في الذكرى الأولى لاندلاع الحرب.. روسيا تؤكد المضي حتى حدود بولندا.. وأوكرانيا تأمل في تحقيق النصر (فيديو)

أكّدت أوكرانيا، اليوم الجمعة، بعد عام على بدء الحرب الروسية عليها، أنها “ستفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة” بينما تسلّمت الدبابات الغربية الأولى.

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس الروسي السابق دميتيري ميدفيديف أن بلاده “ستنتصر” في أوكرانيا مؤكدًا استعداد موسكو للمضي حتى حدود بولندا.

وأوضح مدفيديف أن “اتفاقية ما بعد نصر روسيا بالحرب ربما لن تتضمن شروطًا محددة على الحدود، إلا أنها تبشر بشهور مرهقة، وسنوات من المواجهة”.

ولبولندا حدود شرقية طويلة مع أوكرانيا وبيلاروسيا (حليفة موسكو) وأي اعتداء على حدود بولندا سيجعل روسيا للمرة الأولى في صراع مباشر مع حلف شمال الأطلسي.

وفي ختام كلمة إلى الأمة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “سنفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”، وأضاف “نحن أقوياء. نحن مستعدون لكل شيء. سننتصر على الجميع. لأننا أوكرانيا”.

وتابع “أوكرانيا فاجأت العالم. أوكرانيا ألهمت العالم. أوكرانيا وحدت العالم”.

وأكد خلال الكلمة التي استغرقت ربع ساعة “لن نغفر أبدًا. لن نستكين طالما لم يعاقَب القتلة الروس… من قبل المحكمة الدولية أو بالعدالة الإلهية أو بأيدي جنودنا”.

الذكرى الأولى

ودخلت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية في الساعات الأولى من صباح 24 فبراير/شباط 2022، لتبدأ أسوأ صراع تشهده أوربا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد عام من الحرب، تحولت مدن أوكرانية إلى أنقاض، فيما صار جزء من البلاد تحت الاحتلال الروسي، وسقط أكثر من 150 ألف قتيل أو جريح من الجانبين، وفقًا لتقديرات غربية.

لكن الجيش الأوكراني أجبر القوات الروسية على التخلي عن غزو كييف في الربيع، ثم في الصيف والخريف دفعها إلى الشمال الشرقي والجنوب، ومنذ ذلك الحين ساد استقرار على خط المواجهة، لكنّ الجانبين يستعدان لهجمات جديدة.

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، تطالب روسيا بأربع مناطق أخرى في شرق أوكرانيا وجنوبها.

فلاديمير بوتين أكد أن “الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب” روسيا التي تخوض حربًا في أوكرانيا

وصول الدبابات

وفي نيويورك، وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي “دقيقة صمت” بمن فيهم ممثل روسيا، تكريمًا لجميع ضحايا الحرب.

وبادر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في نهاية كلمته إلى الوقوف طالبًا التزام دقيقة صمت “في ذكرى ضحايا العدوان” الروسي قبل أن يقف السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا بدوره من أجل “جميع ضحايا ما حصل في أوكرانيا منذ 2014”.

وأعلن رئيس الحكومة البولندية ماتيوش مورافيتسكي الذي يزور كييف، عن وصول أول 4 دبابات قتالية من طراز “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا، مضيفًا أن دبابات أخرى ستصل “في غضون أيام قليلة”.

وأشار إلى أن بولندا “مستعدة” لتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات “إف 16” الأمريكية، التي تطلب أوكرانيا الحصول عليها من دون جدوى منذ أشهر.

ومن المقرّر أن يسلّم حلفاء غربيون آخرون عشرات الدبابات في الأسابيع المقبلة.

أوكرانيا تسلمت بالفعل أولى دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع من بولندا (رويترز)

هجوم مضاد

بدوره، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بلاده تحضّر هجومًا مضادًا، وكتب ريزنيكوف على فيسبوك “سنشن ضربات أقوى وأبعد، في الجو، وعلى الأرض، وفي البحر، وفي الفضاء الافتراضي. سيكون هناك هجوم مضاد. نعمل بجهد للتحضير له”.

وأشار إلى أنّ الغرب يعدّ أوكرانيا بمثابة “درع” ضدّ روسيا.

يأتي ذلك فيما يضاعف الأمريكيون والأوربيون شحنات الأسلحة، كما بدأوا بإرسال الدبابات والذخيرة البعيدة المدى لمساعدة كييف في التغلّب على النقص العددي بأسلحة أكثر دقة من تلك التي لدى الروس.

وفي السياق، أعلنت الحكومة السويدية، الجمعة، أنّ ستوكهولم ستُسلّم كييف حوالي 10 دبابات ليوبارد.

وقالت واشنطن إنها ستقدم مزيدًا من الأسلحة بقيمة ملياري دولار لكييف في ظل استعدادها لشن هجوم في الربيع، لكن الدعم لا يشمل طائرات (F-16) المقاتلة التي طلبتها أوكرانيا.

“جحيم حقيقي”

وأمس الخميس، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار حظي بغالبية واسعة بانسحاب “فوري” للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام “عادل ودائم”.

لكن من إجمالي 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة مقابل اعتراض 7 دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

بدروه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، أمام مجلس الأمن الدولي عن أسفه للمعاناة التي شهدها الأوكرانيون طوال عام، وشملت القتل والدمار والعنف الجنسي والتهجير والاختفاء القسري، ولخصها في بضع كلمات: “حياتهم جحيم حقيقي”.

أوضح أن نحو 17.6 مليون شخص، أي نحو 40% من السكان “بحاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية”، مشيرًا إلى أن 40% أيضًا من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

وأضاف غوتيريش “تسببت الحرب في أزمة هجرة في أوربا غير مسبوقة منذ عقود”، مع وجود أكثر من 8 ملايين لاجئ في أنحاء أوربا، ونزوح أكثر من 5 ملايين داخل البلاد.

وتابع “أكثر من نصف الأطفال الأوكرانيين أجبروا على ترك منازلهم”، مشددًا على مخاطر “العنف والإيذاء والاستغلال” على بعض هؤلاء الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات