سوخوي 35 إس.. الفارس المدرع (2)

المقاتلة الروسية سو-35 إس

تعد سوخوي على المدى القريب واحدة من أفضل المقاتلات الروسية، وقد نشرتها روسيا بسوريا منذ بدايات 2016، فماذا حققت؟ وماذا ينتظرها على المدى البعيد؟

“سو-35 إس” في سوريا
  • نشرت روسيا العديد من أسلحتها في سوريا منذ بداية انخراطها هناك بدعوة من النظام السوري أواخر عام 2015، وبدأت روسيا فعليا في توجيه ضربات جوية شديدة للمناطق السورية منذ سبتمبر/ أيلول من نفس العام.
  • من ضمن أسباب نشر روسيا للكثير من أسلحتها في سوريا، تجربة تلك الأسلحة، وكذلك توفير فرص تدريب عملية وخبرات للطواقم العسكرية، بما في ذلك طواقم مقاتلات سو-35 إس.
  • بدأت روسيا نشر مقاتلات سو-35 إس في سوريا منذ بداية عام 2016، بعد إسقاط تركيا لطائرة روسية من طراز سو-24 إم في نوفمبر عام 2015، بعدما قالت تركيا إن المقاتلة انتهكت مجالها الجوي.
  • تضم قاعدة حميميم الجوية بالساحل السوري ما يقرب من 30 طائرة عسكرية روسية، بما في ذلك مقاتلات من طراز سو-35 إس، وسو-24، وسو-34، ومروحيات من طراز Mi-8 وMi-35.
  • تعرضت ثلاث مقاتلات سو-35 إس لإصابات بالغة إثر قصف تعرضت له قاعدة حميميم في 31 ديسمبر 2017، ولم تعرف حجم الإصابات نظرا للتكتم الشديد من قبل الجهات الرسمية الروسية.
  • لحماية تلك الطائرات وتطوير أدائها، قامت روسيا ببناء حظائر طائرات جديدة بحميميم مجهزة بنظام مركزي للوقود ومواد التشحيم، ما ساهم كذلك في تقليص الجداول الزمنية اللازمة للتحضير للطلعات الجوية بشكل ملحوظ.
  • نجحت مقاتلات سو-35 إس في سوريا بشكل كبير في توفير غطاء جوي للضربات البرية الموجهة ضد قوات وأهداف المعارضة السورية المسلحة.
  • اقتصر دورها – بخاصة في بدايات 2016 – على الردع الجوي، نظرا لانعدام وجود تهديدات جوية مباشرة ضد القوات الروسية في سوريا.
  • مساهِمةً في الردع الجوي، اعترضت إحدى مقاتلات سو-35 إس مقاتلة إسرائيلية انتهكت المجال الجوي السوري في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي.
  • ساهم في تقليص مهام مقاتلات سو-35 إس منذ بدايات 2016 الخلاف الروسي التركي الذي لم يهدأ سوى في أواخر 2016.
  • لا تزال سو-35 إس مشاركة في سلاح الجو الروسي بسوريا، والذي يعد مكونًا عسكريًا حاسمًا في فرض مناطق خفض التصعيد في المناطق الشمالية الغربية من سوريا، وكذلك في عمليات القصف المستمر ضد ما تبقى من مناطق المعارضة المسلحة في الشمال السوري.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لقاعدة حميميم في سوريا
قيمة عسكرية مضافة
  • برزت القيمة العسكرية الأكبر لمقاتلات سو-35 إس في سوريا منذ بدايات عام 2019، خاصة فيما يتعلق بالتدريب العملي للطواقم والمهندسين الروس وتوفير الخبرة العملية لهم في إطار معارك حقيقية.
  • في إطار تلك القيمة العسكرية، عبّر طيار إحدى مقاتلات سو-35 إس في سوريا عن زيادة إدراك الطواقم الجوية بشكل كبير لقدرات المقاتلة بشكل عملي أثناء القتال، لاسيما من الناحية التكتيكية.
  • أضاف الطيار أنها “فرصة عظيمة لصقل مهارات طياري تلك المقاتلات”.
  • كما وفر نشر سو-35 إس بسوريا فرصة كبيرة للمهندسين الروس لاكتساب الخبرة العملية بعد مهام قتال حقيقية، حتى وإن كانت قليلة نسبيا.
مستقبل سو-35 إس
  • تعمل روسيا على تسويق مقاتلات سو-35 إس بشكل كبير للعديد من الدول، بما في ذلك تركيا ومصر والهند وغيرها.
  • اتجهت مصر في أواخر عام 2018 للتعاقد على شراء 20 مقاتلة سو-35 إس من روسيا وكذلك بعض العتاد العسكري في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 2 مليار دولار، على أن تبدأ التوريدات عام 2020 أو 2021.
  • على الرغم من الحديث المتكرر في مصر عن تلك الصفقة، إلا أن الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري- التقني، أكدت في 19 مارس/ آذار الماضي، أن روسيا ومصر لم توقعا في النصف الثاني من العام الماضي، عقودا لتوريد آليات طيران إلى مصر.
  • كما ذكرت بعض وسائل الإعلام التركية مؤخرا اتجاه تركيا للتعاقد على شراء 48 مقاتلة سو-35 إس (بعض الوسائل ذكرت أن العدد 36 فقط)، بقيمة تتراوح بين 50 إلى 70 مليون دولار للطائرة الواحدة، وهذا بخلاف التقارير التي تشير إلى قرب تعاقد تركيا على شراء عدد آخر من مقاتلات سو-57 الشبحية كذلك.
  • في الأساس، كانت روسيا تعتزم استخدام سو-35 إس كحل مؤقت بنشر مقاتلة ردع جوي وفرض سيادة جوية من أجل الحفاظ على التفوق الجوي الروسي خلال العقد الثاني من القرن الحالي إلى وقت دخول مقاتلات سو-57 الشبحية مراحل متقدمة من الإنتاج المتسلسل.
  • أثبتت سو-35 إس نجاحها الكبير بذاتها كمقاتلة متفوقة من ناحيتي تعدد المهام والأداء، لدرجة اعتبار بعض الخبراء أنها فاقت خلفها سو-57 الأغلى سعرا والأعلى تكلفة.
  • على المدى القريب؛ سيكون هناك فارق عملياتي ضئيل بين أحدث وحدات مقاتلة من سو-35 إس وأول منتجات تسلسلية من وحدات المقاتلة سو-57.
  • لا تزال سو-35 إس تحتل الصدارة فيما يتعلق بتصميمات الهندسة الجوية الروسية كأفضل مقاتلة جوية في الخدمة الفعلية وبإنتاج متسلسل منذ 2010، مانحةً روسيا تفوقا جويا كبيرا في الأوقات الراهنة.
  • لكن على المدى البعيد؛ تفكر القوات الجوية الروسية في أن تكون سو-57 هي المنصة الجوية الممثلة للتفوق الجوي الروسي على مدار العقود القادمة بما تمثله من قدرات يُخطط لها أن تفوق بشكل كبير مستقبليا قدرات سو-35 إس، بما في ذلك تكنولوجيا التخفي الشبحية والإلكترونيات على متن الطائرة.

سوخوي 35 إس.. الفارس المدرع (1)

المصدر : الجزيرة مباشر