بعد إعلان بوتين انسحابه منها.. ما هي “نيو ستارت” آخر معاهدة روسية أمريكية للحد من السلاح النووي؟
في خطاب إلى الأمة يُذكّر بزمن الحرب الباردة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن روسيا علّقت مشاركتها في المعاهدة الروسية الأمريكية (نيو ستارت) بشأن الحد من السلاح النووي، مما يفاقم القطيعة مع الغرب الذي تتهمه موسكو بتصعيد الحرب في أوكرانيا، كما تعهد بوتين بمواصلة هجومه العسكري بطريقة “منهجية” على كييف.
ورأى بوتين أن الغرب يريد “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ومن ثم الإشراف على منشآتها النووية، أي القضاء علينا مرة واحدة وإلى الأبد”.
فما هي معاهدة نيو ستارت؟
- آخر اتفاق ثنائي في هذا المجال بين الخصمين السابقين في زمن الحرب البادرة.
- وُقعت عام 2010 في العاصمة التشيكية براغ بين الرئيس الأمريكي في حينه باراك أوباما والرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف.
- شكّلت أحد المكونات الرئيسية لسياسة “إعادة التفعيل” التي كانت محاولة من الإدارة الأمريكية لتنشيط العلاقات مع الكرملين.
خفض الترسانات
- تحدّ المعاهدة كلّا من الترسانتين النوويتين للقوتين إلى 1550 رأسا حربيا على الأكثر يُسمح بنشرها لكل منهما، أي أقل بـ30% من الحد الأقصى الذي حُدّد عام 2002.
- تحدّ المعاهدة من عدد منصات الإطلاق والقاذفات الثقيلة إلى 800، وهو عدد ما زال يكفي لإلحاق دمار شامل بالأرض مرات عدة.
- تضمّ المعاهدة أيضا بنودا متعلقة بتفتيش مشترك للمواقع العسكرية الذي يُعَد إحدى ركائز سياسة نزع السلاح القائمة على عبارة “ثقوا لكن تحققوا” التي روّج لها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان.
- تُعَد آلية تجديد الاتفاقية بسيطة، وتتطلب فقط إعطاء واشنطن وموسكو موافقتهما عبر مذكرة دبلوماسية.
🔴روسيا تعلق مشاركتها في اتفاقية "نيو ستارت" الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية.. pic.twitter.com/y6fpr7iITd
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 21, 2023
تمديد
- المفاوضات المتعلقة بتجديد المعاهدة تعثرت طوال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي أراد ضمّ الصين وهي قوة نووية بارزة أخرى، لتشملها القيود النووية.
- في يناير/كانون الثاني 2021، توصلت موسكو وإدارة جو بايدن إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة لتمديد المعاهدة مدة 5 سنوات حتى 5 فبراير/شباط 2026 في جو من انعدام الثقة المتبادل.
- قبل الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، كانت العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة مع اختلافات متواصلة على عدد متزايد من الملفات الدولية والاتهامات بالتدخل في الانتخابات والتجسس وموجة كثيفة من الهجمات الالكترونية.
- البرلمان الروسي صدّق بسرعة على المعاهدة ومن ثم حذت واشنطن حذوه.
تعليق التفتيش
- في 9 أغسطس/آب 2022، أعلنت روسيا تعليق عمليات التفتيش الأمريكية المقررة لمواقعها العسكرية في إطار المعاهدة، مؤكدة أنها أقدمت على ذلك ردا على العراقيل الأمريكية لعمليات التفتيش الروسية المماثلة في الولايات المتحدة.
- مع تراجع طفيف في حدة التصريحات بشأن ضربة نووية قد تشنها روسيا في الحرب على أوكرانيا، تقرر عقد اجتماع من 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/كانون الأول 2022 في القاهرة للبحث في إمكان معاودة عمليات التفتيش.
- لكن عشية الاجتماع أعلنت موسكو إرجاءه إلى أجل غير مسمى متهمة واشنطن بـ”العدائية” و”بث السموم”.
- في بداية فبراير الجاري، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ”تدمير الإطار القانوني” للمعاهدة.
جدير بالذكر أنه خلال ولاية ترمب، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقيتين دوليتين مهمتين هما: الاتفاق النووي الإيراني، ومعاهدة “السماوات المفتوحة” بشأن المراقبة الجوية التي انسحبت منها موسكو بعد ذلك.
كما تراجعت واشنطن عن أبرز مقتضيات معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى المبرمة خلال الحرب الباردة مع موسكو.