بعد استئناف رحلات الطيران.. كيف تطورت العلاقات التركية الأرمينية من القطيعة إلى التقارب؟

رحلات الطيران هي وسيلة التنقل الوحيدة بين تركيا وأرمينيا (الأناضول)

تستعد تركيا وأرمينيا لاستئناف رحلات الطيران المدني بينهما، بدءًا من 2 فبراير/شباط، بعد توقف استمر قرابة عامين.

وكانت رحلات الطيران بين البلدين متواصلة حتى عام 2020، عبر شركة (أطلس جيت) للطيران، وتوقفت لاحقًا بسبب إفلاس الشركة، وهي وسيلة التنقل الوحيدة بين تركيا وأرمينيا، بسبب إغلاق الحدود بينهما منذ 1993.

وعقب محادثات التطبيع الأخيرة بين البلدين، اتفقت أنقرة ويريفان على استئناف رحلات الطيران بينهما عبر شركتي بيغاسوس التركية و(فلاي وان) الأرمينية.

واتفقت تركيا وأرمينيا مؤخرًا على مواصلة المفاوضات بهدف تطبيع كامل للعلاقات دون شروط مسبقة، وفق بيان أصدرته الخارجية التركية بشأن أول لقاء بين الممثلَيْن الخاصَّيْن التركي سردار قليج، والأرميني روبن روبينيان، في العاصمة الروسية موسكو.

من القطيعة إلى التطبيع

سادت العلاقات الثنائية بين تركيا وأرمينيا قطيعة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة، بسبب مزاعم أرمينية حول أحداث 1915، إلى جانب احتلال أرمينيا إقليم ناغورنو كاراباخ الأذربيجاني، لكن العلاقات شهدت خلال الفترة الأخيرة مؤشرات إيجابية على التهدئة والتقارب.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفيتي في سبتمبر/أيلول 1991، وقبيل تبادل البلدين الجارين للبعثات الدبلوماسية بينهما، احتلت أرمينيا إقليم كاراباخ، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين.

وإثر احتلال أرمينيا منطقة “كلبجار” الأذربيجانية، أعلنت أنقرة عام 1993 قطع علاقاتها التجارية المباشرة مع يريفان، إضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية وقطع خطوط النقل البرية والحديدية والجوية.

وأطلقت أذربيجان في 27 سبتمبر/أيلول 2020 عملية عسكرية لتحرير أراضيها المحتلة، وتمكنت من استرداد مناطق واسعة في إقليم كاراباخ بدعم سياسي وعسكري تركي، بينما تم التوصل لاحقًا إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأرمينية من مناطق آغدام وكلبجار ولاتشين في الإقليم.

وعقب انتهاء المعارك بانتصار أذربيجان، شهدت العلاقات التركية الأرمينية اتجاهًا نحو التهدئة والتقارب، وتجسد ذلك في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أشار إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في ديسمبر/كانون الأول 2021، تعيين بلاده ممثلا خاصًّا في أرمينيا، لافتًا إلى دخول علاقات البلدين مرحلة جديدة.

في المقابل، أعلنت أرمينيا -خلال الشهر ذاته- نائب رئيس البرلمان ممثلًا خاصًّا لها لدى تركيا، كما رفعت الحظر على استيراد البضائع التركية الذي فرضته في ديسمبر 2020.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر