تصاعد الجدل بين لوبان وماكرون بشأن حظر الحجاب في فرنسا

الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون "يمين" ومنافسته في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان (غيتي)

احتدم الجدل بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان بشأن تعهّد الأخيرة منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، في ظل تنافس المرشحَين على كسب أصوات الناخبين المسلمين.

وتسعى مرشّحة اليمين المتطرّف لوبن إلى إلحاق الهزيمة بماكرون في الجولة الثانية للانتخابات يوم 24 أبريل/نيسان الجاري، حيث تشير استطلاعات الرأي الى اشتداد المنافسة بينهما رغم تصدّر ماكرون.

وتصدّر ماكرون نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بنسبة (28.5%) في حين حصلت مرشّحة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرّف مارين لوبان على (23.6%) من أصوات الناخبين.

ويقول محللون إن أحد أسباب تقدم لوبان هو نجاحها في رسم صورة أكثر اعتدالًا، وتقديم نفسها على أنها المرشّحة الأكثر قدرة على التعامل مع مشاكل من بينها ارتفاع الأسعار.

وتتمسك لوبان -المعادية للهجرة- بتشددها حيال الحجاب، وتقول إنه في حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي يضعنه في الأماكن العامة.

وسعى ماكرون لاستغلال إصرار لوبان على هذه الفكرة للقول بأن سياساتها لا تختلف عن سياسات الجبهة الوطنية المتشددة التي أسسها والدها جان ماري لوبان.

وقدّم نفسه على أنه مدافع عن الحريات الدينية، مشددًا على أن حظر الحجاب سيعني دستوريًا منع الرموز الدينية جميعها بما في ذلك القلنسوة اليهودية والصليب.

ماكرون وسيدة محجّبة

وخلال زيارة إلى مدينة ستراسبورغ للقاء الناخبين، سأل ماكرون سيدة محجّبة إن كانت تضع الحجاب قسرًا أم بقرار منها.

وأجابت المرأة “إنه خياري بشكل تام”، بينما تباهت بالتعريف عن نفسها بأنها نسوية.

ورد ماكرون عليها في إشارة واضحة إلى خطة لوبان “هذا أفضل رد على الهراء الذي كنت أسمعه”.

وذهب ماكرون أبعد من ذلك، أمس الخميس، خلال زيارة لمدينة لوهافر قائلًا “لا توجد دولة واحدة في العالم تحظر الحجاب في الأماكن العامة. هل تريدون أن تكونوا أول من يفعل ذلك؟”.

ويدرك ماكرون أهمية أصوات الناخبين المسلمين في فرنسا البالغ عددهم نحو 5 ملايين، ويشكلون 9% من السكان.

ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز (ايفوب)، اختار 69% من الناخبين المسلمين في الجولة الأولى من الانتخابات المرشّح اليساري الراديكالي صاحب المركز الثالث جان لوك ميلونشون، ويسعى ماكرون إلى كسب تأييدهم لضمان فوزه في الجولة الثانية.

ودعا “مسجد باريس الكبير” و”تجمّع مسلمي فرنسا” الناخبين، الجمعة، للتصويت لماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات.

وقال عميد “مسجد باريس الكبير” شمس الدين حفيظ في بيان “تدعو قوى حاقدة اليوم إلى نفي المسلمين.. فلنصوّت لإيمانويل ماكرون”.

غرامة على الحجاب

من جانبها، قالت لوبان إن وضع الحجاب في الأماكن العامة بفرنسا يجب أن يعد مخالفة تستوجب أن تفرض الشرطة غرامة عليها.

وتتصاعد حساسية هذا الجدل كون أن المرشحين يصوران نفسيهما على أنهما من حراس العلمانية الفرنسية ومبدأ فصل الدين عن الدولة.

ودخلت لوبان في سجال مع امرأة مسلمة تضع الحجاب خلال زيارة إلى بلدة بيرتوي في جنوب فرنسا.

وقالت المرشّحة إنه في “بعض المناطق” في فرنسا يتم “عزل” النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب وتتم “محاكمتهن”.

وردّت المرأة وهي تضحك وتشكك بصحة تصريحاتها قائلة “هذا ليس صحيحًا. هذا ليس صحيحًا”، مضيفة أن والدها حارب من أجل فرنسا في الجيش لمدة 15 عامًا. وأنهت لوبان الحديث وهي تلوح مبتسمة.

وذكر روبير مينار رئيس بلدية بيزيير وأحد داعمي لوبان في الجولة الثانية أن سياستها بشأن الحجاب “خطأ”، و”لا يمكن تطبيقها”.

المصدر : الفرنسية