وسط تحديات كبرى.. الجزيرة مباشر ترصد عمليات نزع الألغام في إقليم كاراباخ (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر عمليات نزع الألغام تمهيدًا لعودة السكان إلى مناطق استعادتها أذربيجان من أرمينيا في إقليم كاراباخ.

وقال طوران محمد زاده المسؤول عن فريق الكشف عن الألغام في قرية قوراديس في بلدية فيزولي في ناغورنو كاراباخ، إن الألغام تعد أكبر عائق لعودة المواطنين إلى قُراهم المحرّرة.

ألغام مضادة للأفراد والدبابات

وعن حجم المشكلة، قال زاده “الألغام تمثل تهديدًا للمدنيين في هذه المناطق التي ظلت تحت الاحتلال 27 عامًا حيث تم تلغيم القرية بألغام مضادة للأفراد والدبابات، وما زال هناك الكثير من الألغام التي لم تنفجر والتي قد تسبب أضرارًا كبيرة للأفراد والماشية، فالألغام لا يمكنها التعرف على ضحاياها”.

وأضاف “هذه الألغام المضادة للأفراد يحوي كل منها 5 كيلوغرامات من المتفجرات، وإذا كان اللغم مضادًّا للدبابات فإنه يحوي كمية أكبر، وهي تُفعّل وتنفجر بوزن أقل من 50 كيلوغرامًا”.

وبشأن طريقة البحث عن الألغام، قال زاده “يتم البحث عن الألغام بطريقة يدوية حيث يتم التقاط الإشارة عن طريق جهاز خاص ثم يتم الكشف عنها يدويًّا بدقة وخفة”.

وفيما يتعلق بعدد ضحايا الألغام في المناطق المحررة في الإقليم، قال “نحو 300 ضحية تسببت فيها الألغام المضادة للأفراد أو الدبابات التي انفجرت عند مرور أفراد أو سيارات كانت تقل بعض العائلات، وهذا يؤثر في الأنشطة اليومية للمواطنين”.

وأشار زاده إلى أن سبب عدم عودة السكان إلى قراهم بعد تحريرها هو أن المدنيين لا يمكنهم العودة بسبب تهديد الألغام وهي خطر محدق بأي نشاط مدني، وقال “هناك مناطق كبيرة لم تعد الحياة إليها بسبب أن عمليات نزع الألغام ما زالت مستمرة، وإذا أردنا إعادة البناء فلابد من تطهير المنطقة من الألغام”.

ألغام أرضية
ألغام أرضية (غيتي)

تحديات

وعن التحديات التي تواجه فرق نزع الألغام، قال زاده “نزع الألغام يستهلك الكثير من الوقت ولا يمكن إعطاء جدول زمني للانتهاء من العملية، وعندما توجد إشارات من معادن أخرى موجودة بالمنطقة فإن هذا يزيد من صعوبة العملية”.

وأضاف “من التحديات أن مناطق زرع الألغام غير معروفة مما يعني أننا سنبحث شبرًا بعد شبر، وهذا سيتطلب مدة طويلة رغم أننا نستخدم الكلاب المدربة وآليات عصرية وطائرات مسيّرة للكشف عن الألغام”.

وقال زاده “قرية قوراديس في بلدية فيزولي من أكبر القرى، وكان يسكنها نحو 5 آلاف عائلة قبل احتلالها عام 1993 ثم تحريرها عام 2020، وكانت القرية غنية زراعيًّا وكان السكان يعيشون على النشاط الزراعي والرعي وتربية المواشي، ولم يتم أي بناء فيها خلال فترة الاحتلال التي كانت تهدف إلى عرقلة الحياة وإبعاد السكان عن قراهم”.

وتحدث المسؤول عن الأضرار التي أصابت منظومة الريّ والبنية الاقتصادية خلال فترة استيلاء أرمينيا على الإقليم، وقال “هناك ضرر بيئي كبير وتم تجفيف قنوات المياه وتضررت الغابات، ويعد الضرر البيئي من أكبر الأضرار، كما تم استهداف كل المصادر الاقتصادية والبنية التحتية”.

وأكد زاده أن عدد الألغام التي زرعها الأرمن في الإقليم يبلغ نحو مليون لغم أو أكثر، هذا فضلًا عن أخطار القذائف التي لم تنفجر وتمثل تهديدًا كبيرًا بنفس درجة الألغام مثل القنابل العنقودية وغيرها من القذائف التي لم ينفجر بعضها وهي تهديد كبير للمدنيين.

ويبلغ طول الحدود بين أذربيجان وأرمينيا نحو ألف كيلومتر، وقتل أكثر من 30 ألف شخص من البلدين في الحرب التي دارت بينهما في التسعينيات من القرن الماضي حول المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر