي بهذه البطولة يرفع إجمالي بطولاته إلى 138 بطولة محلية ودولية، وهو في المرتبة الثانية عالميا خلف ريال مدريد الإسباني، كما أنه يزيد من أرقامه القياسية رقما بالفوز بالبطولة الأفريقية التاسعة محطما بذلك رقمه الشخصي – 8 بطولات – وكلها إنجازات تجعل الأهلي يمثل تاريخا يصعب على أي منافس تحقيقه أو مجاراته، حتى وإن كان هذا المنافس يوضع في الكفة نفسها ويحظى بالمكانة نفسها ويلقى الاهتمام نفسه، وهو الزمالك، والذي يأتي في المرتبة الثانية خلف الأهلي في عدد البطولات وله 97 بطولة أي بفارق 41 بطولة، وهو على الرغم من كل ذلك يظل وجوده ومنافسته هما ما يعطي الطعم والمتعة والقيمة لانتصارات وبطولات الأهلي.

المؤكد أن إثارة القضية سيكون من طرف الإعلام المصري نفسه الذي يعلم بالنتيجة مقدما وهي مشاركة الأهلي لأنه لا أحد في العالم يستطيع الوقوف في وجه الفيفا

بقي السؤال:

كما ذكرت سلفا أن فوز الأهلي باللقب سيؤهله إلى بطولة كأس العالم للأندية التي تنظمها قطر في فبراير من العام المقبل، وهو ما سيفرض سؤالا حتميا خلال الفترة المقبلة عن موقف الأهلي من المشاركة في بطولة تنظمها بلد تقاطعها الدولة المصرية، بل وتشارك دولا ثلاثا أخرى تفرض عليها الحصار منذ ثلاث سنوات، كما يصفها الإعلام المصري بالداعمة للإرهاب!

وإذا كان هناك العديد من الفرق المصرية سبق لها المشاركة في بطولات نظمتها قطر خلال فترة الحصار ومنها الزمالك الذي خاض في فبراير/شباط الماضي مباراة السوبر الأفريقي أمام الترجي التونسي، فإن هذا لن يمنع من طرح السؤال، بل وإثارة القضية مرة أخرى حول إمكانية مشاركة الفرق المصرية في بطولات تنظمها دولة قطر، والمؤكد أن إثارة القضية سيكون من طرف الإعلام المصري نفسه الذي يعلم بالنتيجة مقدما وهي مشاركة الأهلي لأنه لا أحد في العالم يستطيع الوقوف في وجه الفيفا الصاحب الرسمي للبطولة، تماما مثلما حدث في مباراة السوبر الأفريقي التي شارك فيها الزمالك، وقبلها كان مرتضى منصور رئيس الزمالك قد أكد أن ناديه لن يشارك فيها مهما كانت العقوبات، لكن في النهاية رضخ خوفا من عقوبات الاتحاد الأفريقي. أتصور أن السيناريو نفسه سيحدث قبل مشاركة الأهلي في مونديال الأندية.