محكمة يديرها الحوثيون تسجن عارضة أزياء يمنية لانتهاكها الأخلاق العامة

الممثلة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي تقضي عقوبة السجن لخمسة أعوام في سجون الحوثيين (مواقع التواصل)

قال ناشطون إن محكمة  تديرها سلطات الحوثيين في اليمن أصدرت حكما بالسجن خمس سنوات على الممثلة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي، في حكم قالت منظمة العفو الدولية إنه تعسفي ويستند إلى أسباب زائفة.

وكان قد أُلقي القبض على انتصار وهي في العشرينات من العمر، في فبراير/ شباط الماضي عند نقطة تفتيش في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اندلاع صراع اليمن قبل أكثر من ست سنوات.

وعلق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قائلا “ندين بشدة إصدار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران أحكاما غير قانونية بإدانة الفنانة الاستعراضية، انتصار عبدالرحمن الحمادي وثلاث من زميلاتها “يسرى الناشري، ومحلية البعداني، ورقية السوادي” بتهم ملفقة في أحد المحاكم الخاضعة لسيطرتها، وتشويه سمعتهن، واعتقالهن لمدد متفاوتة من سنة الى 5 سنوات”.

واعتبر الإرياني “الأحكام غير قانونية بتهم ملفقة وهي محاولة للتغطية على جريمة اختطاف مليشيا الحوثي الارهابية للفنانة انتصار الحمادي وزميلاتها، واخفائهن قسريا، وتعذيبهن نفسيا وجسديا، وتلطيخ سمعتهن حسب وصفه.

واعتبر المرصد الأورومتوسطي أن الأحكام الصادرة والمتفاوته بحق الحمادي وزميلاتها يثبت من جديد خطورة استمرار سيطرة الجماعة على السلطة القضائية، واستخدامها أداة لمعاقبة المعارضين وأصحاب التوجهات الفكرية والثقافية والدينية المخالفة.

وأبلغ ناشطون ومسؤولون قانونيون  بأن محكمة في صنعاء أصدرت الحكم عليها ،أمس الأحد،.

وسبق أن أبلغ مصدر قضائي يمني بأن انتصار الحمادي تواجه اتهاما بإتيان تصرفات غير لائقة وبمخالفة تعاليم الإسلام.

وقالت منظمة العفو الدولية في مايو/ أيار الماضي لقد “تعرضت انتصار الحمادي خلال احتجازها إلى الاستجواب وهي معصوبة العينين، كما تعرضت للإساءة الجسدية واللفظية، وإهانات عنصرية وأجبرت على ‘الاعتراف’ بارتكاب عدة جرائم، بما في ذلك حيازة مخدرات وممارسة الدعارة”.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون إن المحكمة أدانت انتصار الحمادي أيضا “بجريمة تعاطي المخدرات”، كما أدانتها هي وثلاث نساء أخريات “بجريمة ممارسة الفجور والدعارة” وانتهاك الأخلاق العامة وتعاطي المخدرات.

وقد تفاعل عدد من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي واعتبر اغلبهم أن هذا الحكم  يمثل الوجه الجديد لحكومة الحوثيين واستهدافها لحياة الوجوه العامة في اليمن ومحالة تخويف الناس وتهديدهم من مغبة الخروج عن إمرة قادة الحركة.

وأطاحت حركة الحوثي، التي تسيطر على معظم مناطق شمال اليمن، بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من السلطة في أواخر 2014.

وتتغير خارطة السيطرة على الأرض في اليمن بشكل مستمر بين الفرقاء، مع تواصل المواجهات الميدانية التي يعاني منها البلد العربي الفقير، منذ نحو 7 سنوات.

ويبدو الواقع العسكري حاليا أكثر اشتعالًا من أي وقت مضى، حيث اتسعت رقعة المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة جبهات، خصوصا في محافظة مأرب النفطية وسط البلاد.

ولا يبدو أن ثمة أفق لحل سياسي قريب ينهي الأزمة المشتعلة، رغم الجهود الدولية والأممية المتواصلة والرامية لإنهاء الصراع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات