حكم غير مسبوق.. السجن مدى الحياة دون عفو مشروط لمنفذ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا

منفذ مجزرة مسجدي كرايست تشيرش برنتون تارانت

عاقبت محكمة نيوزيلندية، الخميس، منفذ مجزرة مسجدي كرايست تشيرش، برنتون تارانت، بالسجن المؤبد مدى الحياة دون عفو مشروط، في عقوبة غير مسبوقة في تاريخ هذا البلد.

وقال القاضي كاميرون ماندر إنّ المحكمة قررت فرض هذه العقوبة على هذا المدان “الشرير” و”اللاإنساني” لأنّه “يتعيّن عليها الردّ بطريقة ترفض بشكل حاسم مثل هذا الحقد الشرير”.

وأضاف أنّ وراء أيديولوجيته “المعوجّة” يخفي تارانت “كراهية عميقة” دفعته إلى مهاجمة الرجال والنساء والأطفال العزّل.

وإذ لفت ماندر إلى الثمن الباهظ الذي دفعته الجالية المسلمة النيوزيلندية من جرّاء هذه المجزرة، قال إنّ مرتكبها فشل مع ذلك في الترويج لإيديولوجية اليمين المتطرّف.

وقال القاضي إن المجزرة “كانت وحشية وقاسية. أفعالك كانت لاإنسانية”.

هذا و قال المدّعي العام مارك ظريفة إنّ يدي تارانت اقترفتا مجزرة “غير مسبوقة في التاريخ الإجرامي لنيوزيلندا”.

وأضاف أنّ “الدافع وراء الجريمة هو أيديولوجية عنصرية معادية للأجانب (…) من الواضح أنّه أسوأ قاتل عرفته نيوزيلندا”.

وشدّد ظريفة على أنّ السجن المؤبّد هو “العقوبة الوحيدة المناسبة” للمدان الأسترالي.

وسارعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن إلى الترحيب بالعقوبة الصادرة بحقّ تارانت، معتبرة أنّه يستحق قضاء حياته خلف القضبان “في صمت وتام ومطلق”.

وقالت أرديرن التي لفتت الأنظار في الداخل والخارج العام الماضي بالطريقة التي تعاملت فيها مع المجزرة وضحاياها إنّ “صدمة 15 آذار/مارس لا تعالج بسهولة، لكنّي آمل اليوم أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي نضطر فيها لسماع اسم الإرهابي أو نطقه”.

وأضافت “هو يستحقّ قضاء حياته بصمت تام ومطلق”.

القاضي كاميرون ماندر (رويترز)

وخلال محاكمته، قرر تارانت، الصمت أمام شهادات مروعة تحدث خلالها ناجون من المجزرة.

وأقر تارانت الذي رفض توكيل محامين له يوليو/تموز الماضي، بارتكاب 51 عملية قتل، و40 محاولة قتل، إلى جانب تهمة الإرهاب خلال الاعتداء على المسجدين منتصف مارس/آذار 2019 في مجزرة هزت العالم.

وكان القاضي كاميرون ماندر، قد سأل المتهم، أمس الأربعاء، إذا ما كان ينوي التحدث، بعد الإصغاء بصمت على مدار 3 أيام لغضب الناجين وعائلات الضحايا، ليرد بأنه لن يتحدث شخصيا في المحكمة.

ويؤمن الشاب الأسترالي ذو الـ29 عاما بتفوق العرق الأبيض، حيث يؤمن بقواعد “اليمين المتطرف”.

وفُرضت تدابير صارمة على التغطية الإعلامية للمحاكمة التي بدأت الإثنين، تحسبا لاستخدامها منبرا للمهاجم.

وعلى مدار الأيام الماضية، واجه ناجون الإرهابي الأسترالي الذي لم يظهر عليه أي تأثير أو ندم أو خجل، مؤكدين أنه يستحق الموت وألا يرى نور الشمس من جديد.

وكان من المنتظر أن تقرر المحكمة عقوبة السجن مدى الحياة بحق تارانت، ليكون أول شخص في نيوزيلندا ينال هذه العقوبة، دون احتمال الإفراج المشروط.

المصدر : وكالات