السعودية ترد على “اتهامات” وقوفها مع روسيا بعد قرار خفض إنتاج النفط

السعودية أعلنت رفضها الانتقادات الأمريكية لقرار تحالف "أوبك بلاس" خفض إنتاج النفط ابتداءً من الشهر المقبل (غيتي)

أعرب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، اليوم الأحد، عن استغرابه من الاتهامات الموجهة لبلاده بأن المملكة تقف مع روسيا في حربها مع أوكرانيا.

وقال الوزير في تغريدة عبر تويتر “نستغرب من الاتهامات بأن المملكة تقف مع روسيا في حربها مع أوكرانيا”.

وأضاف في التغريدة التي جاءت تعليقًا على تغريدة أخرى للرئيس الأوكراني يشكر فيها السعودية على دعمها وحدة أراضي بلاده “هذه الاتهامات الزائفة (بأن المملكة تقف مع روسيا) لم تأت من الحكومة الأوكرانية”.

وتابع في تغريدة أخرى “على الرغم من أن قرار أوبك+، الذي اتُّخذ بالإجماع، كان لدوافع اقتصادية بحتة، إلا أن البعض اتهم المملكة بوقوفها بجانب روسيا!”.

ومضى قائلًا “إيران كذلك عضو في أوبك، فهل يعني هذا أن المملكة وقفت بجانب إيران أيضًا؟”.

وتعرضت السعودية لانتقادات من واشنطن بعد أن وافق تحالف “أوبك بلس” على خفض كبير للإنتاج مع روسيا وحلفاء آخرين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الطاقة.

وقرر “أوبك بلس” خفض حصص إنتاج النفط بهدف دعم أسعار النفط الخام التي كانت تتراجع.

واتهمت واشنطن “أوبك بلس” بالانحياز لموسكو، التي تجني أرباحًا من ارتفاع أسعار النفط إذ تعتمد على مبيعات المحروقات لتمويل حربها في أوكرانيا.

لا يتضمن “أي رسائل لأحد”

بدروه، أكد هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أن قرار التحالف بخفض حصص إنتاج النفط لا يتضمن “أي رسائل لأحد”.

وقال الغيص بمؤتمر صحفي في الجزائر “لا نوجه رسالة إلى أحد. اتفاقنا مبني على أسس ودراسات وبيانات فنية بحتة ليس فيها رسائل اقتصادية ولا سياسية ولا غيرها”.

وأوضح أن “العالم مقبل على مرحلة ركود اقتصادي، وبالتالي هذا له انعكاس مباشر على الطلب على النفط كما في الصين” أحد أكبر المستوردين للنفط.

وأضاف الغيص أن القرار “لا يستهدف الوصول إلى سعر معين. بالعكس شاهدنا أن الأسعار انخفضت بعد اجتماعنا”، لأن المنظمة “لا تتحكم في الأسعار وإنما هناك جهات أخرى تتحكم في أسعار كل السلع ومن ضمنها النفط، وهي البورصات كما في لندن ونيويورك”.

نرفض الانتقادات الأمريكية

والخميس الماضي، أعلنت السعودية رفضها الانتقادات الأمريكية لقرار خفض إنتاج النفط ابتداءً من الشهر المقبل، بعدما حذّرها الرئيس الأمريكي جو بايدن من مواجهة “عواقب” لم يحددها.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلًا عن مصدر مسؤول لم تسمه أنّ “حكومة المملكة العربية السعودية اطلعت على التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار أوبك بلس، والتي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتابعت أن السعودية “تود الإعراب عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك بلاس خارج إطاره الاقتصادي البحت”.

وأشارت إلى أن قرار خفض إنتاج النفط “اتخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك بلاس”.

وشدد المصدر على أنّ “المملكة لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساع لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية”.

وأكّد المصدر أنّ “المملكة تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من منظور استراتيجي يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات