مصر: ما هي تداعيات هجوم “كمين تفاحة” في شمال سيناء؟

عناصر من الجيش المصري في سيناء

قال باحثون وناشطون مصريون إن استهداف كمين تفاحة العسكري جنوب مدينة بئر العبد في شمال سيناء، بدأت تظهر تداعياته بعد ساعات قليلة من الهجوم وربما ستستمر لفترة ليست بالقصيرة.

وحسب بيان للجيش المصري، أسفر الهجوم المسلح على الكمين عن مقتل ضابط وتسعة جنود، الجمعة الماضي، وتزامن ذلك مع احتفال لمؤيدي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقابل احتجاجات دعا إليها الفنان والمقاول محمد علي جوبهت بإجراءات أمنية مشددة.

هجوم “كمين تفاحة”
  • مصادر قبلية من سيناء أفادت للجزيرة مباشر أنه في الساعات الأولي من صباح الجمعة الماضي وأثناء انشغال الجميع بمتابعة المظاهرات في المحافظات المصرية ضد السيسي، تم قطع جميع الاتصالات والخطوط الأرضية في مدينتي العريش والشيخ زويد.
  • عصر الجمعة، بدأ ناشطون من مدينة بئر العبد في تداول معلومات تفيد بوقوع هجوم كبير على كمين تفاحة العسكري أسفر عن مقتل جميع أفراد الكمين بالإضافة إلى مقتل مدنيين اثنين أحدهما طفل.
  • لاحقًا، أعلن تنظيم ولاية سيناء في بيان بثه عبر وكالة أعماق الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة، عن مقتل 15 فردًا من قوة الكمين المستهدف.
  • في حدود الساعة التاسعة والنصف بتوقيت القاهرة أصدرت القيادة العامة للجيش المصري بيانًا قالت فيه إن ضابطًا و9 جنود، قتلوا وجرحوا في سيناء “أثناء الاشتباك وتنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن على الطرق ومداهمة البؤر الإرهابية” خلال الفترة الماضية، من دون ذكر تفاصيل أخري عن الهجوم، وأضافت أنه تم القضاء على 118 مسلحًا.
فشل أمني وغضب شعبي
  • اجتاحت موجة غضب واسعة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد الهجوم على كمين تفاحة، بسبب ما وصفه المغردون بالتباين الواضح في درجة استعداد الجنود في سيناء الذين هم على خط المواجهة ودرجة استعداد القوات الأمنية في الميادين العامة في المحافظات المصرية الأخرى تحسبًا لمظاهرات معارضة للسيسي.
  • كذلك أبدى آخرون غضبهم بسبب تجاهل وسائل الإعلام المصرية، نشر أي أخبار عن الهجوم، والتركيز على نقل وقائع الاحتفالات التي ينظمها مؤيدون للسيسي بمشاركة فنانين ومطربين عند النصب التذكاري في ضاحية مدينة نصر شمال شرق القاهرة.

  • الباحث السيناوي أحمد سالم تساءل عبر صفحته بفيسبوك، عن دور مطار “المليز” الذي كان مطارًا عسكريًا وتحول إلى مطار مدني في عهد السيسي، في حين أنه كان من المفترض أن يقوم بمساندة الكمين في دقائق معدودة، لكن هذا لم يحدث.
  • الباحث: الطيران وصل بعد ساعات من الهجوم على الكمين! هل كان تفكيك بعض الكمائن القريبة من بئر العبد الأيام الماضية وترحيل أعداد كبيرة من الجنود المشاركين في العملية الشاملة لمحافظات أخرى ربما لتأمين مظاهرات الجمعة الماضية سبب من أسباب “المجزرة”؟ 
  • محمد علي قال في أحد مقاطع الفيديو الأخيرة موجهًا كلامه إلى السيسي: لماذا لا تحارب مع الجنود في سيناء أو على الأقل ترسل نجلك محمود للقضاء على الإرهاب؟

قصف عشوائي وقتلى مدنيون
  • في وقت سابق، أفادت مصادر قبلية بمقتل المواطن سليمان أبو كريم واثنين من أبنائه (22 عاما و10 أعوام) وإصابة زوجته، وهم من أبناء قبيلة الترابين السيناوية، جراء استهداف سلاح الجو المصري لسيارة تقلهم في قرية جفجافة بوسط سيناء.
  • المصادر أكدت أنه يوجد تحليق مكثف للطائرات المروحية في مدينة بئر العبد إلى الآن، ولم يصدر أي تعليق رسمي من القوات المسلحة ولا من وزارة الصحة يشير إلى مقتل مدنيين في هجوم كمين تفاحة أو ما بعده.
تنظيم الدولة يكثف عملياته
  • الناشط السيناوي خالد السواركة قال إن الهجوم على كمين تفاحة هو استمرار لاستراتيجية تنظيم ولاية سيناء في الشهور الأخيرة وهي نقل العمليات المسلحة إلى غرب سيناء.
  • مدينة بئر العبد تقع على بعد 70 كيلومترًا غرب العريش وهي آخر مدن شمال سيناء من الناحية الغربية يليها مباشرة الحدود الإدارية لمحافظة الإسماعيلية وقناة السويس.
  • السوراكة: في الشهور الأخيرة قامت عناصر التنظيم بنصب كمائن في منطقة التلول وسبيكة غرب مدينة العريش علي الطريق الدولي (القنطرة _ العريش) أكثر من مرة.
  • السواركة: عناصر التنظيم قامت بخطف عدد من المواطنين وإعدام آخرين بحجة تعاملهم مع القوات الأمنية، ووزعت منشورات حذرت فيها سكان هذه المناطق من التعامل مع الأمن بأي شكل من الأشكال.
  • السواركة: هاجمت مجموعة ملثمة يعتقد انتماؤها للتنظيم، مكتب بريد قرية الروضة وقامت بالاستيلاء على مبلغ ٧٥ ألف جنيه تحت تهديد السلاح في شهر يوليو/تموز من العام الجاري.
مخاوف من موجات نزوح جديدة
  • “أبو عبدالرحمن” وهو أحد النازحين من مدينة رفح، قال إن مدينة بئر العبد والقرى التابعة لها بالتحديد، من ضمن المناطق التي لجأ إليها النازحون من مناطق شرق العريش والذين تم تهجيرهم بسبب العمليات العسكرية هناك.

أبرز ما قاله أبو عبدالرحمن:

  • بالرغم من عدم وجود هجمات تستهدف القوات الأمنية في هذه المناطق في الفترة الماضية، فإن النازحين الذين يسكنون هذه المناطق كانوا هدفًا للحملات اليومية.
  • تعرض عدد كبير من هؤلاء النازحين للاعتقال والاختفاء القسري.
  • نخشى من أن تكون الحملات أكثر شراسة وعشوائية بعد هذا الهجوم كما كان يحدث في مدينتي الشيخ زويد ورفح بعد كل هجوم.
  • عدد كبير من النازحين قرر الانتقال إلى خارج سيناء بعد تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة بئر العبد وقراها.
تصفيات وتهديد لناشطين
  • مركز الشهاب لحقوق الإنسان، قال إن وزارة الداخلية أعلنت أمس الأحد، مقتل 15 مواطنًا بحي الحوص في منطقة العبور بالعريش، وذلك في تبادل إطلاق نار بزعم وجود مخبأ للأسلحة والمتفجرات.
  • الشهاب: هذه التصفيات تعد الثانية لمواطنين بالعريش خلال أسبوع، حيث تمت تصفية 15 مواطنًا الأحد الماضي بمنطقة الريسة بالعريش أيضًا.
  • المركز وصف الأمر بأنه تصاعد خطير للقتل خارج إطار القانون، وبخاصة في الشهر الجاري، ما يؤدي إلى تفاقم الانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر وعلى رأسها الحق في الحياة.
  • المركز أدان عمليات القتل خارج نطاق القانون، وطالب وزارة الداخلية بالكشف عن أسماء القتلى، كما طالب النيابة العامة بالتحقيق في تلك الوقائع، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.

  • وزارة الداخلية كانت قد أعلنت في بيان لها أمس، الأحد، مصرع 15 شخصًا ممن وصفتهم بالعناصر “الإرهابية” جنوب شرق العريش، ليرتفع بذلك عدد من تم الاعلان عن مقتلهم في سيناء في بيانات رسمية أثناء اشتباكات خلال أسبوع واحد فقط إلى 148 شخصًا.

المصدر : الجزيرة مباشر