تهديد أمني لأوربا.. الجزيرة تكشف بيع قبرص جوازات سفر لمطلوبين ومشبوهين

يسمح جواز سفر قبرص لحامله بأن يسافر بحرية إلى 176 بلدا

حصلت وحدة التحقيقات بشبكة الجزيرة الإعلامية على كم كبير من البيانات المسربة لوثائق وجوازات سفر تكشف عن ثغرات خطيرة في برنامج “الجوازات الذهبية” المثير للجدل في قبرص.

وحصلت الحكومة القبرصية بموجب هذا البرنامج على مليارات الدولارات بعد بيع جنسيتها لعدد من أثرياء العالم، رغم أن كثيراً من هؤلاء يخضعون لتحقيقات جنائية أو عقوبات دولية، ومنهم من صدرت بحقه أحكام بالسجن.

ويسمح جواز سفر قبرص لحامله بأن يسافر بحرية إلى 176 بلدا؛ مما يجعل البرنامج مرغوبا فيه من قبل أفراد يحملون جنسيات بلدان لا يتمتع مواطنوها بحرية السفر من دون تأشيرات.

ودرست وحدة التحقيقات في الجزيرة طلبات تقدم بها أكثر من 2500 شخص ما بين عامي 2017 و2019 للحصول على جنسية قبرص ضمن برنامج الاستثمار، واكتشفت أن كثيراً من هذه الطلبات ينتهك الضوابط التي وضعتها الدولة للحصول على الجنسية القبرصية.

وتضم “أوراق قبرص” أسماء آلاف الأثرياء الروس، العديد منهم منهم لديه ارتباطات قوية مع الكرملين، إضافة إلى 500 مواطن صيني جميعهم على استعداد لدفع ملايين الدولارات للحصول على جواز الاتحاد الأوربي. وإجمالاً، باعت قبرص جوازات سفر لأشخاص من 74 جنسية خلال الفترة المذكورةـ،

 من  بينهم 30 شخصاً يواجهون تهماً جنائية أو مدانين أو خاضعين لعقوبات دولية.

وتكشف البيانات أن أربعين من الطلبات الأخرى التي أجيزت كان أصحابها يشغلون مواقع سياسية أو حكومية، ويصنفون على أنهم “أشخاص منكشفون سياسياً”، وهو ما يعني أنهم قد يقبلون تلقي رشى أو يشاركون في عمليات غسيل للأموال بموجب الضوابط المعمول بها في الاتحاد الأوربي وفي قبرص. وجميعهم اشتروا جوازات السفر قبل أن تشدد قبرص إجراءاتها بهذا الشأن في مايو/ أيار 2019.

وفي تصريح للجزيرة، قال سفين جيغولد، عضو البرلمان الأوربي من ألمانيا، والناشط البارز في مجال المطالبة بسن قوانين أوربية أكثر صرامة لمحاربة غسيل الأموال “موقف الاتحاد الأوربي واضح جداً، وهو أن الجنسية ليست للبيع. لا ينبغي التعامل مع الجنسية وكأنها سلعة تباع وتشترى”. ووصف جيغولد ما تم كشفه من خلال “أوراق قبرص” بأنه “مقلق للغاية، فأنظمة الجوازات هذه تشكل تهديداً أمنياً على أوربا”.

وتكشف “أوراق قبرص” البيانات الخاصة لقرصان إلكتروني (هاكر) شهير مطلوب للعدالة بعد قيامه بسرقة عدة مليارات من الدولارات من العملات الرقمية المشفرة، ورغم ذلك صدرت الموافقة على منحه جواز سفر قبرصيا، بالإضافة إلى رجل أعمال آخر، كان يحاكم بتهمة الرشوة، تمكن رغم دخوله السجن من شراء جواز سفر قبرصي.

وتكشف الأوراق أن مصرفياً من إحدى دول أمريكا الجنوبية تمت الموافقة على منحه الجنسية قبل أربعة أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة أنه المتهم الرئيسي في مخطط غير مشروع لغسل نحو 2.4 مليار دولار.

كما تكشف الأوراق هوية مجموعة أخرى من الأشخاص وردت أسماؤهم في “أوراق قبرص”، لن تكشف الجزيرة عن هوياتهم حفاظاً على سلامتهم. من بينهم امرأة اختطف عملاء الأمن الصينيون سراً قريباً لها في هونغ كونغ.

كما تم التستر على أسماء عدد من الشخصيات من المملكة العربية السعودية، التي زاد عدد الطلبات المقدمة من مواطنيها للحصول على جوازات سفر قبرصية منذ أن صعد إلى السلطة ولي العهد محمد بن سلمان، المتهم بالضلوع في قتل الصحفي جمال خاشقجي.

ومن بين هؤلاء أحد أفراد عائلة بن لادن، التي صودرت أموالها من قبل ولي العهد السعودي. ومن بين الأسماء أيضاً قريب لأحد رجال الأعمال السعوديين الذين اعتقلوا بدون تهمة في فندق ريتز كارلتون بالرياض.

وقالت حكومة قبرص للجزيرة إنها شددت إجراءات الحصول على الجنسية مقابل الاستثمار في 2019، وأكدت أنه “لم يتم منح الجنسية بأي شكل ينتهك الإجراءات المعمول بها في حينه”.

المصدر : الجزيرة مباشر