دراسة غربية تكشف كيف مهّد الجفاف لانهيار مملكة “حِمْيَر” وانتشار الإسلام بالجزيرة العربية

ساهمت شدة الجفاف في تدهور مملكة حِمْيَر العربية الجنوبية القديمة، وفقًا لما توصل إليه باحثون من جامعة بازل بسويسرا في دراسة حديثة نشرتها مجلة ساينس.
فإلى جانب الاضطرابات السياسية والحروب، تركت موجات الجفاف وراءها المنطقة في حالة من الفوضى، وبالتالي أوجدت الظروف التي هيأت لانتشار الدين الإسلامي الناشئ حديثًا في شبه الجزيرة العربية، وفقًا لنتائج الدراسة.
ولمدة تقارب 300 عام، كانت مملكة حمير هي القوة المهيمنة في شبه الجزيرة العربية القديمة، وقد ربط اقتصادها -القائم على الزراعة والتجارة الخارجية- شرق أفريقيا بعالم البحر الأبيض المتوسط.
Droughts in the 6th century may have paved the way for the spread of the newly emerging religion of #Islam, researchers @UniBasel_en report in @Sciencemagazine. @DFleitmann @Princeton @UniofReading @snsf_ch #climatechange #history #paleoclimatologyhttps://t.co/1wIv5weBYo
— University of Basel (@UniBasel_en) June 16, 2022
ويقول الباحثون إن الجفاف أصاب المنطقة طوال القرن السادس، وبلغ ذروته فيما بين 500 و530 م، ويعتقدون أن زوال حمير المفاجئ بعد فترة وجيزة -الذي كان سببه المباشر غزو مملكة أكسوم المجاورة (إثيوبيا الآن)- يشير إلى علاقة بين الحدثين.
ولذلك يعتقد خبراء جامعة بازل في سويسرا أن الجفاف الشديد ربما كان عاملًا حاسمًا فضلا عن الاضطرابات في الجزيرة العربية القديمة التي ظهر فيها الإسلام، إذ “كان الناس يبحثون عن أمل جديد، أو شيء يمكن أن يجمع الناس مرة أخرى كمجتمع والدين الجديد قدم ذلك”، وفق قولهم.
وحلل الباحثون طبقات الصواعد من كهف الهوتة في عمان الحالية، ووجدوا أن معدل نموه والتركيب الكيميائي لطبقاته يرتبط ارتباطًا مباشرًا بكمية هطل الأمطار فوق الكهف، وبالتالي فإن الشكل والتركيب النظائري للطبقات المترسبة من الصواعد يمثلان سجلًّا قيّمًا للمناخ التاريخي.
Droughts In Sixth Century Paved Way For Islamhttps://t.co/Jzk9ESIsgY
Extreme dry conditions contributed to the decline of the ancient South Arabian kingdom of Himyar. Researchers from the University of Basel have reported these findings in the journal Science. Combined with … pic.twitter.com/E003W5Aned— Eurasia Review (@EurasiaReview) June 16, 2022
ويقول البروفيسور دومينيك فليتمان من جامعة بازل “حتى بالعين المجردة، يمكنك أن ترى من الصواعد أنه لا بد من أن فترة جفاف شديدة استمرت عدة عقود”.
وبتحليل المزيد من عمليات إعادة بناء المناخ بالمنطقة ومن خلال المصادر التاريخية، والتعاون مع المؤرخين تم تحديد توقيت الجفاف الشديد الذي استمر عدة سنوات.
وتضمنت المصادر المفيدة بيانات حول مستوى المياه في البحر الميت ووثائق تاريخية تصف استمرار الجفاف عدة سنوات في المنطقة يعود تاريخها إلى 520 ميلادية، وتربط بالفعل الجفاف الشديد بأزمة في مملكة حمير.
Fascinating read: Droughts in the sixth century paved the way for Islam.
What does it mean for our world today? https://t.co/HCSCOCWRoE via @physorg_com
— Ellie Cohen 🌏 🚴🌈 theclimatecenter.org (@elliemcohen1) June 17, 2022
كما أدت الاضطرابات السياسية في المنطقة والحرب بين جيرانها الشماليين -الإمبراطورية البيزنطية والساسانية- التي امتدت إلى حمير إلى إضعاف المملكة، وكان السكان يعانون من مصاعب كبيرة نتيجة الجوع والحرب.
لكن فليتمان شدد على أن هذا لا يعني أن الجفاف أدى مباشرة إلى ظهور الإسلام بل “كان عاملًا مهمًّا في سياق الاضطرابات في العالم العربي في القرن السادس”، بحسب قوله.