مظاهرات في حلب وإدلب ضد نظام الأسد تزامنا مع الذكرى الـ12 للثورة السورية (فيديو)

تظاهر بضعة آلاف من السوريين، اليوم الأربعاء، في مدينتي إدلب وحلب شمال غربي البلاد، في الذكرى الثانية عشرة على انطلاق الثورة السورية التي طالبت بإسقاط النظام، مؤكدين رفضهم أي “تطبيع” مع دمشق.

وتدخل الثورة عامها الثالث عشر، مثقلة بحصيلة قتلى تجاوزت نصف المليون وعشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، بينما يُجري رئيس النظام بشار الأسد محادثات رسمية في موسكو، مستفيدًا من تضامن واسع أعقب زلزالًا مدمرًا ضرب البلاد وتركيا المجاورة الشهر الماضي.

“الشعب يريد إسقاط النظام”

وفي إدلب، إحدى المدن الرئيسية التي لا تزال خارجة عن سيطرة قوات النظام، توافد مئات السوريين تباعًا إلى ساحة رئيسية، حاملين رايات المعارضة السورية. ورُفعت على واجهة مبنى مشرف على ساحة التظاهر لافتتان، جاء في الأولى بالعربية “الشعب يريد إسقاط النظام” بينما كُتب على الثانية بالإنجليزية “الحرية والكرامة لجميع السوريين”.

وقال متظاهر قدّم نفسه باسم أبو شهيد (27 عامًا) لوكالة الصحافة الفرنسية “جئنا نحيي ذكرى الثورة، هذه الذكرى العظيمة على قلب كل سوري حر”، مضيفًا “نفتخر بهذا اليوم الذي تمكنا فيه من أن نكسر حاجز الخوف ونخرج في وجه النظام المجرم”.

“لا للتطبيع” مع دمشق

وعلى هامش مشاركتها في المظاهرة، أكدت النازحة من دمشق سلمى سيف (38 عامًا) للوكالة الفرنسية “لو طبّعت دول العالم كلها مع النظام، نحن مستمرون والثورة مستمرة”.

وقال علي حاج سليمان (24 عامًا) المُقعَد جراء إصابة بقصف جوي للنظام قبل سنوات “أنا ضد التسوية مع نظام مجرم”، متسائلًا “كيف أساوم من كان السبب في جلوسي على كرسي؟ لا أساومه ولا أساوم كل من يطبّع معه”.

وبدءًا من منتصف مارس/آذار عام 2011، خرج عشرات الآلاف من السوريين في مظاهرات مستوحاة من ثورات الربيع العربي مطالبين بإسقاط نظام الأسد، لكنها سرعان ما تحولت إلى صراع دامٍ تنوعت أطرافه والجهات الداعمة له، وباتت سوريا ساحة لقوات روسية وأمريكية وتركية ومقاتلين إيرانيين.

على وقع الزلزال

ويأتي إحياء ذكرى الانتفاضة هذا العام بعد أكثر من شهر على زلزال مدمر ضرب سوريا وتسبّب في مقتل نحو 6 آلاف شخص في أنحاء البلاد، معمقًا من معاناة السكان، بعد سنوات الحرب التي تسبّبت في دمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.

وتلقى الأسد إثر الزلزال سيلًا من الاتصالات المتضامنة من قادة وملوك ورؤساء عرب، واستقبل موفدين أممين، وهبطت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات. ويرى محللون أن الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه “فرصة” لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، وهو هدف تعمل داعمته موسكو على تحقيقه منذ سنوات.

الأسد في موسكو

وغداة وصوله إلى موسكو، يلتقي الأسد الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على أن تتضمن المحادثات “آفاق تسوية منسقة للوضع في سوريا” وفق الكرملين.

ومارست روسيا بتدخلها العسكري المباشر منذ عام 2015 الدور الأبرز في ترجيح الكفة لصالح قوات النظام، بعدما خسرت مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية