رئيس أذربيجان يعلق على التطورات في أرمينيا.. وتركيا تدين “محاولة الانقلاب”

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال مشاركته في المظاهرات المعارضة لبيان الجيش (رويترز)

قال الرئيس الأذري إلهام علييف، إن أرمينيا لم تكن أبدا في وضع يرثى له كما هي عليه اليوم، وإنها تشهد أزمات كبيرة عقب حربها مع أذربيجان.

وأوضح علييف في لقاء مع أسر قتلى الجيش الأذري، الخميس، أن أرمينيا تشهد يوميا صراعات داخلية، وانتهاكا للمبادئ الديمقراطية. وتابع قائلا “السبب في ذلك قياداتها المتوالية منذ 20 عاما”.

وفي وقت سابق الخميس، أصدر رئيس هيئة الأركان الأرمينية أونيك غاسباريان، وقادة كبار في الجيش، بيانا يطالبون فيه باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، الذي أعلن بدوره عزل غاسباريان من منصبه، معتبرا أن البيان محاولة للانقلاب.

وظهر باشينيان في شوارع العاصمة يريفان برفقة أنصاره، وطالبهم بمواجهة محاولة الانقلاب العسكري.

وانتقد باشينيان قادة الجيش في كلمة أمام مواليه، قائلا إن “الجيش تابع للشعب ورئاسة الحكومة، الوضع صعب في أرمينيا، لكن علينا أن نتفق حول عدم نشوب مواجهات”.

وأعرب عن استعداده للحوار مع كافة الأطراف، واصفا قادة الجيش الذين عزلهم في وقت سابق اليوم أنهم “أخوة”، مضيفا أنه لا يخطط لمغادرة البلاد.

ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة منذ نوفمبر/تشرين الثاني بعد ما وصفها معارضوه بإدارة كارثية للصراع الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في إقليم ناغورني كاراباخ والمناطق المحيطة به.

وخسرت القوات من أصل أرميني مساحات كبيرة لصالح قوات أذربيجان في صراع أودى بحياة آلاف. وتنتشر قوة حفظ سلام روسية حاليا في الجيب الذي يعترف به المجتمع الدولي جزءا من أذربيجان ويتنحدر سكانه من أصل أرميني.

ورفض باشينيان (45 عاما) مرارا التنحي رغم احتجاجات المعارضة. ويقول إنه يتحمل مسؤولية ما حدث لكن عليه الآن أن يضمن أمن بلاده.

مظاهرات مؤيدة لرئيس الوزراء الأرميني (رويترز)

لا ضغوط

وأعلنت رئاسة الأركان الأرمينية أن موقفها من الدعوة لاستقالة باشينيان ما زال ثابتا، وأنها لم تتعرض لأي ضغوط عند اتخاذ هذا القرار.

وقالت رئاسة الأركان في بيان لها إن “قادة الجيش أصدروا البيان نتيجة موقفهم وإيمانهم الواضح بضرورة تحرير الوطن في هذه اللحظة المهمة”.

بدوره، دعا الرئيس الأرميني السابق روبرت كوتشاريان كافة أبناء الشعب لدعم بيان رئاسة الأركان. وأطلقت أحزاب المعارضة الأرمينية حملة جمع تواقيع من أجل دعوة البرلمان لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الأحداث الأخيرة.

موقف تركيا

وفي تركيا، أدان الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالن محاولة الانقلاب التي شهدتها أرمينيا اليوم.

وقال كالن في تغريدة على تويتر “ندين محاولة الانقلاب في أرمينيا، فالانقلابات عرضت مسيرة الديمقراطية للانقطاع وتسببت بالفوضى على مر التاريخ”.

وأعرب متحدث الرئاسة عن أمله في عودة الأوضاع في أرمينيا إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.

كما أدان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس، المحاولة الانقلابية في أرمينيا، مؤكدا أن تركيا ضد أي محاولة انقلابية في العالم.

وأشار إلى أنه من الطبيعي في الديمقراطيات أن ينتقد المواطنون حكوماتهم ويطالبوها بالاستقالة، معتبرا أنه من غير المقبول للعسكريين أن يطالبوا حكومة منتخبة بالاستقالة، فضلا عن القيام بانقلاب.

وأوضح أنهم يتابعون الأمر من الإعلام ولم يجروا بعد أي تواصل مع الجانب الأرميني.

كما أعرب حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عن معارضته الدائمة لمحاولات الانقلاب على الحكومات.

وقال الناطق باسم الحزب عمر جليك على  حسابه على تويتر إن تركيا لا ترغب في رؤية أحداث تؤدي إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

موقف روسيا

عبرت روسيا حليفة أرمينيا عن قلقها مما يحدث في الجمهورية السوفيتية السابقة التي توجد بها قاعدة عسكرية روسية، وحثت الطرفين على حل الأزمة سلميا وفي إطار الدستور.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الوضع في يريفان مع نظيره الأرميني آرا أيفازيان.

وأكد لافروف أن روسيا ترى الوضع في أرمينيا شأنا داخليا، معربا عن الأمل أن تحل القضية سلميا.

المصدر : وكالات