علاء صادق يكتب: أرقام بالجملة مع معجزة بايرن في لايبزيغ

الناقد الرياضي المصري دكتور. علاء صادق
الناقد الرياضي المصري علاء صادق

شأن كرة القدم (اللعبة الجميلة) ارتفع كثيرا في العالم خلال السنوات الأخيرة سواء على الصعيد الإعلامي أو الاقتصادي او التسويقي أو الترفيهي.

والحقيقة أن ارتفاع مستوى عدد غير قليل من اللاعبين الأفذاذ وأنديتهم ومنتخباتهم إلى درجة لم يصل إليها السابقون.. ويضاف كذلك الإبهار التام لعدد من المباريات سواء في الإثارة أو في الإبداع والمهارات وغزارة الأهداف.

وبعد أيام قليلة من مباراة كلاسيكو إسبانيا الممتعة وفوز برشلونة على ريال مدريد في سانتياغو بيرنابيو 3-2 جاء سيناريو مباراة لايبزيغ وضيفه بايرن ميونيخ لتصل إلى مستوى خيالي من المتعة والإثارة التي تصل إلى مرحلة عدم التصديق. ويمكن أن نطلق عليها عبارات متنوعة كما وصفتها الصحافة الألمانية والعالمية الصادرة عقب اللقاء.

وكان عنوان صحيفة بيلد اليومية الأوسع انتشارا “جنون.. خيال لا يصدق.. مسرحية مبهرة”.

وأشارت إلى أن الجنون تفوق على المنطق وعلى العقل في مباراة لايبزيغ وبايرن ميونيخ التي حول فيها الأخير، والمتوج بطلا للدوري، تأخره 4-2 إلى فوز مذهل 5-4 في الدقائق الأخيرة.

ونشرت الصحيفة موضوعا رائعا على لسان اولى هونيس رئيس نادى بايرن عنوانه “لا معقول ولا منطقي بكل المقاييس”.

وجاء عنوان صحيفة “فيلت”، وهى كلمة معناها العالم، مجددا.. بايرن ميونيخ لا يتوقف عن إبهار الجميع. وأكدت أن مباراة لايبزيغ وبايرن تحولت من مجرد مباراة كرة قدم مرتفعة المستوى الى حفلة بالغة الإتقان في كل عناصر الإثارة والمتعة والمهارات والأهداف، وأن كرة القدم من هذا النوع تحتاج لمتفرجين من نوعية خاصة من ذوي الأعصاب الحديدية ليواجهوا التقلبات العجيبة والمفاجئة.

المباراة حفلت بأرقام قياسية متنوعة وبدأت تلك الأرقام مع الثواني الأولي ولم تنتهِ إلا مع الثواني الأخيرة لتملأ اللقاء بالإثارة التي يحتاجها عشاق اللعبة ليتباهوا بها على بقية الرياضات الأكثر نقاطا وتقلبا في نتائجها.

6 أهداف هي رصيد الفريقين على لوحة النتائج (4-2 لمصلحة لايبزيغ) وبقي 6 دقائق على النهاية.. وأضاف إليها الحكم 6 دقائق أخرى كوقت محتسب بدل الضائع.. وتنوعت خلالها الهجمات بواقع 6 محاولات على المرمى بينها خمس للبايرن وأحرز منها 3 أهداف ومحاولة واحدة غير موفقة لأصحاب الملعب.

65 ثانية فقط احتاجها مارسيل سابيتزير ليسجل هدف لايبزيغ الأول في اللقاء.. وهو أسرع هدف لفريقه في الموسم الحالي ولكنه الهدف التاسع للفريق خلال الدقائق الست الأولي من مبارياته في الدوري الألماني الحالي معادلا الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها أي فريق في توقيت مبكر فى البوندزليغا طوال تاريخه.

ووصل الإسباني خوان بارنيت نجم بايرن إلى رصيد مائة مباراة مع فريقه في نفس الوقت الذي خاض مواطنه تشابى ألونسو وكذلك الالماني فيليب لام قائد الفريق مباراتهما الأخيرة خارج ميونيخ.. وهما يغلقان حقيبتيهما بنهاية الموسم بعد إعلان الاعتزال النهائي.

وفى سعيه لحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ البايرن والكرة الألمانية وصل البولندي روبرت ليفاندوفيسكى إلى حاجز 30 هدفا في الدوري للموسم الثاني على التوالي مكررا ما سبقه إليه غيرد مولر الهداف العبقري للبايرن في السبعينيات. ويعتلى ليفاندوفيسكى قائمة الهدافين قبل مرحلة واحدة من النهاية تحت ضغط من ملاحقه الغابوني بيير اوباميانغ نجم بروسيا دورتموند.

متعة كرة القدم لم تتوقف عند حدود ملعب لايبزيغ ومباراة العام المثيرة ولكنها امتدت إلى كل ملاعب البوندزليغا لتحقق المسابقة رقما قياسيا لأكبر عدد من الأهداف خلال أي مرحلة من الموسم الحالي بمجموع أهداف قدره 37 هدفا في 9 مباريات أي متوسط يزيد عن أربعة أهداف للمباراة الواحدة.

وكان لقاء فيردر بريمن وهوفنهايم قد انتهى بفوز الضيوف أيضا 5-3 على أصحاب الملعب.

وتمكنت كل الفرق الثماني عشرة المشاركة في البطولة من هز الشباك باستثناء دارمشتاد صاحب المركز الأخير والذي تأكد هبوطه حيث خسر في ملعبه 2-صفر من هيرتا برلين.

وسجلت المرحلة أيضا رقما قياسيا في قلة حيلة أصحاب الملاعب والجماهير ولم يتمكن أكثر من فريق واحد من الفوز على أرضه وهو ماينز على إنتراخت فرانكفورت 4-2 بينما تعرضت ثلاث فرق للخسارة أمام أنصارها (لايبزيغ وبريمن ودارمشتاد) وانتهت بقية المباريات بالتعادل الإيجابي.

المصدر : الجزيرة مباشر