أبرز مراحل تطوير البرامج النووية والصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية.. تعرف إليها

أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، اليوم الجمعة، هو الأحدث في سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تتوقع سيول وواشنطن أن تكون بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة.

فما أبرز مراحل تطوير البرامج النووية والباليستية في كوريا الشمالية؟

البدايات في السبعينيات

بعد الهدنة في شبه الجزيرة الكورية عام 1953، بدأت كوريا الشمالية العمل على تطوير سلاح ذرّي ردًا على نصب صواريخ أمريكية حولها في كوريا الجنوبية واليابان.

وفي ستينيات القرن الماضي، أنشأت مركزًا للطاقة الذرية في يونغبيون شمال العاصمة بيونغ يانغ.

في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، بدأت العمل على نموذج من صاروخ سكود-بي السوفياتي (مداه 300 كيلومتر)، واختبرته للمرة الأولى عام 1984.

وبين 1987 و1992 طوّرت كوريا الشمالية صواريخ متوسطة وبعيدة المدى بينها “تايبودونغ-1″ (2500 كيلومتر) و”تايبودونغ-2” (6700 كيلومتر).

في 1998، اختبرت كوريا الشمالية صاروخ “تايبودونغ-1” الذي حلق فوق جزء من اليابان قبل أن يسقط في البحر.

أول تجربة نووية

في عام 2005 انتقدت بيونغ يانغ السياسة الأمريكية “العدائية”، وأنهت مهلة استمرت 6 سنوات جمدت خلالها تجارب الصواريخ البعيدة المدى.

في عام 2006 أجرت بيونغ يانغ أول تجربة نووية تحت الأرض.

في مايو/أيار 2009، أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية تحت الأرض، وهي أقوى بأضعاف من التجربة الأولى، بعد انسحابها من مفاوضات بشأن برنامجها النووي مع الدول الخمس (كوريا الجنوبية، الصين، الولايات المتحدة، روسيا، واليابان) التي بدأت في العام 2003.

في 2011، خلّف الزعيم الشاب كيم جونغ أون والده، وشهد تطوير البرنامجين الصاروخي والنووي تسارعًا في عهده.

ففي 2013، أشرف كيم على تجربة نووية ثالثة أقوى من سابقتيها، كما أجرت كوريا الشمالية تجربة رابعة تحت الأرض في يناير/كانون الثاني 2016، وقالت إنها لقنبلة هيدروجينية.

في مطلع أغسطس/آب، أطلقت كوريا الشمالية للمرة الأولى صاروخًا باليستيًا فوق المنطقة الاقتصادية البحرية لليابان.

وفي التاسع من سبتمبر/أيلول، أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الخامسة، وأكد النظام أنه اختبر رأسًا نوويًا يمكن تثبيته على صاروخ بعيد المدى.

زعيم كوريا الشمالية أثناء إطلاق صاروخ باليسيتي (رويترز)

قوة نووية

في مايو 2017، أجريت كوريا الشمالية تجربة لصاروخ باليسيتي يراوح مداه بين المتوسط والبعيد وهو من نوع هواسونغ-12، وقد اجتاز 700 كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان، وبعد شهرين أعلنت نجاحها في الرابع من يوليو/تموز في اختبار صاروخ قادر على بلوغ ألاسكا.

وفي 28 من الشهر نفسه، أجرت تجربة ثانية لصاروخ عابر للقارات.

وفي الثالث من سبتمبر 2017، أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية السادسة التي اعتبرت الأقوى، وقدّرت مجموعات رصد قوة القنبلة بـ250 كيلوطن، أي ما يوازي 16 مرة حجم القنبلة الأمريكية (15 كيلوطن) التي دمّرت هيروشيما عام 1945.

في منتصف الشهر ذاته، وبعد أقل من أسبوع، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا متوسط المدى فوق اليابان.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أجرت كوريا الشمالية تجربة على صاروخ جديد عابر للقارات من طراز “هواسونغ-15” يمكنه أن يحمل “رأسًا ثقيل الوزن” قادر على ضرب البر الأمريكي، بحسب بيونغ يانغ.

في أكتوبر 2019 أعلنت كوريا الشمالية أنها اختبرت صاروخًا يمكن إطلاقه من غواصة في ما عدته “مرحلة جديدة” من برنامج تسلحها.

وفي 1 يناير 2020، أعلن كيم انتهاء مدة تجميد التجارب النووية، وتلك الخاصة بالصواريخ الباليستية.

وفي أكتوبر 2020، كشفت بيونغ يانغ في عرض عسكري عن صاروخ هواسونغ- 17، الذي قُدّم كونه أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات.

تطور تكنولوجي

شهد عام 2021 تطورات كبيرة، حين أكدت كوريا الشمالية في مارس/آذار، أنها اختبرت في بحر اليابان نوعًا جديدًا من “المقذوفات التكتيكية الموجهة”، لكن الولايات المتحدة اعتبرتها صواريخ باليستية قصيرة المدى.

في سبتمبر، أجرت بيونغ يانغ سلسلة من الاختبارات: إطلاق “صاروخ عابر للقارات بعيد المدى” جديد، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وإطلاق صاروخ تم تقديمه على أنه “هواسونغ-8” فرط صوتي، وأخيرًا إطلاق صاروخ مضاد للطائرات “تم تطويره مؤخرًا”، بحسب كوريا الشمالية.

في 19 أكتوبر 2021، أطلقت بيونغ يانغ صاروخًا باليستيًا من غواصة، وفق الجيش الكوري الجنوبي، ما عُدّ تقدّمًا تقنيًا كبيرًا.

صاروخ باليستي جديد عابر للقارات

بعد اختبار نحو 10 صواريخ تتضمن صواريخ فرط صوتية وصاروخ باليستي أرض-أرض متوسط المدى وطويل من طراز “هواسونغ-12″، أطلقت بيونغ يانغ في 24 مارس 2022، صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لطوكيو في بحر اليابان.

ويعد هذا الصاروخ الأقوى الذي تطلقه كوريا الشمالية منذ عام 2017، وأفادت أنه من طراز “هواسونغ-17″، لكن واشنطن وسيول قالتا إنه على الأرجح من طراز “هواسونغ-15” الأقدم.

وتيرة سريعة

في منتصف أبريل/نيسان 2022، أشرف كيم جونغ أون على تجربة إطلاق نظام تسلح جديد من شأنه زيادة فعالية أسلحته النووية التكتيكية، وتلا ذلك تجربة صواريخ باليستية عدة في مايو.

وفي 25 مايو 2022، غداة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى آسيا لإعادة تأكيد دعمه لسيول وطوكيو في مواجهة بيونغ يانغ، أطلقت كوريا الشمالية 3 صواريخ، بينها صاروخ باليستي عابر للقارات.

وفي 5 يونيو/حزيران، أطلقت بيونغ يانغ 8 صواريخ باليستية قصيرة المدى.

وفي مطلع سبتمبر الماضي، أقرت كوريا الشمالية قانونًا يخولها تنفيذ ضربة نووية وقائية، وأعلنت أن وضعها بصفتها دولة تملك السلاح النووي “أمر لا رجوع عنه”.

في 4 أكتوبر الماضي، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا ذا مدى بين المتوسط والبعيد وفق الجيش الكوري الجنوبي.

رقم قياسي

أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 20 صاروخًا، في 2 نوفمبر الجاري، سقط أحدها قرب المياه الكورية الجنوبية ووابل مدفعية نحو “منطقة عازلة” بحرية، فيما وصفته ردًا على مناورات جوية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وعبر صاروخ باليستي قصير المدى الحدود البحرية المحددة بحكم الأمر الواضع، فيما طلب من سكان جزيرة أولونغدو الاحتماء.

كما أطلقت كوريا الشمالية 3 صواريخ إضافية في اليوم التالي بينها صاروخ باليستي عابر للقارات تقول سيول إنه فشل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات