قمع المعتكفين وإخراجهم بالقوة.. تجدد اقتحامات الأقصى وتحذيرات من تصعيد خطير (فيديو)

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي قامت بتفريغ ساحات الحرم من المصلين والمعتكفين لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن أعدادا كبيرة من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى في ساعات الصباح الأولى. وشهد المسجد الأقصى حالة من التوتر فجرا، خاصة بعد إجبار شرطة الاحتلال المعتكفين داخله على الخروج منه.

واقتحمت قوات من شرطة الاحتلال المسجد القبلي، وأخلت المعتكفين فيه، ومنعت من يغادره من العودة إليه.

ووثّقت إحدى المعتكفات في المسجد الأقصى قمع الشرطة لهن بالفيديو، وأفادت بأن قوات الاحتلال استخدمت الضرب ضدهن، واعتقلت معظم الشباب.

وأظهر المقطع إفزاع قوات الشرطة للمعتكفين داخل المسجد أثناء جلسات الذكر والدعاء، وإرعاب النساء والأطفال في المصلى.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن قوات الاحتلال اعتقلت حسنين رمانة من ضاحية السلام في عناتا، وعلي ومراد صندوقة، عقب الاعتداء على المصلين الموجودين هناك وإبعادهم عن  المكان.

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في القدس القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى، واحتجزت بطاقات هويات الشبان الذين يدخلون لأداء الصلاة لإجبارهم على الخروج من المسجد في أعقاب الصلاة.

واعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من المعتكفين داخل المصلى، مساء السبت، وأجبرت جميع المعتكفين على الخروج من باب السلسلة، وحاولت الاستيلاء على هواتفهم الخلوية.

حملة مسعورة

وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إن “الاحتلال الإسرائيلي بدأ حملته المسعورة على المسجد الأقصى المبارك، ويحارب عبادة الله فيه، ويفرغه من المصلين المعتكفين”.

وأفاد بأن قوات خاصة من شرطة الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى المبارك لإخراج المصلين المعتكفين فيه، ومنعهم من أداء الشعائر الدينية في شهر رمضان المبارك.

وادعى الناطق باسم شرطة الاحتلال في القدس أن المعتكفين “خالفوا التعليمات” ورفضوا مغادرة المسجد الأقصى، مما اضطر الشرطة إلى التدخل لإخراجهم “بهدف منع الفوضى وزيارات السياح والإسرائيليين التي تجري هناك، وفقًا لمواعيد الزيارة وقواعدها”.

تصعيد خطير

وردّ عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على انتهاكات الاحتلال ضد المعتكفين، قائلا “الاحتلال الصهيوني ينتهك قدسية شهر رمضان المبارك وحرمة المسجد الأقصى، ويصادر حق حرية العبادة، وذلك في إطار حربه الدينية المعلنة على شعبنا ومقدساتنا”.

وتابع في بيان “اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى ومحاولات إخراج المعتكفين منه، تصعيد خطير يتحمل الاحتلال وحكومته الفاشية عواقبه”.

ووجّه القانوع تحية للمرابطين والمرابطات الذين يتصدون لاقتحامات الاحتلال ويدافعون عن حرمة المسجد الأقصى وهويته، مشددا على أنهم “سيُفشلون مخططات الاحتلال”.

ودعا الناطق باسم حماس أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل المحتل “لشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط في ساحاته والتصدي لجريمة اقتحامه”.

جريمة حقيقية

من ناحيتها، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عدوانها المتواصل على المسجد الأقصى والمعتكفين والمصلين فيه، واعتبرته تصعيدا خطيرا في الأوضاع على ساحة الصراع.

وأدانت الخارجية عمليات الاقتحام الاستفزازية المستمرة للمسجد الاقصى وباحاته من قبل غلاة المستوطنين المتطرفين، والدعوات التحريضية المتواصلة لتكثيف حشد المقتحمين، تحت ذريعة “التحذير من تصاعد العنف” خلال شهر رمضان.

كما أدانت إقدام شرطة الاحتلال على طرد المصلين والمعتكفين، وإخراجهم بالقوة والاعتداء عليهم، واعتبرتها جريمة حقيقية ومساسا بقدسية المسجد الأقصى وباحاته وحرمة الشهر المبارك.

وطالبت الخارجية بموقف دولي عملي وفاعل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بالاتفاقات المُوقعة، وإيقاف استهداف القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى قبل فوات الأوان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية