اكتشاف ثقب أسود قريب من الأرض

في أبريل/نيسان 2019 نجح علماء الفلك لأول مرة في التقاط صورة لثقب أسود

اكتشف علماء فلك في المرصد الأوربي الجنوبي ثقبا أسود جديدا هو الأقرب إلى الأرض من بين الاكتشافات المماثلة ويقع في نظام نجمي مرئي بالعين المجردة، حسبما أظهرت دراسة نشرت، الأربعاء.

وأوضح المرصد في بيان أن علماءه اكتشفوا ثقبا أسود نجميا متأتيا من انهيار نجم ضخم داخليا، ويوازي حجمه أربع مرات حجم الشمس. وخلافا للثقوب السود الهائلة، هذا الثقب “صامت” لأنه “لا يتفاعل بصورة عنيفة مع محيطه” (لا يمتص المواد)، لذا فإنه “أسود فعلا” وفي موقع خفي في النظام النجمي “إتش آر 6819”.  

ودرس فريق المرصد الأوربي الجنوبي في بادئ الأمر “إتش آر 6819” أنه نظام نجمي ثنائي يتضمن مجموعة متنوعة من نجوم أضخم وأكثر توهجا من الشمس. وبفضل مرسام الطيف “فيروس” (أداة تتيح قياس السرعة الشعاعية لجسم ما) الموجود في مرصد لا سيا في تشيلي، لاحظ علماء الفلك أن إحدى النجمتين كانت تتحرك بسرعة أكبر من الثانية وتتنقل بطريقة غير اعتيادية حول جسم غير مرئي مرة كل أربعين يوما.

ومن خلال دراسة هذا المسار تمكنوا من رصد وجود ثقب أسود واحتساب حجم كتلته.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية توماس ريفينيوس وهو المعد الرئيسي للدراسة التي نشرتها مجلة “أسترونومي أند أستروفيزيكس” أن “جسما غير مرئي بحجم يوازي أربع مرات على الأقل حجم الشمس لا يمكن أن يكون سوى ثقب أسود”.

ولفت ريفينيوس إلى أن “هذا النظام النجمي يحوي أقرب ثقب أسود نعرفه إلى الأرض”.

وقال بيتر هادرافا من أكاديمية العلوم في العاصمة التشيكية براغ وهو أحد معدي الدراسة “فوجئنا تماما عندما أدركنا أنه أول نظام نجمي مرئي بالعين المجردة مع ثقب أسود”.  

وذكرت الدراسة بأن علماء الفلك رصدوا حتى اليوم حوالي خمسة وعشرين ثقبا أسود في مجرتنا التي تضم في وسطها ثقبا أسود هائلا.

وقال عالم الفلك في مرصد “بي أس أل” في باريس بيار كيرفيلا لوكالة فرانس برس “نعرف القليل من الثقوب السود النجمية في مجرة درب التبانة لكننا نظن أن ثمة الكثير منها  نتاج طبيعي لتطور النجوم الضخمة”.
وفي أبريل/نيسان 2019 نجح علماء الفلك لأول مرة في التقاط صورة لثقب أسود، تظهر بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية