موقع أمريكي: خمسة دروس مستفادة من مقتل أبو بكر البغدادي

الرئيس ترمب خلال متابعته لعملية قتل البغدادي

قال موقع فوكس. كوم الأمريكي إنه بالرغم من أن تفاصيل مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة ما تزال طي الكتمان، إلا أنه يمكن الخروج بدروس من خلال ما نعرفه عن تلك العملية وتبعاتها.

حلفاء في وجه المدفع
  • التقارير قالت إن حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد في سوريا، لعبوا دورا محوريا في توفير المعلومات الاستخباراتية عن العملية.
  • تقرير الموقع قال إن واشنطن تخلت عن الأكراد بسحبها المفاجئ لمعظم قواتها من سوريا، ليواجهوا هجوما شرسا من الجيش التركي.
  • التقرير أضاف أن الحلفاء العراقيين أدلوا بدلوهم هم أيضا في العملية.
  • هذا هو الأصل وليس الاستثناء. إذ إن معظم المعلومات الاستخبارية تتم من خلال الحلفاء، الذين يملكون بدورهم معلومات مباشرة فضلا عن قدرتهم على التصرف في المحيط المحلي.
  • فإذا كانت الولايات المتحدة ستحارب جماعات مثل تنظيم الدولة، فستحتاج إلى مجموعة من الحلفاء.
  • بعض الحلفاء هم من الأصدقاء التقليديين والدول القوية مثل أستراليا وفرنسا، لها قدراتها الخاصة في مكافحة الإرهاب وتعمل في مناطق مثل إندونيسيا أو غرب أفريقيا، حيث لم توجد الولايات المتحدة بشكل كبير تاريخيا.
  • البعض الآخر من الحلفاء يتمثل في القبائل والمليشيات المحلية، التي تكون قواتها في مواجهة مباشرة مع المسلحين في المناطق النائية من الصومال واليمن وغيرها من المناطق.
  • هؤلاء الحلفاء يخاطرون بأرواح مقاتليهم من أجل مكافحة الإرهاب، ويجب أن يكون الأمريكيون ممتنين لتضحياتهم.
  • في تصريحاته بشأن قتل البغدادي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الشكر إلى موسكو وأنقرة وبغداد والنظام السوري والأكراد.
  • التقرير قال إن تركيا أثبتت أنها حليفة ملائمة ضد تنظيم الدولة. ففي بداية الأمر سمحت للمسلحين بعبور أراضيها بحرية، وبمرور الوقت تحولت إلى مواقف أكثر عدوانية ضدهم.
  • الهجوم التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يهيمن عليها الأكراد والتي كانت لسنوات في خط المواجهة المباشرة ضد تنظيم الدولة، جاء ليؤكد أن قلق أنقرة من الأكراد يأتي قبل موقفها من محاربة المسلحين.
  • بعد الهجوم التركي، لم تعد قسد قادرة على توفير الوقت والموارد لمساعدة واشنطن في قتال تنظيم الدولة، وسينصب تركيزها الحالي على مواجهة التهديد التركي وحماية حكمها الذاتي من دمشق وموسكو، بعد أن لجأت إليهما لصد الهجوم التركي.
  • موسكو تتفق مع واشنطن في أن تنظيم الدولة عدو مشترك، لكن يجب على موسكو إثبات نواياها الحسنة باستخدام قدراتها الخاصة، ودفع دمشق لجعل قتال تنظيم الدولة في الأراضي التي انتزعتها من قبضة قسد أولوية.
أبو بكر البغدادي (الفرنسية)
آلة قتل عالمية
  • قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ آيلول، حاولت الولايات المتحدة الوصول إلى قادة تنظيمات مثل أسامة بن لادن.
  • بعد الهجمات، طورت واشنطن خليطا من القدرات الاستخبارية والعمليات الخاصة لتعقّب قادة “الإرهاب”.
  • الولايات المتحدة استخدمت طائرات بدون طيار والقوات الخاصة لقتل “إرهابيين” في باكستان وسوريا واليمن ودول أخرى.
  • مثل هذه العمليات لا تدمر التنظيمات، لكنها تقلل فعاليتها، بإرباك قادتها وإجبارهم على الاختباء بدلا من التخطيط لهجمات جديدة.
  • من المحتمل أن يؤدي مقتل البغدادي لتأثير مماثل، إذ إن حرمان التنظيم من الرأس المدبر يقوّض من نشاطاته. ومن غير الواضح ما إذا كان خليفته صاحب شخصية مؤهلة أم لا.
  • الرئيس ترمب قال إن واشنطن تتعقب بالفعل خليفة البغدادي، ومن ثم فإن فترة قيادته قد تكون قصيرة نظريا. فسيتعين عليه تقليل نشاطه، وإلا فإنه سيواجه مصير البغدادي.
  • يقول الموقع إنه بالرغم من ذلك، لا يعني مقتل البغدادي كسر شوكة التنظيم إلى الأبد، فقد تعافى من خسائر موجعة في الماضي.
ملاذات آمنة
  • يقول التقرير إن “الإرهابيين” يستفيدون من الملاذات الآمنة، إذ تستهدف الجماعات الدول الضعيفة أو تلك العالقة في الحروب الأهلية مثل أفغانستان وليبيا والصومال واليمن.
  • قبل هجمات 11 سبتمبر/ آيلول، كان لدى القاعدة جيش صغير في أفغانستان، وعجزت واشنطن وقتها عن وقف ذلك.
  • لكن ووفقا لملابسات الغارة على البغدادي، أصبحت مناطق الحرب هذه أقل اختراقا مما كانت عليه في الماضي.
  • يمكن للولايات المتحدة، وبالتنسيق مع الحلفاء، قصف مخابئ “الإرهابيين” أو مداهمتها لاعتقالهم أو قتلهم.
  • المخابرات الأمريكية، سواء بمفردها أو بالتعاون مع حلفاء واشنطن، تتمتع بقدرة فائقة على مراقبة تلك الملاذات.
  • استخدام الطائرات بدون طيار أتاح توسيع نطاق خيارات الضربات الأمريكية لمواقع الجماعات، كما أن قوات العمليات الخاصة أصبحت تتمتع بموارد أفضل.
  • على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، سيظل لديها بعض القدرة على التحرك هناك، إذ ستحتفظ بحوالي خمسة آلاف جندي في العراق، يمكنهم التحرك إلى الأراضي السورية إذا اقتضت الحاجة.
  • لذا فإن على أتباع البغدادي التزام الحذر الشديد.
ضربات قوية
  • في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ آيلول، خشي المسؤولون الأمريكيون من التعرض لهجمات مماثلة، تستخدم فيها الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
  • بالرغم من شن القاعدة هجمات دامية في مدريد 2004 ولندن 2005، وشن تنظيم الدولة هجوما في باريس عام 2015 وفي سريلانكا في وقت سابق هذا العام، إلا أن تلك الهجمات وعلى مدار 18 عاما كانت أقل بكثير مما كان متوقعا.
  • كما لم يتمكن تنظيم القاعدة من شن هجوم كبير على الغرب منذ أكثر من عقد.
  • انهيار تنظيم الدولة ومقتل البغدادي، سيحرم التنظيم من نقاط هامة للتجنيد، كما سيدفعه إلى اتخاذ وضع دفاعي يركز خلاله على الصراع من أجل البقاء أكثر من شن هجمات على الغرب.
  • كما أن الدول الأوربية أصبحت أكثر فاعلية في مكافحة الإرهاب.
  • بالرغم من أن الحروب الأهلية في سوريا واليمن مازالت مستعرة، إلا أن الهجمات “الإرهابية” انخفضت جدا في جميع أنحاء العالم تقريبا، ولا يعود ذلك فقط إلى تحسن أدوات مكافحة الإرهاب والدفاعات الغربية، لكن انهيار تنظيم الدولة وتضعضع تنظيم القاعدة جعلا رسائل المتطرفين أقل إقناعا.
  • بالنظر إلى مدى قوة الضربات التي وجهت إلى تنظيمات مثل القاعدة أو تنظيم الدولة، فإن ثبات تلك الجماعات يبعث على الدهشة.
المطاردة مستمرة
  • على الرغم من خسائرهما، ما يزال تنظيما القاعدة والدولة قائمين، كما أن التنظيمات التابعة لهما قوية.
  • في هذا الإطار حذر منسق مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة السفير ناثان ساليس من انتشار تنظيم القاعدة في أفريقيا قائلا “ما نراه اليوم هو تنظيم القاعدة الذي كان قويا يوما ما”.
  • التقرير يضيف أن أفكار تنظيمي الدولة والقاعدة تنتشر وتستميل أعدادا كبيرة من الناس بأكثر مما كان قبل هجمات سبتمبر/ آيلول.
  • كما أن بعض شركاء الولايات المتحدة فاسدون ووحشيون، ولن يتمكنوا من الحكم للفترة الضرورية لردع تلك الجماعات ومنع عودة تشكيلها.
  • في العراق وسوريا وغيرهما من المناطق التي تنشط فيها الجماعات “الجهادية”، يكون الرد بشكل عام على المستوى التكتيكي من خلال مطاردة القادة ومنع الجماعات من تكوين ملاذات آمنة أو التحول إلى قوة ضخمة. وبالرغم من أن قتل البغدادي يعد ضربة قوية، لكنها ليست نهاية المطاف.
  • التقرير يقول إنه سيكون من الجيد أن يتعلم الرئيس ترمب هذه الدروس. فتهديده المستمر للحلفاء الأوربيين وغيرهم، يعرض حلفاء واشنطن المهمين للخطر، ويحرم الولايات المتحدة من أهم قدراتها في مكافحة الإرهاب.
  • كما أن التخلي عن الشركاء الرئيسيين مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ينم على قصر نظر ويرسل رسالة مفادها أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها.
  • حتى خلال مؤتمره الصحفي الذي أعلن خلاله مقتل البغدادي، ومع إطرائه على ضباط الاستخبارات الذين أشرفوا على تنفيذ العملية، انتقد ترمب “القيادة الضعيفة” في مجتمع الاستخبارات الأمريكية و”الأشخاص غير الأذكياء للغاية الذين عليهم التعامل مع المعلومات الاستخبارية”، في إشارة إلى مسؤولي التحقيق معه في فضيحة المكالمة الأوكرانية.
  • يخلص التقرير إلى أن مثل هذه الأخطاء تقلل فرص البناء على النجاح الهام الذي تحقق في مكافحة الإرهاب.
المصدر : فوكس نيوز