قطر: موقفنا من التطبيع مع النظام السوري “لم يتغير”

جامعة الدول العربية قررت استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عامًا على تعليق أنشطة دمشق (رويترز)

قال ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، إن موقف دولة قطر من التطبيع مع النظام السوري لم يتغير.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الأنصاري قوله إن دولة قطر تسعى دائمًا لدعم ما يحقق الإجماع العربي، ولن تكون عائقًا في سبيل ذلك، لكن الموقف الرسمي لقطر من التطبيع مع النظام السوري قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق.

وأعرب الأنصاري عن تطلع قطر إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعًا للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجدد الأنصاري تأكيد دعم دولة قطر للجهود كافة الإقليمية والدولية الرامية لإيجاد حل شامل وعادل للأزمة السورية يحترم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وفي وقت سابق اليوم، قررت جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عامًا على تعليق أنشطة دمشق إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام قسّم سوريا، وأتى على اقتصادها وبنيتها التحتية.

وتنتهي بذلك عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية الثورة في 2011 على نظام بشار الأسد، الذي تتطلع حكومته اليوم إلى أموال إعادة الإعمار، رغم أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه.

وأعلن مجلس جامعة الدول العربية إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها” ابتداء من الأحد.

المصالح المشتركة

وفي أول رد على القرار، أكدت وزارة الخارجية السورية أهمية “التعاون العربي المشترك”، وشددت على أن المرحلة المقبلة “تتطلب نهجًا عربيًا فاعلًا وبنّاءً.. يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.

وقالت الخارجية في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن سوريا تابعت “التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حاليًا في المنطقة العربية، وفي هذا الإطار تلقت سوريا باهتمام قرار الجامعة، التي تعد سوريا عضوًا مؤسسًا فيها”.

وأكدت وزارة الخارجية السورية أن قرار الجامعة العربية بعودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية يصب في مصلحة الدول العربية كلها، وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها.

ويأتي القرار الذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل 10 أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 مايو/أيار الجاري.

قرار سيادي لكل دولة

وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال مؤتمر صحفي إثر الاجتماع إنه عندما تُوجه الرياض -كونها الدولة المضيفة- الدعوة لحضور القمة العربية، فإن الأسد “قد يشارك بالقمة إذا رغب بذلك”.

ولم تعلن دمشق ما إذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض، وكانت قمة سرت في ليبيا في 2010 آخر قمة حضرها.

وأوضح أبو الغيط أن “عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة، وليست نهاية مطاف”.

واعتبر أن مسار التسوية سيحتاج وقتًا، وأن القرار يُدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في عناصر المشكلة كلها.

وأوضح أبو الغيط أن القرار لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية إذ إن “هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة”.

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (غيتي – أرشيفية)

وقررت جامعة الدول العربية، وفق بيانها، تشكيل لجنة وزارية لمواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية” وانعكاساتها، ومن ضمنها أزمات اللجوء و”الإرهاب” وتهريب المخدرات الذي يُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول باتت سوقًا رئيسة لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيس في سوريا.

وجرى تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011، بعد أن أمر رئيس النظام السوري بشن حملة قمع وحشية على الثورة الشعبية التي خرجت للمطالبة بالديمقراطية، وتحولت إلى صراع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين.

ورغم استتباب الهدوء على أغلب جبهات القتال في سوريا، لا تزال أجزاء كبيرة من شمال البلاد خارج سيطرة الحكومة، ولم يتم بعد التوصل إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ 12 عامًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات