محلل سياسي: هكذا برز صوت المسلمين في فرنسا وماكرون سيفوز بالرئاسة لهذه الأسباب (فيديو)

قال المحلل والباحث السياسي عمر المرابط نائب عمدة مدينة أتيس مونس سابقا إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيناريو توقعته كل استطلاعات الرأي، واعتبر أن المفاجأة هي قفزة زعيم اليسار الراديكالي جون لوك ميلنشون عن موقعه في الانتخابات السابقة بنسبة تزيد على 20%.

وتصدّر الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أمس الأحد، بحصوله على ما بين 27.6 و29.7% من الأصوات، وتأهّل إلى الجولة الثانية مع منافسته اليمينية مارين لوبن التي نالت ما بين 23.5 و24.7%.

أصوات المسلمين

وأوضح الباحث عبر برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن العرب والمسلمين قاموا بدور كبير في الحملة الانتخابية لميلنشون، وأنه أصبح للصوت العربي والإسلامي عامة دور مهم في فرنسا، وإن لم يوصل المرشح إلى حد الدور الثاني.

وأفاد بأن الكثير من المسلمين صوّتوا لماكرون، باعتباره وسطًا بين اليسار الراديكالي واليمين المتطرف، وخوفًا من أن يصل إلى الدور الثاني ميلنشون ومارين لوبان، وفي هذه الحالة ستفوز مارين بالرئاسة.

ومضى المحلل إلى أن فرنسا أصبحت مقسمة إلى 3 أجزاء؛ جزء عزّز فيه اليمين المتطرف مكانته وأصبح يمثل أكثر من ثلث الشعب الفرنسي (35%)، ويمثل هذا الجزء القاعدة الصلبة، في حين لا تزيد نسبة اليسار على 30%.

ومنح القسم الثالث من الفرنسيين أصواتهم لماكرون، الذي أوصى رؤساء الأحزاب بالتصويت، تفاديا لتحقق “سيناريو مزعج” بفوز مارين لوبان، وفق المرابط.

قلق اليمين المتطرف

ومضى المحلل إلى أن قرب لوبان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يزعج السياسيين الفرنسيين فقط، بل الأوربيين بشكل عام.

وخلص إلى أن فرنسا لم تكن يمينية بهذا الشكل منذ أزيد من 70 سنة، معتقدًا أن حصول اليمين المتطرف على الرئاسة أصبح قريبًا.

وأوضح المرابط للمسائية أن ماكرون عزّز جانبه الأيمن أكثر خلال فترة حكمه، كما لاحظ المتحدث انهيار الأحزاب التقليدية التي حكمت فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية؛ إذ لم تزد نسبة مرشحة الحزب الاشتراكي على 2%.

وكانت المفاجأة، وفق المرابط، أن تحصل مرشحة الحزب الجمهوري (الذي حكم فرنسا أكثر من 40 سنة) على 5%، وهي نسبة أقل من التي حصل عليها في 2017.

ويتوقع المحلل السياسي أن تحدث مفاجأة بفوز لوبان في الجولة الثانية، إذا لم تكن هناك تعبئة قوية، مفيدًا بأن لها حظوظًا في ذلك.

وعن الوعود التي قدمتها لوبان للفرنسيين، قال المرابط إنها غير واقعية، وإن أقصى ما يمكنها فعله هو التضييق على المسلمين بمزيد من القوانين المجحفة.

الخيار الأفضل

واستدرك المتحدث للمسائية، بأن ماكرون سيصل إلى السلطة لعدة أسباب، منها أنه يقود الاتحاد الأوربي، و”يتزعم فرنسا وكأنها في حرب”، كما أن الفرنسيين لن يختاروا لوبان.

وذهب المرابط إلى أن الحصيلة الاقتصادية لماكرون ليست سيئة، إذ انخفضت البطالة إلى مستوى لم تصل إليه منذ 10 سنوات، مع الأزمة التي تزامنت مع الجائحة.

ويرى أن ماكرون يتسم بالوسطية إذ يلعب على حبل اليمين المتطرف حتى يجذب أصواته، لكنه في الوقت نفسه يعطي إشارات للمسلمين والعرب من خلال بعض السياسات، منها أنه لم يتحدث في حملته عن المهاجرين ولا عن الإسلام.

وأوضح المحلل أن المشهد من خارج فرنسا قد يُظهر ماكرون معاديا للإسلام والمسلمين، إلا أنه “الأكثر اعتدالًا والخيار الأفضل للمسلمين في فرنسا، بين باقي المرشحين”.

ويعتقد ضيف المسائية، أن الرئيس ماكرون سيتحرر من عقدة البداية الثانية، وسيظهر على حقيقته هذه المرة، وأوضح أنه يتمتع بتصور إيجابي عن الإسلام والمسلمين، وأنه سيتحرر من عقدة اليمين المتطرف في العهدة الثانية.

ولا يظن المرابط أن ماكرون سيفوز هذه المرة بالنسبة نفسها التي حصل عليها في 2017، عندما حصل على 64% في الجولة الثانية، بل سيصوت نصف الفرنسيين له فقط، وسيصوت بعضهم للوبان، تصويتا عقابيا لماكرون.

المصدر : الجزيرة مباشر