مصر: غضب من تصريحات السيسي بشأن سيناء

الجيش المصري فجر المنازل في سيناء بعد تهجير أهلها

عبر ناشطون من سيناء عن غضبهم الشديد بسبب تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي أدلى بها أمس الأحد في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة احتفالات السادس من أكتوبر.

تصريحات السيسي جاءت ردا على سؤال أحد المشاركين في الندوة من سيناء وهو الدكتور صلاح سلام عن موعد انتهاء العملية العسكرية الشاملة في سيناء وعودة المهجرين إلى ديارهم.

أبرز تصريحات السيسي
  • السلطات المصرية لم تهجر أحدا في سيناء وما حدث هو هدم منازل ملاصقة للخط الحدودي مع قطاع غزة بسبب وجود آلاف الأنفاق في ذلك الوقت، وكان من المفترض إخلاء هذه المنطقة والتي بلغت مساحتها كيلومترا في كيلومتر .
  • إخلاء هذه المنطقة لم يتم من دون مقابل وتم تعويض جميع من تم إخلاؤهم منها، وهناك مليارات تم دفعها لأجل عملية الإخلاء، وهذا لم يحدث عام 1967 عندما تم نقل سكان مدن القناة إلى مدن الدلتا.
  • عملية الإخلاء كان لا بد منها لأنها أمن قومي لمئة مليون مصري ولن نسمح أن تكون هذه المنطقة شوكة في ظهر البلد وتستنزف قدراتها وشبابها.
  • نعترف أننا أخلينا الناس ولكن لم نضيعهم، والآن نبني مدنا كاملة مثل مدينة رفح الجديدة، وهناك العديد من القري البدوية الجديدة التي تم الانتهاء منها.
  • من يحركون الأمور في سيناء والقاهرة طرف واحد.
  • الأزمة في سيناء لكي تنتهي تماما تحتاج إلى مزيد من الجهد ومزيد من التعاون مع أهلنا في سيناء، ولكن على الأهالي مساعدتنا لأنهم يعرفون تلك العناصر التي تعيش معهم (في إشارة إلى عناصر مسلحي ولاية سيناء).
تهجير قسري وليس إخلاء
  • الناشط السيناوي محمد سلام قال لموقع الجزيرة مباشر إن التهجير في سيناء كان “تهجيرا قسريا” وليس إخلاء مثل مدن القناة بعد نكسة عام 1967.
  • سلام أضاف: “لا توجد وعود من قبل الدولة لسكان هذه المناطق وتحديدا سكان مدينة رفح بالعودة بعد الانتهاء من الحملة العسكرية، وهذا عكس ما حدث في مدن القناة الذين كانوا يعلمون أن عودتهم متوقفة على تحرير سيناء وهذا ما حدث”.
  • سلام: “المنطقة التي تم تهجير سكانها علي الشريط الحدودي لم تكن كيلومترا في كيلومتر كما قال السيسي ولكنها وصلت إلى حدود قرية أبو طويلة شرق مدينة الشيخ زويد، أي أن المنطقة العازلة واقعيا امتدت بعمق 10 كيلومترات داخل سيناء وأكثر من 15 كيلومترا طولا”.  
  • سلام: “التهجير الرسمي للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة باعتراف الحكومة المصرية وصل حتى قرية السادات غرب مدينة رفح أي بعمق 5 كيلومترات داخل سيناء، وذلك طبقا للقرار الصادر برقم 1957 لسنة 2014 والذي نص على أن المنطقة العازلة ستصل إلى هذه المناطق وهذا ما تم على مراحل”.
  • سلام: “عمليات التهجير لم تستهدف منازل المنطقة العازلة فقط، ولكنها شملت أيضا مناطق عدة في سيناء لا تشترك مع قطاع غزة في الحدود، فالمنطقة الواقعة بين شرق العريش حتى حدود قطاع غزة تم ترحيل سكانها بشكل شبه كامل باستثناء أحياء قليلة داخل مركز مدينة الشيخ زويد فقط، كما امتدت موجة التهجير إلى مناطق غرب العريش وبعض قرى مدينة بئر العبد”.
عنصرية وقلب للحقائق
  • الناشط السيناوي عيد المرزوقي وصف – لموقع الجزيرة مباشر – تصريح السيسي بأنه لن يسمح أن تكون هذه المنطقة “شوكة في ظهر البلد” بأنها لهجة “عنصرية” واضحة ضد أهالي سيناء وتحريض مباشر على سكانها.
  • المرزوقي: “المهجرون من مدن وقرى شمال سيناء يعيشون ظروفا قاسية في المدن والقرى التي تم تهجيرهم إليها في المحافظات الأخرى، وعدد الذين تلقوا تعويضات قليل جدا والمبالغ التي قدمت لهم غير كافية لمواجهة تحديات ما بعد التهجير”.
  • المرزوقي: “العديد من أهالي سيناء اشتركوا مع قوات الجيش في حربهم ضد الإرهاب. وتعرض عدد كبير منهم للقتل بطريقة بشعة على يد مسلحي تنظيم ولاية سيناء، ولكن السيسي لم يذكر ذلك في كلمته ولم تعترف الدولة بذلك على مدار سنوات الحملة العسكرية”.
  • المرزوقي: “الربط بين الأحداث في سيناء والاحتجاجات في القاهرة ربط سياسي من الدرجة الأولى وهذا ما يثير الشكوك حول رغبة النظام المصري في إنهاء مشكلة سيناء”.   
  • المرزوقي: “تأكيد السيسي على أن أهالي سيناء يعرفون المسلحين وأنهم يعيشون معهم هو استمرار لنفس الخطاب التحريضي الذي ينقله الإعلام المصري منذ 6 سنوات وهذه التصريحات خطيرة للغاية كونها تصدر الآن من أعلى منصب في الدولة”.  
     

    الجيش المصري يقول إنه يشن حملة واسعة لتعقب المسلحين في سيناء (رويترز-أرشيف)
خلفيات
  • منذ فبراير/ شباط 2018، أعلن الجيش المصري إطلاق عملية عسكرية موسعة في سيناء بالتعاون مع قوات الأمن التابعة للداخلية، ضد تنظيمات مسلحة أبرزها “ولاية سيناء”، التي بايعت تنظيم الدولة أواخر 2014.
  • منظمة هيومن رايتس ووتش كانت أصدرت تقريرا في سبتمبر/أيلول 2015 بعنوان “ابحثوا عن وطن أخر” أكدت فيه أن ما قام به الجيش المصري من هدم وإخلاء قسري لمنازل نحو 3200 عائلة في سيناء يعد “انتهاكا للقانون الدولي”.
المصدر : الجزيرة مباشر