خمسة أسباب تجعل من رحيل السيسي سيناريو محتملا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

لا أحد يعرف على وجه التحديد ما الذي يحدث في مصر، سوى دائرةٍ صغيرة من رجال الدولة والأجهزة المصرية.

  • خروج الناس إلى الشوارع ورفعهم لشعارات التنديد بالرئيس عبدالفتاح السيسي في مختلف المدن والمحافظات المصرية، أمر غير مسبوق منذ سيطرة العسكر على المشهد السياسي المصري.

فيما يلي خمسة مؤشرات تجعل من رحيل السيسي سيناريو قريبا.

صراع الأجهزة في الدولة
  • يبدو أن للرئيس عبدالفتاح السيسي، خصومًا في داخل الدولة والأجهزة الأمنيّة، فالرجل منذ توليه، يحدث تغييراتٍ جذرية في بعض الأجهزة وينتزع صلاحياتٍ ممن يشك في ولائهم ليمنحها لأولئك الداخلين في دائرة ثقته.
  • جهاز المخابرات العامة كان جهازًا ذا صلاحيات وأهميّة محورية في النظام المصري، ولكنه الجهاز الأكثر تضررًا من إدارة الرئيس السيسي.
  • منذ نهاية عام 2013 أقال السيسي أكثر من 114 موظفًا وضابطُا في جهاز المخابرات العامة، ثم توّج هذه التصفية بتنصيب ذراعه الأيمن وحافظ أسراره ومدير مكتبه اللواء عباس كامل ليكون مديرًا للجهاز، بعد أن أطاح بمديره السابق، اللواء خالد فوزي.
  • ظهر أن لرجال المخابرات العامة تنسيقا مع بعض الأجهزة الأمنية الأخرى، اتضح هذا في إفساح المجال للحشد الشعبي والمظاهرات، وعدم اتخاذ حملات قمعيّة واسعة، كما كان معهودًا. وإطلاق سراح بعض المتظاهرين المعتقلين من قِبَل جهاز الشرطة.
الفقر والعامل الاقتصادي
  • وصلت مؤشرات الاقتصاد المصري لأسوأ حالاتها خلال السنوات التي حكم فيها السيسي مصر، إذ وصل الدين المحلي في ديسمبر/ كانون الأول 2018 إلى 4.1 تريليون جنيه مصري، كما وصل الدين الخارجي إلى 96 مليار دولار.
  • ارتفاع الديون أدى إلى تزايد أعباء الدين من أقساط وفوائد.
  • كل هذا أدى إلى تقلص الطبقة الوسطى المصرية وارتفاع رهيب في مؤشر انعدام المساواة الاقتصادية والفقر.
  • مؤخرا، أشار بيان للبنك الدولي إلى وصول معدلات الفقر بمصر إلى حوالي 60 في المئة من السكان، كما أشار إلى زيادة معاناة الطبقة المتوسطة التي تعتبر مصدر المدخرات، بشكل كبير.
استعداء الشعب على السيسي وعائلته
  • ساهم الخطاب، الذي وجهه رجل الأعمال محمد علي في رسائله للشعب المصري، في سقوط ورقة التوت عن فساد عائلة االسيسي.
  • محمد علي ركز انتقاداته في مقاطعه على عائلة السيسي، وكشف وجوه من حياة الترف والبذخ وبناء القصور والمتنزهات الخاصة بهم، في الوقت الذي يدعو فيه السيسي الشعب المصري للتقشف.
  • الخطاب المباشر كان نافذًا في كل القواعد الشعبية لملامسته هموم معاشهم اليومي، والعنت الذي يلقونه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأولويات العيش.
  • بهذا كان خطاب محمد علي حافزًا لفئات عريضة من الشعب في تحديد خصم واحدٍ وبناء عداوة موجّهة للسيسي وعائلته الذين يتنعمون على حساب شقائهم.
غياب الإسلاميين
  • ما يميز هذا الحراك ويصعّب على السيسي احتواءه، هو غياب الإخوان عن صدارة المشهد، تلك الصدارة التي كانت تشكل فزاعة، طالما استخدمها السيسي لاحتواء الشعب وإظهار أن هناك عدوا داخليا ينبغي الحذر منه وحشد الشعب ضده.
  • السيسي أصبح هو الخصم الوحيد الذي لا يعرف الشعب المصري الآن غريمًا سواه.
غياب الداعم الخارجي
  • تأتي موجة الاعتراضات والتظاهرات الشعبية ضد السيسي في توقيت حرج، انشغل فيه حلفاؤه المحليون بملفات أكثر حساسية.
  • فالسعودية تعاني من أزمة حربها مع اليمن، والاقتصاد النازف، الذي استهلكته ميزانية الحرب، وانخفاض الإنتاج النفطي نتيجة استهداف مصافي في بقيق وخريص.
  • كما أن الإمارات تعيش حالة توتر شديد يهدد كيانها، مع فرصة قيام حرب بين الولايات المتحدة وبين إيران.
  • غياب الداعم الخارجي، الذي كان عاملًا رئيسيًا في صعود السيسي في المقام الأول، يجعل من فرص رحيله قريبة جدًا.
المصدر : الجزيرة مباشر