بعد تجدد المواجهات.. تركيا: أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أذربيجان

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان، وستغرق في مكائدها، إذ تجددت الاشتباكات بين البلدين اليوم الخميس بعد توقفها ليوم واحد.

تصريحات وزير الدفاع التركي جاءت خلال استقباله قائد القوات الجوية الأذربيجاني رامز طاهروف في مقر وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة.

ودان أكار بشدة الهجمات التي نفذتها أرمينيا الأحد الماضي على منطقة توفوز الأذربيجانية، والتي أسفرت عن مقتل 4 من جنود أذريين.

وقال أكار إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف عقب الهجمات الأرمينية، وأن أنقرة تتابع عن كثب المستجدات الحاصلة على الحدود بين البلدين.

وشدد على أن ” أنقرة لا تقبل استمرار احتلال إقليم قرة باغ من قِبل أرمينيا. هذا الاحتلال لا يستند إلى أي مشروعية أو قوانين دولية.”

واندلعت اشتباكات بين البلدين، الأحد الماضي، إثر قصف للجيش الأرميني استهدف قوات أذربيجانية في منطقة توفوز الحدودية.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 4 جنود أذريين، بينهم ضابط، وأصابة 4 آخرون بجروح.

كما أدت الاشتباكات في الأيام التالية إلى سقوط 7 قتلى بين صفوف الجيش الأذربيجاني، بينهم ضابط برتبة لواء.

وتسيطر أرمينيا منذ عام 1992 على نحو 20% من الأراضي أذربيجان، التي تضم إقليم قره باغ (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام، وفضولي.

“حملة تشويه”

من جانبها قالت الخارجية التركية إن ” أرمينيا تسعى الآن وراء حملة تشويه منافقة ضد تركيا من أجل التغطية على تجاوزاتها بحق أذربيجان.”

وأضافت الخارجية في بيان أن ” أرمينيا تواصل احتلالها لأراضي أذربيجان منذ أعوام وموقفها المنافق هذا يظهر للجميع بشكل واضح وصريح من هو المعرقل الأساسي لإحلال السلام والاستقرار الدائم في جنوب القوقاز.”

وتابعت: “يجب على السلطات الأرمينية أن تعود إلى رشدها، وتتعلم في أقرب وقت أن تكون جزءا من الحلول وليس المشاكل في جنوب القوقاز.”

استئناف المواجهات    

وأعلنت وزارتا الدفاع في ارمينيا وأذربيجان أن المواجهات على الحدود الشمالية بين البلدين استؤنفت، اليوم الخميس، بعد يوم كامل من الهدوء.

وقالت الوزارتان في بيانين منفصلين أن “معارك تجري” صباح الخميس على الحدود الشمالية بين البلدين. وأكدت كل من باكو ويريفان التصدي لهجوم شنه الطرف الآخر.

وكانت المعارك قد توقفت بين منتصف ليل الأربعاء وصباح الخميس بعد مواجهات دامت ثلاثة أيام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية سوشان ستيبانيان الخميس إن القوات الأذربيجانية “تقصف القرى الأرمينية بقذائف الهاون ومدافع الهاوتزر”.

وأضافت لاحقا أن القوات الأرمينية ردت “ودمّرت مواقع مدفعية ودبابات العدو التي يستخدمها لقصف قرى أرمينية”.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأرمينية على فيسبوك أرتسرون هوفهانيسيان أن الوضع على الحدود “هدأ” منذ ذلك الحين.

وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في اجتماع لمجلس الوزراء “نحن نسيطر على الوضع”، وأضاف “سقط قتلى وجرحى بين قوات العدو” ولكن “لم تقع خسائر بين جنودنا أو المدنيين”

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيحانية إن وحدة من “القوات المسلحة الأرمينية حاولت مجددا مهاجمة مواقعنا في منطقة توفوز على الحدود الآذربيجانية الأرمينية.”

وأضافت أن قرى اغدام ودونار غوشتشو وفاخليدي “تتعرض لنيران أسلحة ثقيلة وقذائف الهاون”.

وأعربت تركيا، حليفة أذربيجان، عن دعمها لباكو. وتتنافس أنقرة مع موسكو على بسط النفوذ في المنطقة الاستراتيجية.

إسقاط طائرة

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، إسقاط طائرة من دون طيار تابعة للجيش الأرميني، في المنطقة الحدودية.

وأفادت الوزارة في بيان، الخميس، أنها أسقطت طائرة من دون طيار من طراز إكس-55 تابعة للجيش الأرميني.

وأوضحت أن الطائرة كانت تقوم بجولة استطلاعية فوق مواقع أذربيجانية بمنطقة توفوز على الخط الحدودي. كما نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية صور الطائرة التي أسقطتها.

تاريخ من الصراع

وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل حوالي ثلاثين عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورني قره باغ الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.

وأي حرب بين البلدين يمكنها إغراق منطقة القوقاز بأكملها وإقحام روسيا، الحليف العسكري لأرمينيا، وتركيا الداعمة لأذربيجان واللتين تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية.

لكن محللين قالوا إن الخطر ضئيل، مشيرين إلى أنه ليس لأي من الطرفين مطالب إقليمية في منطقة القتال، البعيدة عن قره باغ.

وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفيتية السابقة.

وقال محللون إن أذربيجان، في ظل وجود معظم المرتفعات الاستراتيجية على طول خط الجبهة في قره باغ تحت سيطرة الأرمن، ليست في وضع جيد يمكنّها من شن هجوم.

وتجري “مجموعة مينسك” التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باخ. لكن المحادثات لم تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1994.

وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من يريفان وباكو بأسلحة بمليارات الدولارات.

وتهدد أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة، فيما تعهدت يريفان بسحق أي هجوم عسكري لاستعادتها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات