تقرير: الحرب الأوكرانية تُضاعف واردات الأسلحة إلى أوربا عام 2022

الأوكرانيون متفائلون برغم تواصل الحرب الروسية لليوم الثامن عشر على التوالي
الحرب الروسية الأوكرانية تضاعف واردات أوربا من الأسلحة (غيتي)

كشف تقرير حديث لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، عن تضاعف واردات الأسلحة إلى أوربا عام 2022، مدفوعة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا التي دخلت عامها الثاني قبل نحو أسبوعين.

وأصبحت أوكرانيا، وفقًا للتقرير الذي نشره المعهد، اليوم الاثنين، ثالت أكبر مستورد للأسلحة في العالم العام الماضي في ظل مساعدات غربية كبيرة تتدفق إليها لدعمها في الحرب، وذلك بعدما كانت كييف لا تسجل واردات عسكرية تذكر.

وارتفعت واردات أوربا من الأسلحة في عام واحد بنحو 93%، وكان من أسباب هذا الارتفاع أيضًا تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوربية عدة مثل بولندا والنرويج، ومن المتوقع أن يتسارع أكثر استنادا إلى هذه الدراسة.

واستأثرت أوكرانيا وحدها بـ31% من واردات الأسلحة في أوربا و8% من الصفقات في العالم، ولفت المعهد إلى أن واردات كييف بما فيها الإمدادات التي قدمها لها الغرب ازدادت بأكثر من ستين ضعفا في 2022.

وقال بيتر ويزمان، المشارك منذ أكثر من ثلاثة عقود في إعداد التقرير السنوي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن “الحرب تسببت في زيادة كبيرة في طلب الأسلحة في أوربا وهو ما سيكون له تأثير أكبر وسيؤدي على الأرجح إلى زيادة واردات الأسلحة من جانب دول أوربية”.

زيادة الإنتاج محليًّا

وكانت القفزة في الواردات الأوربية متوقعة بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، لكنها تُسرّع بشكل هائل الاتجاه التصاعدي الذي تشهده القارة العجوز نتيجة إعادة التسلّح التي بدأت منذ سنوات عدّة بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.

ويؤكد ويزمان أن “الدول الأوربية طلبت أو تخطط لطلب جميع أنواع الأسلحة، الغواصات والطائرات المقاتلة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للدبابات والبنادق والرادارات”.

ويعمل الاتحاد الأوربي حاليًّا على خطة لإمداد أوكرانيا بملايين القذائف، كما يعمل على زيادة إنتاجه محليًّا في أوربا.

وأعلن المفوض الأوربي للصناعة تييري بروتون، اليوم الاثنين، أن المشروع يشمل “15 مصنعا في 11 دولة”.

وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية من 2018 إلى 2022، وهي الفترة التي تناولها المعهد لتحديد الاتجاهات الرئيسية، زادت الواردات الأوربية بنسبة 47% مقارنة بالسنوات الـ5 السابقة لها، في حين تراجعت التجارة العالمية في القطاع بنسبة 5%.

الشرق الأوسط يتصدر

وفي تغيير آخر ملحوظ، أصبح الشرق الأوسط أول منطقة استيراد في عام 2022 بنسبة 32% من الإجمالي، وفق “سيبري”.

وتقدم الشرق الأوسط على آسيا وأوقيانوسيا التي احتلت الصدارة سنوات، واحتلت أوربا المركز الثالث بنسبة 27% ارتفاعًا من أقل من 11% قبل عقد.

وصارت الصين، الزبون التاريخي لروسيا، تنتج أسلحتها بشكل متزايد محليًّا، وهو ما يقلل الصادرات إلى آسيا، وفق المعهد.

وإلى جانب قطر فإن بين المستوردين الرئيسيين الهند (9%) وأوكرانيا (8%) والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (7% لكل منهما) وباكستان (5%).

وعلى صعيد التصدير، لا تزال الولايات المتحدة في المقدمة (40%) تليها روسيا (16%) وفرنسا (11%) والصين (5%) وألمانيا (4%).

المصدر : الفرنسية