الإعلام العبري يكشف تفاصيل جديدة عن عملية قتل جندي مصري لـ3 إسرائيليين

ركزت وسائل الإعلام والصحف العبرية اليوم على العملية التي وقعت أمس السبت على الحدود مع مصر، وأسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيلين وإصابة ضابط من جيش الاحتلال.

وشهدت الساعات الماضية تطورات سياسية واتصالات مكثفة بين الجانبين المصري والإسرائيلي، إذ يبدو أن تل أبيب لم تقتنع برواية الجيش المصري بشأن الواقعة، وذكرت أنها “عمل تخريبي من قِبل شرطي مصري”، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق مشترك مع مصر “شامل ومفصَّل” بشأن مقتل الجنود الثلاثة.

وكان بيان المتحدث العسكري للجيش المصري قد أفاد بمقتل جندي مصري أثناء “مطاردة مهربي مخدرات” على الحدود مع إسرائيل، وأوضح البيان أنه أثناء المطاردة اخترق الجندي حاجز التأمين الحدوي وتبادل إطلاق النار “مما أدي إلى مقتل 3 من عناصر قوة التأمين الإسرائيلية وإصابة آخرَين، بالإضافة إلى مقتل فرد التأمين المصري”.

تفاصيل جديدة

ونشرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية ما قالت إنها تفاصيل جديدة بشأن العملية التي وقعت أمس على معبر العوجة الحدودي مع مصر بصحراء النقب، ونقلت الهيئة عن القناة السابعة العبرية أن قوات الاحتلال عثرت بحوزة المُنفذ على سكين عسكرية استعان بها لقطع المرابط البلاستيكية للسياج عند المعبر الحدودي، إضافة الى 6 أمشاط من الرصاص.

ورأت القناة أن العثور على هذه المعدات بحوزة المصري “دليل على التخطيط الدقيق” للعملية، ولفتت إلى أن مُنفذ العملية ترجّل نحو 5 كيلومترات من موقعه داخل الأراضي المصرية حتى وصل إلى السياج الحدودي، وعلى ظهره حقيبة يحمل فيها الكثير من المعدات بالإضافة إلى نسخة من المصحف الشريف.

“ضعف الجيش الإسرائيلي”

صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت مقال رأي للكاتب عاموس حاريل، وصف فيه العملية بـ”الخطيرة والاستثنائية” من حيث ملابسات وقوعها ونتيجتها “الدموية”، كما أنها “كشفت ضعف الجيش الإسرائيلي وقدرته المحدودة”، حسب وصف الكاتب.

وأضاف الكاتب أن الحادث يتطلب تحقيقًا أمنيًّا معمقًا للوقوف على “أوجه القصور الدفاعي” التي سهّلت لفرد الأمن المصري التسلل عبر السياج الحدودي، وقتل ثلاثة من الجيش الإسرائيلي دون أي مقاومة، واكتشاف العملية بعد ساعات من وقوعها.

ويستطرد الكاتب أن الهدوء النسبي على الحدود المصرية خلال العقد الأخير الذي لم يشهد إطلاق رصاصة واحدة على جندي إسرائيلي، ربما كان السبب في “وضع تأمين الحدود في أسفل سلم أولويات الجيش”. واقترح حاريل مراجعة الاستراتيجية الدفاعية بأكملها، وإجراء تقييم لمعرفة ما إذا كان هناك “توازن بين عدد القوات ومواقعها ووسائل المراقبة بالنظر إلى طول الحدود الاستثنائي مع مصر”.

“ذئب منفرد يحرج إسرائيل”

بدورها، تساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن كيفية تسلل “ذئب منفرد” عبر الحدود وإحداث خسائر بمثل هذا الحجم.

وقالت الصحيفة إنه يجب أخذ العبرة للحيلولة دون تكرار وقوع مثل هذا الحادث. واستطردت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسلل فيها شخص “مُعادٍ” إلى إسرائيل -بالإشارة إلى تسلل أحد أعضاء حزب الله عبر الحدود اللبنانية في مارس/آذار الماضي- فإن هذه الواقعة تدلل على استطاعة فرد أمن مصري إحراج الجيش الإسرائيلي بمفرده رغم إمكانات الأخير التكنولوجية الفائقة.

وأضافت الصحيفة أن نظام الدفاع الإسرائيلي تعرّض لانهيار واضح وبسيط، وهو ما ينبغي التصدي له. وأردفت “من الضروري أن يحظى هذا الحادث بأقصى درجات الاهتمام على أعلى المستويات من نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت”.

“عواقب دبلوماسية”

أما صحيفة جيروزالم بوست، فقد تطرقت إلى الدروس المستفادة من الحادث الحدودي في مقال رأي لسيث فرانزمان، قال فيه إنه على الرغم من أن النقاشات والتحقيقات في العملية ستستمر وقتًا طويلًا، فإنه من الضروري في الوقت الراهن العمل على سد ثغرات القصور التي أفضت إلى الحادث مستقبلًا.

ويتحدث فرانزمان عن جانب آخر من العملية وهو الشق الدبلوماسي، ويقول “رواية الجيش المصري بأن المهاجم كان يطارد مهرّبي مخدرات تضع العلاقات المصرية الإسرائيلية على المحك”.

واستطرد “على الرغم من الألم والغضب الناجم عن مقتل الجنود الثلاثة، فإنه يجب الحفاظ على العلاقة بين مصر وإسرائيل، واستمرار التعاون الأمني مع القاهرة التي تُعَد أحد أهم حلفاء تل أبيب في المنطقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام إسرائيلية